«ثورة طبية».. هكذا أطلق الأطباء المشاركون فى فعاليات الدورة ال55 للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكرى، الذى عقد فى برشلونة بإسبانيا، الأسبوع الماضى، عن «سوليكوا» أنسولين جديد لعلاج مرضى السكرى. ويعد هذا النوع من الأنسولين طفرة جديدة، حيث يستطيع المريض التحكم فى معدلات السكر الصائم والفاطر فى وقت واحد من خلال حقنة واحدة فقط يوميًا «أنسولين الجلارجين وليكسيناتيد» بدلًا من 4 حقن، ومن المتوقع أن يصل الى المرضى المصريين منتصف العام المقبل بعد استكمال إجراءات التسجيل السريع فى وزارة الصحة. وشهدت جلسات المؤتمر اهتماما كبيرا بانعكاسات الثورة التكنولوجية على المرضى، وكيف يمكن تطويع التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الهواتف الذكية لخدمتهم فى ضبط جرعات الأنسولين خلال الأشهر الثلاثة الأولى فى اكتشاف المرض، مع الاهتمام بمرحلة ما قبل السكرى والتى تعد الأهم والأخطر، حيث يمكن تجنب الإصابة بالمرض فى حال الاكتشاف المبكر وسرعة ضبط مستويات السكر بالدم، خاصة فى ظل ارتفاع معدلات السمنة وتحديدا لدى الشباب. وقال الدكتور محمد رضا حلاوة، رئيس قسم الغدد الصماء والسكر بكلية طب جامعة عين شمس، عضو اللجنة القومية لمكافحة السكر، إن المؤتمر ناقش الجديد فى علاج السكر وأبرزها الأنسولين الجديد «سوليكوا» الذى يُجنب المريض تكرار الحقن يوميًا والاكتفاء بحقنة واحدة على مدار اليوم لتنظيم مستوى السكر بالدم، مضيفًا أن المؤتمر فرصة لإلقاء الضوء على كل ما هو جديد فى علاجات السكر، والدراسات الخاصة بكيفية تجنب الإصابة، وهذا جزء مهم للغاية، حيث كشفت الدراسات إمكانية تجنب الإصابة بالمرض من خلال نظام حياة مثالى وممارسة الرياضة، ومن المعروف أن مريض السكر يأخذ العلاج طوال العمر، والآن ووفقا لبعض الدراسات الحديثة يمكن من خلال تغيير نمط الحياة ونزول الوزن بنسبة تتراوح بين 10- 15% يمكن أن تؤدى لرجوع مستوى السكر للمعدل الطبيعى، وأن 10% من المرضى يمكن لهم الاستغناء عن العلاج خلال فترة زمنية من اتباع هذا النظام السليم تتراوح من 6 - 12 شهرا حسب الدراسة التى كانت نتائجها مبهرة ومشجعة لممارسة نظام رياضى وغذائى سليم. فيما تطرقت الدكتورة نيفين الخورى، رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب لإحدى شركات الأدوية، للحديث عن انعكاسات التكنولوجيا الحديثة على حياة المرضى، وكيف يمكن لها مساعدة المرضى فى المرحلة الأولى للوصول لنتائج إيجابية، خاصة أن الهواتف الذكية أصبحت لا تفارق الجميع ومن هنا جاءت فكرة التطبيقات الجديدة، والتى بموجبها يقوم المريض بإمدادها بالمعلومات المتعلقة بالنظام الغذائى اليومى. وبالتالى يحدد التطبيق نسبة الجرعة المطلوبة من الأنسولين عقب كل وجبة غذائية، وهذا يُجنب المضاعفات التى قد تحدث للمرضى فى المرحلة الأولى.