طالب البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، السفيرة الأمريكية لدى القاهرة، آن باترسون، أثناء اجتماعه معها في المقر البابوي يوم الاثنين، بألا تضع الولاياتالمتحدة العوائق أمام قيام دولة فلسطينية، فيما أعلنت الكنيسة الأسقفية في مصر دعمها الطلب الفلسطيني في الأممالمتحدة، للانضمام إلى عضوية المنظمة. كما أكد شنودة رفضه أي تدخل خارجي في الشؤون المصرية، تحت مسمى حماية «الحريات الدينية»، مؤكدًا أن شؤون المسيحيين في مصر تناقش كمواطنين مصريين، لا كأقليات. ومن جانبها، أعربت باترسون عن تقديرها للبابا، وللكنيسة القبطية في مصر، وللدور الذي تلعبه في «الحوار والتقارب بين أتباع الديانات، وحرصها على الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي». كما أشادت بالعلاقة القوية التى تربط الكنيسة والأزهر الشريف. وتقدم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بطلب إلى الأممالمتحدة للحصول على عضوية كاملة كدولة مستقلة، وهي الخطوة التي تعارضها إسرائيل والولاياتالمتحدة، إذ تقولان إن إعلان دولة فلسطينية لا بد أن يأتي كنتيجة لمفاوضات تسوية مع إسرائيل. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن بلاده ستسخدم حق الفيتو في مجلس الأمن، ضد انضمام فلسطين للأمم المتحدة. إلى ذلك، أصدرت الطائفة الأسقفية بيانا تؤيد فيه حق الفلسطينيين في إعلان دولتهم المستقلة، وتدعم طلبهم أمام الأممالمتحدة، للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية، وأعلنت أنها ستقدم بيانها إلى الكنيسة الإنجليكانية في لندن، ومنه إلى ممثلية الكنيسة التي تتمتع بصفة «مراقب» في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال البيان صدر عن المطران الدكتور منير حنا، مطران الكنيسة الأسقفية في مصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي، والرئيس الحالي لإقليم الكنيسة الأسقفية بالقدس والشرق الأوسط «لقد تم حرمان شعب فلسطين من حق العيش فى دولة مستقلة منذ أكثر من ستين عاما، وجاء الوقت لهذا الشعب أن يعيش عيشة كريمة مثل باقي شعوب العالم». وأضاف «لذا أناشد المجتمع الدولي إعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة». وأكد على أن «الاعتراف بدولة فلسطين لن يعوق بأي شكل من الأشكال مفاوضات السلام مع دولة إسرائيل، فالدول تتفاوض مع بعضها البعض من منطلق الندية والمساواة في الحقوق». وطالب المطران الولاياتالمتحدة بأن تقوم بدورها في هذه المفاوضات بدلاً من معارضة إقامة دولة فلسطين، وقال «إن التأخير في إعطاء الشعب الفلسطيني حقه من شأنه أن يزيد من اضطراب منطقة الشرق الأوسط التي نتمنى جميعاً أن يسودها الاستقرار القائم علي السلام العادل». وقال هاني شكر الله، المتحدث الرسمي باسم الطائفة الأسقفية بمصر، إن الكنيسة الأسقفية «ستقدم بيانها هذا أمام الكنيسة الإنجليكانية بلندن، ومنه إلى ممثلية الكنيسة الإنجليكانية التي تتمتع بحق المراقبة في الجمعية العامة للأمم المتحدة». ويناقش مجلس الأمن الطلب الفلسطيني بالانضمام للأمم المتحدة يوم الاثنين، بعد أن تسلمه من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حسبما تنص القواعد المنظمة لانضمام الأعضاء الجدد إلى المنظمة. وبموجب هذه الإجراءات يتعين أن تحصل الدولة المتقدمة على توصية من مجلس الأمن بقبولها عضوًا، ويجب أن يوافق 9 على الأقل من أعضاء المجلس ال 15 على منح هذه التوصية، شرط ألا تصوت أي من الدول دائمة العضوية (الولاياتالمتحدة، بريطانيا، روسيا، الصين، فرنسا)، ضد انضمام الدولة الجديدة. وبعد موافقة مجلس الأمن تصوت الجمعية العامة على قبول الدولة الجديدة، التي تنضم إلى المنظمة حال حصولها على موافقة ثلثي أعضاء الجمعية العامة على الأقل.