ابن البحيرة خان طومان باى.. نهاية لم تشاهدها في «ممالك النار»

بعد انتهاء عرض مسلسل ممالك النار والنجاح الذي حققه بين الجمهور المصري، بدأ كثير من المتابعين في البحث والتطلع لمزيد من المعلومات عن طومان باي ذلك السلطان الذي جسده خالد النبوي والذي رحل في مشهد مؤثر جعله عالقًا في الأذهان.
مسلسل مكون من 14 حلقة فقط، على مستوى كبير من الإخراج والإنتاج، تجمع أحداثه بين وقائع تاريخية يتخللها مواقف درامية.
بتر بعض التفاصيل الحقيقية أمر وارد في الأعمال الدرامية، وهو ماحدث بالفعل في «ممالك النار»، الذي كان غياب بعض الأحداث به غير مُخل بالحقائق المثبتة لكنها كذلك كانت محورية في مصير حياة السلطان الشاب.
طومان باي السلطان الوفي لمصر تعرض لخيانة جوهرية غيرت مسار حربه مع العثمانيين بقيادة سليم الأول، وهى الخيانة التي أبرزها المسلسل، لكن خيانة أخرى جوهرية تجاهلتها دراما «ممالك النار» أظهرت مشهد النهاية وطريقة القبض على «طومان باى» مخالفة لما حدث قبل مئات السنين.
طومان باى تعرض لخيانة من أحد أصدقائه الذين طلب منهم الاختباء لديه خلال معارك ما بعد انتهاء المعركة مع العثمانيين؛ فأوشى به وسلمه للسلطان سليم الأول، تلك القصة التي لم يشر إليها في المسلسل.
«المصري اليوم» تواصل مع الكاتب والمؤرخ عباس الطرابيلي، والذي تحدث عن «الخائن حسن بن مرعي».
«الطرابيلي» أوضح أن حسن ابن مرعي هو شيخ أعراب البحيرة، وكان معتقلًا في عهد السلطان قنصنوه الغوري عم طومان باي، والذي زج به في السجن لامتناعه عن دفع الضرائب المستحقة، ولم يتم إطلاق سراحه إلا بمساعدة من طومان باي الذي توسط له عند عمه للإفراج عنه وبالفعل نال حريته، ومن هنا بدأت علاقة الصداقة بينهما، إذ أنه من المفترض أن مرعي كان يحمل له ذلك الجميل.
وعندما اشتد النزاع بين طومان باي وسليم الأول، لجأ لحسن ابن مرعي ليساعده ويمده بقوات لمواجهة سليم الأول، ثم طالبه بالاختباء في بيته، ثم أحضر له طومان باى مصحف وطالبه أن يقسم بحمايته وألا يخونه، وبالفعل أقسم أمام قبيلته بالبحيرة على تأمينه.
ولكن ذلك القسم لم يمنع «ابن مرعي» من الخيانة فلم يكن وفي بطبيعته، إذ أرسل بنفس اليوم رسولًا لسليم الأول ليبلغه بأن خصمه موجود عندهم، ليرسل السلطان العثماني قوة للبحيرة حيث يوجد طومان باي للقبض عليه، وإحضاره للقاهرة.
وعن مصير ذلك الصديق الخائن للعهد، فأشار «الطرابيلي» إلى أن التاريخ لم يذكر عنه شيء.