«مسير» تتشح بالسواد حدادًا على ضحيتي «حوادث الطرق» و«البلطجة» (صور)

«لا أعلم متى يدركنى الموت، فمن يحمل في قلبه لي خدوشًا قد أحدثتها له فليخبرنى ويسترد مظلمته، أو يعتقنى لوجه الله»، لم يكن يعلم محمد السعيد متولى صحصاح، 22 سنة، أن العبارة السابقة التي كتبها على صفحته ب«فيس بوك»، تحت عنوان «إبراء الذمة»، ستتحقق بعد 5 أشهر من نشرها، وأن نبوءته بوفاته فجأة ستصبح واقعًا، لتتشح مدينة مسير التابعة لمحافظة كفر الشيخ بالسواد حدادًا على رحيله.
الشاب العشريني، الذي يقضى خدمته العسكرية، كان على موعدٍ مع قدره، خلال قضاء إجازته التي ينتظرها بشغف كل من ارتدى زي «الشرف الوطني»، بعد أن اصطدمت دراجته البخارية بسيارة نقل ثقيل، على الطريق الدولي بكفر الشيخ، ليصاب بإصابات بالغة في الرأس والصدر، يلفظ بعدها أنفاسه الأخيرة بالمستشفى العسكري بكفرالشيخ.
في 18 أبريل الماضى، كتب «محمد» على صفحته: «أرجوكم كل من يرى هذا المنشور يعرفنى أو لا يعرفنى ياريت يقرأه للنهاية، ممكن أكون في يوم من الأيام اغتبت أحد أو أخطأت في حق أحد بقصد أو بدون قصد، أو أخذت حق مش حقي، فإن الله لا يغفر لمن اغتاب ولمن ظلم حتى يسامحه من اغتابه أو ظلمه»
واستكمل في «رسالة الوداع»: «أطلب ممن يقرأ رسالتي هذه أن يتكرم ويسامحني، فقد كثر موت الفجأة، ولا أعلم متى يدركني الموت».
المفارقة أنه قبل ساعات من رحيل «محمد»، لقى ابن عمه الشاب أيضًا هنداوي محمد صحصاح، مصرعه على يد «لصوص الطرق»، وعدد من البلطجية، على طريق «مسير - متبول»، بعد محاولة سرقة ال«توك توك» الذي كان بحوزته، ويعد مصدر رزقه، ورغم أن «هنداوى» أظهر استبسالاً كبيرًا في الدفاع عن نفسه، إلا أن الطعنات الغادرة نالت منه، وتركته مدرجًا فى دمائه يواجه الموت.
وتعود تفاصيل الواقعة، إلى استقبال مستشفى طنطا الجامعى، هنداوي صحصاح، 30 عامًا، مصابًا بأكثر من 20 طعنة، تعرض لها خلال حادث السرقة، إلّا أن صموده لم يجد أمام صعوبة حالته، ليلفظ أنفاسه، تاركًا أثرًا كبيرًا في نفوس كل من يعرف تفاصيل وفاته، ودفاعه عن «لقمة عيشه».
وقالت مصادر أمنية، بمديرية أمن كفر الشيخ، أنه تم إلقاء القبض على أحد أفراد التشكيل العصابى، وجارى البحث عن بقية المتهمين بقتل المجنى عليه، ومحاولة سرقته.
وتحولت صفحات أصدقاء الضحيتين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى عزاء حمل كلمات الرثاء التي عددت حسناتهما مع الدعوات لهما بالرحمة.