فى دراسة شملت آلاف المشاركين، كشف اختبار دم جديد عن أكثر من 50 نوعًا من السرطان، بالإضافة إلى موقعها داخل الجسم بدرجة عالية من الدقة، وفقًا لفريق دولى من الباحثين بقيادة معهد دانا فاربر للسرطان مايو كلينيك. تشير النتائج، التى نشرت اليوم من قبل حوليات علم الأورام Annals of Oncology، إلى أن الاختبار الذى حدد بعض السرطانات الخطرة بشكل خاص التى تفتقر إلى الأساليب القياسية للفحص يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا فى الكشف المبكر عن السرطان. غالبًا ما يكون الكشف المبكر مهمًا لنجاح العلاج. يستخدم الاختبار، الذى طورته GRAIL Inc، من مينلو بارك، كاليفورنيا فى التحكم فيما إذا كانت الجينات نشطة أو غير نشطة. فى الخلايا السرطانية، غالبًا ما يختلف وضع مجموعات الميثيل، أو نمط المثيلة، بشكل ملحوظ عن تلك الموجودة فى الخلايا الطبيعية لدرجة أن أنماط المثيلة غير الطبيعية هى أكثر خصائص الخلايا السرطانية من الطفرات الجينية genetic mutations. عندما تموت الخلايا السرطانية، يفرغ حمضها النووى، مع مجموعات الميثيل بشدة، فى الدم، حيث يمكن تحليله بواسطة الاختبار الجديد. فى الدراسة، استخدم الباحثون الاختبار لتحليل الحمض النووى الخالى من الخلايا (DNA من الخلايا الطبيعية والسرطانية التى دخلت مجرى الدم عند موت الخلايا) فى 6689 عينة دم، بما فى ذلك 2482 من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان و4،207 من الأشخاص غير المصابين بالسرطان. تمثل العينات من مرضى السرطان أكثر من 50 نوعًا من السرطان، بما فى ذلك الثدى والقولون والمستقيم والمرىء والمرارة والمثانة والمعدة والمبيض والرأس والرقبة وسرطان الدم اللمفاوى وسرطان البنكرياس المتعدد. كانت النوعية الإجمالية للاختبار 99.3٪، مما يعنى أن 0.7٪ فقط من النتائج أشارت بشكل خاطئ إلى وجود سرطان. كانت حساسية الفحص ل 12 سرطانًا تمثل ما يقرب من ثلثى وفيات السرطان فى الولاياتالمتحدة 67.3 ٪، ما يعنى أن الاختبار يمكن أن يجد السرطان ثلثى الوقت ولكن ثلث الوقت الذى أعاد فيه الاختبار نتيجة سلبية. ضمن هذه المجموعة، كانت الحساسية 39٪ للمرضى المصابين بسرطان المرحلة الأولى، 69٪ للمرضى بالمرحلة الثانية، 83٪ للمرضى بالمرحلة الثالثة، و92٪ للمرضى بالمرحلة الرابعة. كانت حساسية بين المرحلة الأولى إلى الثالثة I to III عبر جميع أنواع السرطان الخمسين 43.9 ٪. عندما تم الكشف عن السرطان، حدد الاختبار بشكل صحيح العضو أو الأنسجة التى نشأ فيها السرطان فى أكثر من 90٪ من الحالات. هذه المعلومات مهمة لتحديد كيفية تشخيص المرض وعلاجه. ولاحظ الباحثون أن نتائجهم تظهر أن هذا النهج لاختبار الحمض النووى الخالى من الخلايا cell-free DNA فى الدم يمكن أن يكشف عن مجموعة واسعة من أنواع السرطان فى أى مرحلة من مراحل المرض تقريبًا، مع خصوصية وحساسية تقترب من المستوى المطلوب للفحص على مستوى البشر. يمكن أن يكون هذا الاختبار جزءًا مهمًا من التجارب السريرية للكشف المبكر عن السرطان.
