العامل البسيط أحمد فراج كان يشاهد أطفالا يقفون على قبضان حديد قطار العياط، بينما ينطلق القطار بسرعة فائقة، لم يفكر «أحمد» في شيء سوى إنقاذ الأبرياء، انقض عليهم مثل قط يأكل أولاده، وألقى بهما على الناحية الأخرى «بر الأمان»، ولم يلحق بهم، فالقطار حول جثمانه لأشلاء. الأهالى في كفر عمار التي شهدت الواقعة، الخميس، أثنوا على «فراج»، الذي بات مُعروفًا بينهم ب«شهيد الشهامة»:«القطر دهس أحمد، ومات في الحال، علشان طيب، روحت شهيد، ربنا يرحمك يا أحمد.. ويصبر أهلك». شهود العيان، قالوا في حزن بالغٍ:«الأطفال دول، كانوا خارجين من المدرسة الابتدائية، وعلشان يرحوا لازم يعدوا على شريط القطر». ولا يزال الحادث، ماثلاً في ذهنهم كأنه جرى منذ دقيقة، روا:«العيال مخدوش بالهم أن قطر سريع جاى، وأحمد جرى بكل تفانى، وأنقذ العيال.. وآخر بنت شالها، ورماها بعيد عن القطر، لكن القدر لم يمهل الشاب، فالقطر دهسه». إجراءات عدة اتخذتها نيابة العياط، بشأن الواقعة، يتقدمهم القرار بالتصريح بدفن جثمان «فراج»، واستدعاء شهود العيان، وأهل الشاب المتوفي، فضلاً عن سائق القطار، وطلب تحريات أجهزة الأمن للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية.