شرب الماء برىء من حمايتك بالكورونا!

كثيرة هى الشائعات التى انتشرت حول فيروس كورونا «كوفيد- 19» وكان أبرزها أن شرب الماء بانتظام والحرص على إبقاء فمك رطبا يمكنه أن يحميك من الإصابة.. فهل يوجد دليل وأصل علمى لهذه المعلومة.. دعونا نستكشف ذلك فى السطور التالية، نقلا عن موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى»:
فى البداية، قيل إن الكوكايين قد يعالج المصابين بفيروس كورونا، ولم تجد الحكومة الفرنسية بُدا من تكذيب الخبر بعد انتشاره بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعى. ثم زُعم أن الآيس كريم يساعد على الوقاية من المرض، واضطرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لإصدار بيان تُكذب فيه ذلك. ثم شاع زعم خطير وخاطئ بأن شرب الكلور قد يقى من المرض!
وقيل إن الإكثار من شرب الماء يقى من العدوى. وأوصت بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعى بضرورة الإبقاء على الفم رطبا وشرب الماء كل 15 دقيقة، باعتبار أن ذلك سيساعد فى التخلص من الفيروس باتجاه المرىء والمعدة، حيث سيقضى عليه الحمض المَعِدى.
تقول كالبانا سباباتى، أخصائية فى علم الأوبئة السريرية فى كلية لندن للصحة والطب الاستوائى: «إنها فكرة ساذجة للغاية، لا أستطيع حتى التفكير فى مدى صحتها». وتشير سباباتى إلى أن العدوى تبدأ عادة بعد تعرض المرء لآلاف أو ملايين الجزيئات الفيروسية، وبالتالى فشرب الماء لبلع القليل منها بالمرىء لن يؤثر كثيرا، وتضيف: «من المستبعد تماما أن يتمكن الشخص من بلع كافة الجزيئات الفيروسية باتجاه المعدة، فمن شبه المؤكد أن بعضا منها دخل عبر فتحتى الأنف».
وهناك سبب آخر لخطأ هذا الاعتقاد، فحتى لو لم يكن الفيروس قد توغل داخل خلايا الجهاز التنفسى فبإمكانه دخول الجسم بطرق أخرى. فبينما يصاب البعض عن طريق ملامسة أفواههم بأصابعهم وعليها الفيروس، تحدث الإصابة أيضا بدخول الفيروس للجسم عبر لمس الأنف والعين.
وهناك سبب آخر يستبعد فائدة شرب الماء فى منع العدوى، فرغم الاعتقاد بأن حمض المعدة سيقضى فورا على أى جزيئات للفيروس، إلا أن الفيروس قد يكون أقوى من ذلك، خاصة أن خبراء من الصين يحذرون من قدرة فيروس كورونا المستجد على عدوى الجهاز الهضمى. ووفقا لأحد التقارير، فإن فيروس كورونا المستجد وُجد فى عينات براز أكثر من نصف المصابين به، وهو ما يعنى أنه استمر بعد وقت طويل من تخلص الرئتين منه.
والأهم من ذلك، لم يُجر أى بحث عن أن شرب الماء يقى من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وبالتالى فالنصيحة غير قائمة على العلم وتبقى نظرية هشة.