تشير الأبحاث إلى أن تناول «أطعمة فائقة التجهيز» أو «فائة المعالجة»، مثل النقانق والآيس كريم والبيتزا، قد يزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 60%، وذلك وفقا لأحدث دراستين تدوالتهما الصحف والمواقع العالمية. ووفقا لموقع «بي بي سي» البريطاني، جدت دراستان، نُشرتا في المجلة البريطانية الطبية (BMJ)، وجود صلة بين الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من الدهون المضافة والسكر وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. وأظهر البحث أن أولئك الذين يتناولون 4 أجزاء من الأغذية فائقة المعالجة كل يوم يتعرضون لخطر الوفاة بنسبة 62%، مقارنة بأولئك الذين يتناولون أقل من حصتين. وعلاوة على ذلك، زادت كل وجبة إضافية من خطر الوفاة المبكرة بحوالي الخمس (18 %). وتساهم النتائج التي توصلت إليها فرق منفصلة في فرنسا وإسبانيا في تنامي الأدلة على أن الأطعمة المصنعة قد تلعب دورًا في مجموعة من الاضطرابات الطبية مثل السرطان والسمنة. وفي الدراسة الأولى، جمع الباحثون في جامعة باريس تفاصيل حول الوجبات الغذائية وصحة أكثر من 105000 شخص. وعلى مدى خمس سنوات من المتابعة، وجد الباحثون أن أولئك الذين يستهلكون الأطعمة المصنعة فائقة المعالجة كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية وغيرها من مشاكل القلب والأوعية الدموية. والأكثر من ذلك، أن كل زيادة بنسبة 10% في استهلاك الأغذية فائقة المعالجة كانت مرتبطة بارتفاع نسبته 13% في معدلات الإصابة بأمراض القلب، وبخطر بنسبة 11% في الأمراض التي تسبب الجلطات. وبالنسبة للدراسة الثانية، راقب فريق من جامعة نافارا في إسبانيا عادات الأكل وصحة ما يقرب من 20 ألف خريج من الفترة بين عامي 1999 إلى 2014. وأظهرت نتائج الباحثين أن أولئك الذين يتناولون 4 أجزاء يوميًا من الأطعمة المجهزة للغاية يعانون من زيادة في الوفيات بنسبة 62 %، مقارنة مع أولئك الذين يتناولون أقل من جزئين. وحذر العلماء من أن الناس بحاجة إلى أن يكونوا أكثر وعيا بما يستهلكونه، وعليهم التفكير في الاستغناء عن اللحوم المصنعة والوجبات المريحة وسريعة التجهيز، لصالح المزيد من الأطعمة الطبيعية. كما حذروا من أن أنماط الحياة الحديثة تعني أن ما يصل إلى 60% من استهلاك الطاقة اليومي يأتي الآن من الأطعمة المنتجة في المصنع. وقال الدكتور ماتيلدي توفير، من جامعة باريس، ل«بي بي سي نيوز»: «إن الاستهلاك السريع والعالمي المتزايد للأطعمة المصنعة فائقة التجهيز، على حساب الأطعمة الأقل معالجة، قد يثقل كاهل الأمراض القلبية الوعائية في العقود المقبلة». وأضاف أن «الأدلة على ذلك تتراكم، إذ تلاحظ أعداد متزايدة من الدراسات المستقلة الارتباط بين الأطعمة فائقة المعالجة والآثار الضارة بالصحة». وجاءت النتائج في أعقاب دراسة حديثة كشفت أن الأطعمة فائقة المعالجة تجعل الناس يأكلون أكثر ويتناولون الطعام بشكل أسرع، ما يتسبب في زيادة وزنهم. ووجد باحثون من المعهد الوطني الأمريكي للصحة أن استهلاك المشاركين من السعرات الحرارية زاد بمعدل 500 سعر حراريا في اليوم واكتسبوا رطلًا (1 كجم) في فترة أسبوعين. وفي هذه الأثناء، فإن مجموعة من الأشخاص الذين يتناولون طعامًا غير مجهز مثل سلطة السبانخ مع صدور الدجاج وشرائح التفاح والبرغل وبذور عباد الشمس، تبين أنهم فقدوا وزناً. وفقًا الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا «أن أتش أي»، تشمل أمثلة الأطعمة المعالجة الشائعة، حبوب الإفطار «كورن فليكس»، والأجبان، والخضروات المعلبة، وخبز، ووجبات التسالي الخفيفة مثل رقائق البطاطس ولفائف السجق والفطائر والمعجنات، وكذلك منتجات اللحوم مثل لحم الخنزير المقدد والنقانق والسلامي، و«الأطعمة المريحة سريعة التحضير» مثل وجبات الميكروويف أو الوجبات الجاهزة، والكعك والبسكويت، والمشروبات مثل الحليب أو المشروبات الغازية. ومع ذلك، فإن الدراستان تنصان على أنه ليست كل الأغذية المصنعة خيارًا سيئًا لأن البعض يحتاج إلى المعالجة لجعلها آمنة، مثل الحليب، الذي يحتاج إلى تبخيره لإزالة البكتيريا الضارة.
