«المصري اليوم» ترصد تفاصيل «قرض المدارس»

عَبْر الصفحتين الرسميتين لوزارة التضامن الاجتماعى وبنك ناصر الاجتماعى على موقع «فيسبوك»، أعلنت الوزيرة غادة والى، وهى فى نفس الوقت رئيس مجلس إدارة البنك، عن تدشين «برنامج تمويل لسداد المصروفات المدرسية»، بالتزامن مع بدء الدراسة، إيمانًا بأن الاستثمار فى تعليم الأبناء فرصة مؤكدة لتأمين مستقبلهم.
ويقدم البرنامج عدة خيارات أمام أولياء الأمور من الموظفين الحكوميين وأصحاب المعاشات وورثتهم والعاملين بالقطاع الخاص وأصحاب المهن الحرة، منها تمويل سنة دراسية واحدة والسداد على 10 أشهر، وتمويل مرحلة تعليمية كاملة بحد أقصى 50 ألف جنيه.
وأمام الفرع الرئيسى للبنك فى شارع جواد حسنى المتفرع من شارع قصر النيل فى منطقة «وسط البلد»، وبعد أيام من الإعلان عن البرنامج، كانت «المصرى اليوم» موجودة لرصد الإقبال والتعرف على الشروط والمدة التى تستغرقها الإجراءات حتى تسلم قيمة القرض.. كان الإقبال محدودًا، إذ اصطف عدد من المواطنين أمام الشباك المخصص للاستفسار عن القروض المدرسية الذى تعلوه لافتة مكتوب عليها «قروض الزواج والسلع المُعمرة»، ونصح الموظّف بالتقدم بطلب القرض العادى بدلًا من قرض المدارس لأن إجراءاته أسرع، بقوله: «الاتنين واحد، بنفس الفائدة».
ويشرح الموظف مميزات القرض العادى مقابل قرض المدارس، فى محاولة منه لحل أزمة الوقت للحصول على «الفلوس»: «القرض العادى بتاخدى فلوس فى إيدك بشكل أسرع، لكن قرض المدارس البنك بيتعامل مع المدرسة».. لكن المحررة طلبت مزيدًا من المعلومات عن القرض المدرسى والأوراق المطلوبة، خصوصًا فى حال كان الراغب فيه من أصحاب المعاشات، فرد الموظف بأن القرض يغطى المراحل التعليمية من الابتدائية إلى الثانوية فقط.
وأعطى الموظف ورقة للمحررة دوّن بها قائمة الأوراق المطلوبة لأصحاب المعاشات، وهى كالتالى: «بيان معاش بجهة الصرف، وإيصال حديث لاستهلاك الكهرباء أو الغاز أو الهاتف الأرضى أو المياه، صورة بطاقة سارية مكتوبة عليها أرقام هواتف طالب القرض سواء هاتف منزلى أو محمول، وصورة لعقد إيجار الشقة التى يسكن فيها أو عقد التمليك، على أن يكون تاريخ انتهاء عقد الإيجار بعد تاريخ انتهاء القرض».
كما أملى الموظف مضمون خطاب موجه من المدرسة إلى البنك فى حالة طلب القرض المدرسى يحتوى على إقرار منها بأن الطالب مقيد بالمدرسة، مع بيان الصف وقيمة المصروفات، وإقرار من المدرسة بأن المصروفات لم يتم سدادها بعد.
وقال الموظف إن إجراءات القرض المدرسى والحصول عليه تستغرق من 30 إلى 45 يومًا، وهى نفس المدة تقريبًا التى يستغرقها الحصول على القرض العادى.
رشا أحمد، أم لطالبين فى المرحلة الابتدائية والإعدادية، عرفت عن القرض للمرة الأولى عبر تعليق على موقع «فيسبوك»، وتعتبره فرصة ممتازة للتيسير على أولياء الأمور خلال «زنقة دخول الدراسة» التى تعانى منها الأسر سنويا من حجم المطلوب سداده للمدارس مع بداية العام الدراسى، خصوصًا إذا كانت الأسرة لديها أكثر من ابن فى المدارس.
من البداية، اختارت «رشا» لأولادها الالتحاق بالمدارس الحكومية لغات أملًا فى تعليم أكثر جودة، وفى إطار مناسب لميزانية أسرة من الطبقة المتوسطة، ولكن بتوالى السنوات الدراسية وارتفاع قيمة المصروفات ل2500 جنيه، بالإضافة لقيمة كُتب اللغات والمستوى الرفيع التى تشتريها هى وغيرها من خارج المدرسة طمعًا فى توفير نحو 200 جنيه على الأكثر للطالب الواحد.. بالنسبة لأسرتها، يعتبر «برنامج التمويل» مثله مثل أى قرض آخر، ولكنها مضطرة إليه، لأن زوجها حصل بالفعل على قرض العام الماضى من جهة عمله ولا يحق له الحصول على القرض حاليًا، منبهةً إلى أن «برنامج التمويل ده مجرد اسم، إنما هو قرض بفائدة 11%، زائد 1.5 % مصاريف إدارية».
نيفين محمد، أم لطالبة فى الصف الثالث الثانوى التجارى، قررت المبادرة بالتواصل مع بنك ناصر والاستفسار عن القرض، ورغم أنها تحصل على معاش زوجها أى تقع تحت بند «أصحاب المعاشات»، إلا أن برنامج التمويل لا ينطبق على الابنة.
وقالت نيفين:«البنت يتيمة ومعفاة من المصروفات، لكن تكلفة الدروس الخصوصية أغلى بكتير من مصاريف المدرسة»، مطالبة بإعادة النظر فى آلية برنامج التمويل لأن «تكاليف التعليم مش بس مصروفات، أحيانًا بتكون الدروس الخصوصية عبء أكبر، خصوصًا لو مدارس حكومية».
بخلاف تجربتى رشا ونيفين، واجهت مروة تجربة مختلفة مع أحد فروع بنك ناصر، إذ إنها أم ل3 طلاب، أحدهم يدرس فى معهد عال خاص، وفوجئت بعد يومين من الإعلان عن البرنامج بأن الموظف المختص- كما هو مفترض- لا يعرف أى معلومات عن برنامج تمويل المصروفات المدرسية، وهل يمكن أن يُستفاد منه فى حالة ابنها أم لا، إذ إن نجليها الأصغر يدرسان فى مدارس حكومية.
الموظف قال لمروة إنه شخصيًا علم بالقرض من خلال «فيسبوك»، ولكن التعليمات لم تصل البنك بعد، وقد تصل لاحقًا.
وتعتبر مروة أن الإعلان عن القرض المدرسى فى هذا الوقت من العام مجرد «شو إعلامي»، على حد تعبيرها، ووسيلة للتسويق للبنك واستغلال الموسم الدراسى، خصوصًا أن أحد البنوك الخاصة طرح عرضًا مماثلًا على عملائه من حاملى كروت من فئة مميزة بقسط على 3 شهور وبدون فائدة، وعندما استفسرت عنه من خدمة العملاء، وجدت أنه ليس قرضًا، وإنما عرض على قسائم المشتريات.