قال حسين منسى، الرئيس التنفيذى ل«لافارج مصر»، إن صناعة الأسمنت تواجه تحديات حقيقية قد تؤثر على مستقبلها، وانسحاب لاعبين رئيسيين من السوق، على خلفية الارتفاع الضخم فى حجم المعروض من الأسمنت محليا مقابل استقرار الطلب لتصل الفجوة لأكثر من 30 مليون طن سنويا. وأشار «منسى» ل«المصرى اليوم» على هامش المؤتمر الصحفى الذى نظمته الشركة للإعلان عن تنظيم المنتدى الدولى للبناء المستدام إبريل المقبل، إلى أهمية تكاتف الجهات المسؤولة مع المنتجين، لوضع حلول غير تقليدية لإنقاذ هذه الصناعة التى يتعدى حجم استثماراتها أكثر من 250 مليار جنيه، ويعمل فيها 80 ألف عامل مباشرة. ودعا إلى صدور قرار حكومى بوقف السماح بإصدار أى تراخيص لإنشاء مصانع جديدة للأسمنت، لمدة 10 سنوات على الأقل، حتى يستطيع النمو فى الاستهلاك استيعاب الإنتاج الحالى. وأوضح أن مجموعة «لافارج»، تمتلك 5 خطوط إنتاج، وتصل طاقاتها الإنتاجية ل9 ملايين طن سنويًا، والشركة تعمل على قدر المستطاع الحفاظ على الاستغلال الكامل لطاقتها الإنتاجية، وأن التصدير يعد منفذًا لشركات الأسمنت للتخلص من المخزون، وبالفعل نجحت الشركة، خلال العام الماضى، فى تصدير 10% من الإنتاج وهو ما ساعد المصنع للعمل بكامل طاقته. وتابع: «نواجه حاليا منافسة صعبة فى التصدير مع تطبيق ضريبة الطفلة بنسبة 5%، وأنواع أخرى من الرسوم أدت لارتفاع تكلفة الإنتاج، وخلال الشهرين الماضيين، لم نصدر سوى 50 ألف طن فقط». ولفت إلى أن الوضع مقلق جدا فى السوق التصديرية، ولا نتمنى أن نضطر يومًا لخفض معدلات إنتاجنا، وفى ظل الضغط على التسعير بأقل من التكلفة، فإن أغلب الشركات تضطر لخفض التكاليف فى حدها الأدنى، بما قد يؤثر على جدول إجراء العمرات والصيانة، وضخ استثمارات جديدة فى تطوير التكنولوجيا، أو حتى تعيين عمالة جديدة وتنفيذ برامج تدريبية. وفيما يتعلق بالقرار المرتقب لتحرير أسعار الطاقة يوليو المقبل، قال إن الزيادات الجديدة فى الطاقة ستؤثر على التكلفة وترفع أسعار البيع محليا، ولكن التأثير الأكبر سيكون على التصدير، خاصة أن الطاقة تمثل النسبة الكبرى فى تكلفة الإنتاج. وأضاف «منسى» أن مصنعه يعمل على مزيج طاقة، يعتمد على الطاقات البديلة، بما يسهم فى خفض تكلفة الإنتاج، مشيرا إلى مفاوضات مع إحدى شركات الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء التى يحتاجها المصنع، كما يعمل المصنع على زيادة نصيب المخلفات، حيث تمتلك الشركة استثمارات بقيمة 200 مليون جنيه فى مصنعها بالعين السخنة، للتعامل مع المخلفات بطاقة 1000 طن يوميًا، وأن الشركة تستخدم 300 ألف طن وقود بديل سنويا، يوفر حوالى 20% من طاقة المصنع، ويحد من استهلاك الفحم، وهو ما يسهم فى الحد من الانبعاثات الكربونية، كما بدأت الشركة التوسع فى إنتاج الأسمنت المخلوط والأقل انبعاثا لثانى أكسيد الكربون، وتم استخدمه فى مشروعات قومية، مثل مشروعات العلمين والعاصمة الإدارية، حيث يوفر عمرا أطول للمنتج الخرسانى. وأكد «منسى» أهمية المنتدى الدولى السادس للبناء المستدام والذى تستضيفة الجامعه الأمريكية بالقاهرة، كأول دولة تستضيفه فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وتنظمه مؤسسة لافارج هولسيم الدولى، كل 3 سنوات، وتستضيفه الجامعة الأمريكية بالقاهرة أبريل المقبل، ويعد أكبر مؤتمر معمارى فى العالم تشارك فيه أكثر من 250 دولة، ويتم خلاله الإعلان عن أكبر جائزة فى العالم قيمتها 2 مليون دولار، ويشارك فيه عمالقة علماء الهندسة والتخطيط العمرانى فى العالم. وأوضح أن تنظيم مصر لهذا المؤتمر رسالة ثقة وتقدير لمؤسسة لافارج العالمية، لتاريخ مصر الثرى ورحلة التعلم التى استمرت لأربعين عاماً لتعمير الصحراء من خلال إطلاق العديد من المدن الجديدة والمشاريع الوطنية العملاقة فى شتى أنحاء الجمهورية. وأضاف أن المنتدى هو أحد أهم المنصات الدولية التى تستضيف المناقشات حول كيفية تحقيق نقلة نوعية فى مجال البناء والاستدامة للمجتمعات العمرانية، مما يتوافق مع خطة الاستدامة 2030. ولفت إلى أن تواجد هذا العدد الكبير من الخبراء العالميين فى مصر يبعث برسالة إيجابية حول إمكانياتنا فى تنظيم المؤتمرات الدولية الكبرى، خاصة أن المنتدى قد نظم من قبل فى كل من سويسرا والولايات المتحدةالأمريكية والمكسيك والهند والصين.
