قال في قصيدة «فلسطين»: «أخى جاوز الظالمون المدى.. فحقَّ الجهادُ وحقَّ الفِدا.. أخى أيها العربىُّ الأبىّ.. أرى اليوم موعدنا لا الغدا.. أخى أقبل الشرقُ في أمةٍ.. تردُّ الضلال وتُحيى الهُدى» وقال في كليوباترا «كليوباترا أي حلم من لياليك الحسان.. طاف بالموج فغنى وتغنى الشاطئان.. وهفا كل فؤاد وشدا كل لسان.. هذه فاتنة الدنيا وحسناء الزمان.. بعثت في زورق مستلهم من كل فنِّ.. مرح المجداف يختال بحوراء تغنى«وقال في الجندول: «مر بى مستضحكا في قرب ساقى.. يمزج الراح بأقداح رقاق.. قد قصدناه على غير اتفاق.. فنظرنا وابتسمنا للتلاقى.. وهو يستهدى على المفرق زهره.. ويسوى بيد الفتنة شعره.. حين مست شفتى أول قطره.. خلته ذوَّب في كأسى عطره» والقصائد الثلاث لحنها وغناها عبدالوهاب، هذا هو على محمود طه. وتقول سيرته إنه ولد في 3 أغسطس 1901 بالمنصورة لأسرة من الطبقة الوسطى وتخرج في مدرسة الفنون التطبيقية في 1924، وعمل مهندس مبان في الحكومة ثم في البرلمان وعاش حياة متيسرة، ومن دواوينه «الملاح التائه» و«أرواح وأشباح» و«شرق وغرب» و«زهر وخمر» و«أغنية الرياح الأربع» و«الشوق العائد»، وتميز شعره بالرشاقة اللغوية، والتمرد على القافية الواحدة والنزوع للغنائية والرومانسية، والإعلاء من شأن العاطفة والجمال. كان واحدا من أقطاب مدرسة أبوللو إلى أن توفى «زي النهارده» في 17 نوفمبر 1949 وهو في قمة عطائه وشبابه ودفن بالمنصورة، ورغم افتتانه بالمرأَة فإنه لم يتزوج وقد صدرت عنه عدة كتب، منها «على محمود طه الشاعر والإنسان» لأنور المعداوى وصدرت أعماله الكاملة في بيروت.