يحتفل المسلمون في مختلف أنحاء العالم بعيد الفطر سنوياً، وسمّي بعيد الفطر لأّنه يأتي كأوّل يوم يفطر به المسلمون بعد شهر كامل من الصيام والتعبّد، ولذلك أيضاً يعدّ محرماً على المسلمون أن يصوموا فيه، وهو يوم واحد يبدأ بعد إفطار آخر يوم بشهر رمضان وينتهي بعد آذان المغرب لنفس يوم العيد، ولا يجوز دفع زكاة عيد الفطر الواجبة على كافة المسلمين بعد يوم عيد الفطر، فهو آخر يوم مسموح به بإخراج الزكاة. وعلى الرغم من تشابه مظاهر الإحتفال بالعيد في الدول العربية والإسلامية، ووجود العديد من الأمور المُشتركة والمتعارف عليها بطبيعة الحال، كأداء صلاة العيد، وتهنئة المصلين بعضهم البعض، والتزاور بين الناس، وصنع الحلويات، وغيرها من الأمور، إلّا أنّ كلّ دولة تنفرد بمجموعةٍ من العادات التي تميّزها عن غيرها من الدول، فنجد أن مظاهر العيد والإحتفال به تختلف من بلد إلى آخر على مستوى البلدان الإسلامية حول العالم، لكنها تتقارب نسبيًّا في وطننا العربي. ففي مصر نجد احتفال المصريين بالعيد يبدأ من ليلة العيد إلى أن نبلغ مطلع الفجر وصلاة العيد، فتتحول معظم ساحات مصر إلى ساحات للصلاة، فتسمع صوت التكبير والتهليل بالعيد من كل جانب، ثم يتزاورون ويخرجون إلى الحدائق والمتنزهات، ومن أهم المظاهر كعك العيد والعيدية. أما في المغرب تستعد النساء لعيد الفطر بعمل الحلويات المغربية، التي لها شهرة وتميُّز مختلف عن غيرها، وتتسابق النساء؛ لكي يَصْنَعْنَ الحلوى المميزة؛ ككعب الغزال، والفقاص، والزنجلان، وفي يوم العيد يردد المصلون تهاني المعايدة، ومن العادات المغربية أن تتم الصلاة في الهواء الطلق، وليس داخل المساجد، وعند الإنقضاء من الصلاة يتم المعايدة بعبارة «تعيد وتعاود»، وهي العبارة الأكثر انتشارًا بين أهل المغرب العربي، ويرتدي أهل المغرب في هذا اليوم المميز الزيّ التقليديّ الخاصّ بهم، وهو (الجلباب الأبيض والبلغة). أما في باكستان تفرش أمام المساجد وعلى مساحات شاسعة السجاجيد لأداء صلاة العيد، بعدها يتناول الباكستانيون إفطارا خاصاً عبارة عن شعرية بالسكر تقدم مع الشاي، ومن أهم التقاليد في باكستان إهداء كل زوج لزوجته هدية وأحسن الهدايا خلخال تضعه الزوجة في ساقيها. وهناك بعض الدول العربية والإسلامية ارتبطت بطقوس يمكن أن توصف بالغريبة؛ نظراً لكونها تخالف التقاليد المتعارف عليها في استقبال أعياد المسلمين. ففى جرز القمر، يرتبط العيد بممارسة لعبة المصارعة الحرة، التي تبدأ مع أول أيام العيد، حيث تُقام المنافسات بين مصارعين مرشّحين من مناطق ومجموعات واتحادات مهنية مختلفة، للتنافس على كأس بطل المصارعة. وفي القارّة السمراء وليس بعيداً عن جزر القمر، تعيش نيجيريا طقوساً مختلفة أيضاً في أيام عيد الفطر، وتنشط خلالها مواكب الأمراء والسلاطين التي باتت مرتبطة بأجواء استقبال الأيام المباركة. وعلى اختلاف لهجاتهم ينطلق النيجيريون لأداء صلاة عيد الفطر وسط الأدغال وهم يرتدون الأزياء الموحّدة، بصحبة الأطفال والنساء بملابس جديدة وموحّدة الأشكال أيضاً. كما يجري استقبال العيد في الصومال بصورة مختلفة تماماً؛ إذ يتم إطلاق النار بعد التأكّد من رؤية الهلال، وهو نفس ما يقومون به مع قدوم شهر رمضان. وفي صباح يوم العيد الأول وبعد الفراغ من الصلاة تبدأ الزيارات، فينصرف الناس إلى منازلهم وتبدأ الزيارات المتبادلة في كل الأحياء، وتُقام حلقات الذكر والمديح النبوي، حيث يغنّي فيها علماء الطرق الصوفية. ومن العادات الغريبة في الصومال «أكل البن»، حيث يتم إعدادها مقليّة بزيت السمسم، وتؤكل «بالعنبولو»، وهي عبارة عن ذرة مخلوطة بالفول المحلّي بعد طبخهما جيداً قبل تقديمها إلى المحتلفين بالعيد.