«نعد المصريين بأننا سنقدم نسخًا جديدة من محمد صلاح والننى قريبا».. جملة جاءت على لسان محمد رضوان، رئيس قطاع الناشئين بنادى المقاولون العرب حاليا، ولاعب منتخب مصر السابق، أثناء حواره ل«المصرى اليوم»، مؤكدا أنه أخذ على عاتقه تكرار تجربة صلاح كونه من اكتشفه وقدمه للجمهور قبل 11 عاما. «رضوان»، الذى ينتمى للجيل الذهبى للمقاولون فى الثمانينات أرجع أسباب تراجع مستوى المنتخب إلى سوء الإدارة، لافتا إلى أن مصر بها لاعبون مبدعون قادرون على إضافة أمجاد للوطن، لكن الاختيارات تفتقد العدالة، مطالبا بنسيان ألوان التيشرتات عند كتابة قائمة المنتخب. وفيما يخص اختيار مدير فنى وطنى لمنتخبنا، دافع رضوان عن ذلك، وقال أؤيد ابن البلد فهو الأقدر على تحقيق الإنجازات لمعرفته بقدرات الجميع.. والى نص الحوار: ■ فى البداية كيف ترى مستوى الكرة فى مصر؟ - المستوى بشكل عام ليس مرضيا، لأنه غير ثابت وإن كان عدم ثبات المستوى موجود فى العالم أجمع، وهذا من أسرار كرة القدم، لكن عندنا الأمر يزيد عن الطبيعى، بمعنى أن أداء الفرق يتراجع بشكل لافت للنظر، ولا يعود إلى أعلى مستوياته التى كان عليها فى السابق، بل تخطى ذلك مع منتخبنا الوطنى، حيث انخفض الأداء واستمر طويلًا، وقد ظهر ذلك واضحًا خلال مشاركتنا فى كأس العالم وبطولة إفريقيا. ■ بمناسبة المنتخب.. لماذا خيب آمال المصريين فى المونديال وأمم إفريقيا.. ومن المسؤول عن ذلك؟ - المسؤولية تقع على عاتق اتحاد الكرة والأجهزة الفنية للمنتخب، كنت تشعر بأن الأمور تدار بطريقة عشوائية، والدليل أن الأداء الهزيل تكرر فى بطولة الأمم الإفريقية مما يؤكد على أن الأمور تدار بنفس الفكر، فكان يجب عليهم أن يختاروا مديرا فنيا كفئا وجهازا معاونا قادرا على النجاح وأن تكون هناك عدالة. ■ ماذا تقصد بالعدالة؟ - أقصد اختيار اللاعبين الأفضل دون أى مجاملات، لأن الهدف هو نجاح منتخبنا، وليس إعطاء فرصة لمن هم غير صالحين، ولذا من مهمة المدير الفنى وجهازه المعاون أن يجمع أحسن الخامات الموجودة فى الأندية، وبأمانة شديدة يوجد لاعبون على مستوى رائع، ويمكن أن يحدثوا إنجازات، فمن الواجب أن تكون عيون الاختيار لديها عمى ألوان بمعنى نسيان لون الفانلات الحمراء والبيضاء والتركيز فى إمكانيات اللاعب فقط. ■ وما رأيك فى اختيار مدير فنى وطنى للمنتخب؟ - أنا شخصيا أؤيد وأدعم اختيار المدير الفنى الوطنى، لأنه ببساطة شديدة أكثر معرفة بلاعبى الأندية وإمكانياتهم الفردية والفروق بينهم، أيضا هناك جانب معنوى، وهو أن ابن البلد يكون أكثر قدرة على بث الحماس والنشاط والدوافع الإيجابية لدى الفريق. ■ كونك رئيس قطاع الناشئين فى المقاولون العرب.. هل يمكن أن نرى نسخا جديدة من محمد صلاح والننى؟ - منذ أن توليت مسؤولية رئاسة قطاع الناشئين بالمقاولون هذا العام واتفقت مع زملائى فى العمل على استنساخ تجربة صلاح والننى سنويا، وسنقدم عشرة صلاح والننى فى الفترات المقبلة فأنا على قناعة بان مصر بها مبدعون يحتاجون إلى اكتشافهم ومساعدتهم حتى يقفوا على أرجلهم، وكما فعلنا مع إخوتهم السابقين أعد المصريين بأننا نعمل على هذا الهدف. ■ محمد رضوان هو مكتشف محمد صلاح كيف حدث ذلك؟ - كان ابننا يلعب فى ناشئى النادى هنا فى الجبل الأخضر وذات يوم عندما كنت مديرا فنيا للفريق الأول عرفت أن هناك مباراة تجمع بين الأهلى والمقاولون تحت 16 عامًا وقررت مشاهدتها، وعندما ذكرت ذلك لبعض المتواجدين معى فى النادى لم يرحبوا وقالوا لى «ما تضيعش وقتك لأن تحت 16 صغيرين ومستحيل تلاقى حد كويس»، ولأن القدر له رأى آخر لم أستجب لكلام هولاء وجلست لمتابعة الأولاد وبعد مرور دقائق قليلة لفت نظرى فتى صاحب جسد صغير وبعد انتهاء المباراة وجدتنى أذهب له وأساله عن اسمه فقال لى محمد صلاح وأخبرنى بأنه من قرية نجريج التابعة للغربية ويأتى يوميا لحضور التدريب والمباريات ويعود مرة أخرى إلى بيته هناك وبالطبع هى رحلة شاقة فقلت له إنت عاجبنى يا محمد ومن النهارده أنا ضميتك للفريق الأول وسنوفر لك إقامة داخل فندق النادى، وكان ذلك فى عام 2008 ثم أشركته فى أول مباراتنا مع إنبى بالدورى العام. ■ كثيرون ينتقدون مو بأن أداءه مع ليفربول أفضل مما يقدمه مع المنتخب الوطنى؟ - ليس صحيحا، فهو ساهم مع زملائه فى صعودنا لكأس العالم وأيضا الوصول إلى نهائيات بطولة إفريقيا ويبذل مجهودا جبارا من أجل تحقيق إنجاز للمنتخب، لكن دعنا نتحدث بصراحة ونقول إن إمكانيات لاعبى ليفربول تختلف كليًا عنها فى منتخبنا واللاعب مهما كانت موهبته لا يستطيع أن يفعل كل شىء بمفرده وأنا على يقين أننا لو بدلنا صلاح بميسى أو رونالدو فى منتخبنا لن يقدما أكثر مما قدمه صلاح، فالكرة فى النهاية لعبة جماعية تحتاج تعاون الفريق بأكمله للوصول إلى الأهداف. ■ أخيرا كيف يمكن أن نصل إلى دورى عام قوى؟ - توجد عوامل متعددة تتحكم فى الأمر أهمها ضرورة تقنين الاحتراف بمعنى لابد أن يكون هناك حدود لشراء اللاعبين حتى تستطيع الأندية ذات الموارد المالية الضعيفة أن تحافظ على قدر من لاعبيها المتميزين، وما يحدث فعليا هناك عدد محدود من الأندية لديها القدرة المادية على الشراء وبشكل عام هناك خمسة أشياء تتحكم فى إيجاد البطل وهى إدارة جيدة وجهاز فنى كفء ولاعبون متميزون وجمهور وإعلام، وتلك العناصر لا تتوفر فى معظم الفرق المصرية، مما يجعلها غير قادرة على المنافسة.