تمثل أفلام القسم الرسمى خارج المسابقة فى مهرجانات السينما أهمية خاصة لدى الجمهور والنقاد، لما يضمه القسم غالبًا من أفلام حققت جوائز وتواجدًا فى مهرجانات سابقة، ولم تنطبق عليها لوائح المشاركة فى المسابقات الرسمية والتنافس على جوائز مهرجانات أخرى، لذلك تحرص إدارات المهرجانات على عرضها فى هذا القسم حتى لا تحرم جمهورها من مشاهدتها. وفى القسم الرسمى للدورة ال41 لمهرجان القاهرة السينمائى هذا العام، يضم 10 أفلام، وجدت بعضها طريقها إلى شاشة عرض المهرجان وتركت أثرًا إيجابيًا لدى مشاهديها. ومنها الفيلم الأمريكى «الفنار»، الذى أشاد به عدد كبير من النقاد، وأكدوا أن المهرجان غفر به ذنوب أفلام أخرى كانت لا تستحق نيل شرف العرض أو المشاركة. الفيلم من إخراج روبرت إيجرز، ويُعرض لأول مرة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويتتبع المخرج روبرت إيجرز فى فيلمه، الملىء بالهلاوس، حارسى فنار بينما ينحدران تدريجيًا إلى الجنون أثناء تأدية عملهما فى جزيرة نيو إنجلاند المعزولة فى أواخر القرن التاسع عشر. الفيلم سبق أن كان الأكثر نيلًا لتقديرات النقاد فى مهرجان كان. ومن أفلام هذا القسم أيضًا الفيلم الألمانى «حياة خفية»، من إخراج تيرنس ماليك، ويعرض لأول مرة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ويدور حول واقعة حقيقية، عندما يرفض فلاح نمساوى إعلان الولاء للنازيين والقتال ضمن صفوفهم خلال الحرب العالمية الثانية، فيتم اعتقاله ويواجه عقوبة الإعدام، فيما تعانى أسرته الصغيرة من غيابه. وتتضمن أفلام القسم الفيلم الإسبانى «النار ستأتى» للمخرج أوليفيه لاكس، ويعرض لأول مرة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتدور أحداثه عندما يخرج «أمادور» من السجن ويعود إلى بلدته، بعد أن قضى عقوبته لاتهامه بإحراق الجبل كله. يعيش حياة مسالمة إلى جانب والدته، حتى يشتعل حريق ضخم آخر، وتختفى حالة التسامح التى قابلت بها البلدة عودته فى المرة الأولى. الفيلم فائز بجائزة لجنة تحكيم مسابقة «نظرة ما» بمهرجان كان. كما ينفرد المهرجان فى قسمه الرسمى خارج المسابقة بالعرض الإفريقى الأول لأحدث أفلام المخرج الفلسطينى إيليا سليمان «إن شئت كما فى السماء»، وهو الفيلم الفائز بتنويه خاص من مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته هذا العام، ومن الناصرة إلى باريس إلى نيويورك، يسافر المخرج الفلسطينى، إيليا سليمان، متأملًا العالم، واضعًا يده على تشابهات غير متوقعة بين وطنه فلسطين وكل مكان آخر. ومن بين الأفلام المشاركة الفيلم النمساوى «جو الصغير»، من إخراج جيسيكا هاويزنر، ويعرض لأول مرة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفازت بطلته بجائزة أحسن ممثلة من مهرجان كان. تدور أحداثه حول أليس، الأم العازبة، التى تعمل لحساب شركة مطورة لأنواع جديدة من النباتات، وبينما تحظر الشركة إفشاء السر حول تجاربها أو نباتاتها، تأخذ أليس زهرة من العمل كهدية لابنها المراهق جو. وتشمل أفلام القسم الفيلم الأرجنتينى مونوز، من إخراج أليخاندرو لاندز، ويعرض لأول مرة إفريقيًا، وتدور أحداثه حول تكليف مجموعة من الجنود الشباب الذين يمثلون جزءًا من جماعة متمردة، تُسمى المنظمة، بالحفاظ على رهينتهم الطبيبة «جوليان نيكولسون»، وعندما يضرب هجوم عسكرى قاعدتهم، تحاول هى الهرب. الفيلم جمع جوائز أحسن فيلم من مهرجانات صندانس ولندن وسان سباستيان وترانسلفانيا. كما يعرض المهرجان الفيلم الفرنسى «بروكسيما» من إخراج أليس وينوكور، ويعرض لأول مرة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويتناول سارة، رائدة الفضاء، التى تكافح من أجل الاعتناء بابنتها ورعايتها، بينما تقوم بتمرينات جسدية شاقة من أجل قضاء مهمة فضائية خارج محطة الفضاء الدولية لمدة عام. والفيلم الصينى «غبت طويلًا يا ابنى» للمخرج وانج شاوشواى، ويعرض لأول مرة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتدور أحداث الفيلم على مدى ثلاثة عقود، حول حكاية زوجين يحاولان تخطى آثار حادث مأساوى تعرضا له فى سنوات زواجهما الأولى ومعاناتهما فى التأقلم مع توابع الثورة الثقافية فى الصين، خاصة قانون الطفل الواحد. الفيلم جمع جائزتى أحسن ممثل وممثلة من مهرجان برلين. ومن بين الأفلام التى يعرضها المهرجان الفيلم البرتغالى «فيتالينا فاريا»، من اخراج بيدرو كوستا، ويعرض لأول مرة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. تدور أحداثه عندما تسافر فيتالينا فاريلا، البالغة من العمر 55 عامًا، من كاب فيردى إلى لشبونة بعد ثلاثة أيام من وفاة زوجها، تلك الرحلة التى انتظرتها لأكثر من 25 عامًا. الفيلم مُتوّج بالفهد الذهبى لمهرجان لوكارنو. ويعرض المهرجان الفيلم السويدى «عن الأبدية»، من إخراج روى أندرسون، ويعرض لأول مرة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويتناول الفيلم انعكاسًا على الحياة البشرية بكل جمالها وقسوتها، روعتها وتفاهتها. نتجول، مثل الحلم، مسترشدين بلطف راوى، ذى طابع شهرزادى. الفيلم فائز بجائزة أحسن مخرج بمهرجان فينيسيا.