خبراء يحذرون من «العصبيات» في اختيار المحافظين

طالب خبراء وفقهاء قانون دستوري، الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، أن يكون شرط الكفاءة حاكماً أساسياً في حركة المحافظين، المقرر إعلانها الأسبوع الجاري، محذرين من اقتصار الحركة على أبناء المحافظات فقط، مشيرين إلى أن ذلك الأمر سيزيد من العصبيات والقبليات خاصةً في صعيد مصر.
وقال المستشار عادل عبد الباقي، وزير التنمية المحلية الأسبق، ل«المصرى اليوم»: «ليس شرطاً أو قيداً أن تتم حركة المحافظين التى ستعلن عنها الحكومة السبت المقبل من أبناء المحافظة، محذراً من أن اختيار أبناء المحافظات سيؤدى إلى ما سماه «مجاملة عائلته على حساب العائلات الأخرى».
وطالب عبد الباقي الدكتور عصام شرف، بتطبيق شرط الكفاءة في حركة المحافظين، قائلاً: «حركة المحافظين تتطلب أن يكون الاختيار بناء على الكفاءة والحيوية وقدرة الشخص الذي يشغل منصب المحافظ على الاتصال الجماهيري، فضلاً عن قدرته على حسن الإدارة، ومعاملة الجمهور»، مؤكداً أن الاستعانة بأبناء المحافظات دون باقي الشروط التى يجب توافرها فيمن يشغل منصب المحافظ، سيؤدى إلى حدوث نزاعات بين العائلات في المحافظة الواحدة.
وشدد على ضرورة أن تتم حركة المحافظين بعيداً عن جهاز الشرطة والقوات المسلحة، قائلاً: «لست من أنصار أن تكون معظم حركة المحافظين من جهاز الشرطة أو من لواءات القوات المسلحة، خاصة وأن التجارب السابقة أثبتت فشلها»، معتبرا أن الخبرات السابقة، وحسن الإدارة، والقبول الجماهيري، شروط جوهرية يجب وضعها في الاعتبار عند اختيار الشخص لشغل منصب المحافظ.
وقال نجاد البرعى، رئيس المجموعة المتحدة للقانون «نخشى أن يؤدي اختيار أحد أبناء المحافظة لشغل منصب المحافظ، إلى تأجيج مشاعر القبلية خاصةً في مدن الصعيد»، محذراً أن تضم الحركة أعضاء سابقين في الحزب الوطنى المنحل أو مواليين لنظام الرئيس السابق حسنى مبارك.
وأضاف: «من الصعب أن تضم الحركة أفراد من أجهزة الشرطة أو القوات المسلحة، قائلاً: «إن اختيار لواءات شرطة سابقين أو قوات مسلحة مثلما كان يحدث في الماضي، سيؤدى إلى مشاكل كبيرة للمجتمع».
وطالب البرعي الحكومة باختيار المحافظين بعيداً عن كوتة جهاز الشرطة والقوات المسلحة وأن تكون بمبدأ الكفاءة ومدى قدرة المحافظ على الاتصال الجماهيري لضمان قبوله ونجاحه في إيجاد حلول للمشاكل التى تعانى منها مختلف المحافظات.
ورفض الدكتور عاطف البنا، أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة، الربط بين تأجيج العصبيات والقلبية واختيار أبناء المحافظات لشغل منصب المحافظ، قائلاً: «ليس بالضرورة أن يؤجج اختيار أحد أبناء المحافظة لمنصب المحافظ مشاعر القلبية بين الأهالي، لأن المحافظات تضم فئات مختلفة، وإن وجدت القلبية أو العصبيات فهي في بعض القرى أو المدن الصغيرة، ولا يمكن تعميمها على كل محافظات الجمهورية».
وأضاف أن الخوف من العصبية والقبليات في الصعيد أصبحت في مدن كثيرة منه غير موجودة، مشيراً إلى أن الوضع تغير كثيراً عما سبق بسبب انتشار التعليم والجامعات والمرافق المختلفة وأغلبه ليس قائماً على القلبية خاصةً في المدن.