تزايدت أعداد المعتكفين فى مسجد عمرو بن العاص، أشهر المساجد التى يعتكف بها المسلمون فى العشر الأواخر من شهر رمضان سنوياً، وتوافد العشرات إلى المسجد، وهو الأمر الذى لم يكن يحدث بهذا الشكل فى السنوات السابقة قبل اندلاع الثورة وحل جهاز مباحث أمن الدولة. وصف أحد الشباب الاعتكاف قبل الثورة، فى ظل وجود جهاز مباحث أمن الدولة، بأنه كان له معنى واحد هو الذهاب إلى المعتقل مباشرة، لكن بعد الثورة شهد المسجد زيادة كبيرة فى أعداد المعتكفين بعد «تحريره» من أيدى أجهزة الأمن، على حد تعبيره، مشيراً إلى أنهم يقضون أوقاتهم بين قراءة القرآن، والاستماع إلى الدروس الدينية. وشهد مسجد الرحمن، المواجه للسفارة الإسرائيلية بالجيزة، توافد مواطنين من محافظات سوهاج، وبنى سويف، والغربية، للاعتكاف به ليلاً، والتظاهر أمام السفارة نهاراً، وقال الحسينى عبدالوهاب، أحد المعتكفين، إن الاعتكاف له طعم خاص هذا العام، ووصفه بأنه احتفال بطعم النصر بعد إسقاط العلم الاسرائيلى من فوق السفارة، مشيراً إلى أنه يشعر بالفخر لأن الذى أسقط العلم شاب مصرى، وليس السلطات المصرية. قال عبد الباسط حسين، من محافظة بنى سويف، الذى يلازم المسجد معظم أوقات الليل لقراءة القرآن والاعتكاف، أو الاستراحة من تعب الهتافات، إنه يشعر بإيمان حقيقى وهو يصلى التهجد والتراويح، ويسمع الشباب يهتفون فى الخارج: «تسقط تسقط إسرائيل» و«هنرددها جيل ورا جيل بنعاديكى يا إسرائيل»، معرباً عن فرحته الشديدة بسقوط العلم الإسرائيلى من فوق السفارة، وأكد أنه يشعر وكأنه جندى على الجبهة يؤدى واجبا مقدسا حتى طرد السفير، وإلغاء معاهدة كامب ديفيد، والقصاص للشهداء. قال محمد السعداوى حمودة، من مدينة المحلة الكبرى بالغربية، إن الاعتكاف هذا العام له مذاق مختلف، لأنه بطعم الانتصار على العدو بعد سقوط علم إسرائيل من فوق السفارة، مطالبا بالثأر للشهداء. وقال محمد العطار، الذى يعتكف فى المسجد منذ 30 عاماً، إنهم كانوا يعانون يومياً بسبب تفتيشهم بمعرفة أجهزة الأمن قبل دخولهم المسجد، لكنهم كانوا يحاولون ملء المسجد حتى يخاف الإسرائيليون منهم.