«خيمة الشهداء» بالإسكندرية.. دموع الأمهات تنتظر القصاص

«هنا خيمة الشهداء».. تستطيع بسهولة أن تميزها بين باقى الخيام المنصوبة فى ميدان سعد زغلول بالإسكندرية، فالمكان يكسوه سواد الملابس حزناً على حبيب أو فقيد، وجوه لفحتها شمس الاعتصام وانتظار القصاص.
يفترش أهالى الشهداء حصيرة على الأرض، كل يحتضن صورة شهيده، وبين هؤلاء يتحرك المواسون من الشباب، يمسحون دموع الأمهات الثكالى.
فريدة محمد خليل.. فقدت ابنها الوحيد الذى انتظرته بعد ولادة 4 بنات، تجلس فى ظل الخيمة فتعيد للذاكرة حكايتها قائلة: «ابنى أحمد عبداللطيف مات أمام قسم شرطة الرمل، كان يحاول إنقاذ أحد المصابين، بعد أن استنجد به أحد زملائه واتصل به ليخبره بوجود جرحى كثيرين أمام القسم».
10 أيام قضتها عائلة فريدة على الأسفلت بين ميدانى القائد إبراهيم وسعد زغلول، فمن هنا سيكون القصاص لدم ابنهم الشهيد، حسب قولهم.
تنزل دمعة من عينى أم الشهيد، وتقول: «عمرى ما تخيلت إنى أقعد وأنام فى الشارع، الحكومة خلتنا نعمل كده، بس أنا والأهالى كلهم مش هنسيب الميدان إلا بعد ما يتحاسب اللى قتل أولادنا».. تنهمر دموعها فتواصل: «ابنى مش خسارة فى مصر، بس مصر تدينا حقنا، يتحاسب اللى قتلوه، مش يطلعوا بكفالة.
على بعد أمتار قليلة من الحصيرة، تجلس سيدة فى الخمسين من عمرها تحدثت إلينا فى هدوء، واختصرت السيدة «شامية»، والدة الشهيد حسن محمود أحمد، مطالبها قائلة: «يجيبوا اللى قتلوا أولادنا ويحاكموهم، والضباط اللى قتلوا ابنى إحنا عارفينهم، ومعانا أساميهم، ويحاكموا مبارك، والعادلى اللى أمر بإطلاق النار عليهم، وينزلوا الشرطة فى الشارع تانى عشان يحموا الناس مش عشان يخوفوهم».
تتخلى عن الهدوء وتقول فى غضب عن المتواجدين فى ميدان سعد زغلول: «إحنا مش بلطجية، إحنا كلنا ناس محترمة، وشباب وأهالى شهداء، وإحنا اللى بنحمى الميدان، وعاملين لجان شعبية على اللى داخلين واللى طالعين، وغلطان اللى يفتركنا عايزين نوقف عجلة الإنتاج، إحنا أكتر ناس عايزين البلد تستقر عشان نشوف أشغالنا، ونقضى مصالحنا، بس لازم الأول الثورة تمشى فى الطريق الصح، عشان نشتغل واحنا مطمنين».