اقترب باريس سان جيرمان من التأهل للدور ربع نهائي من دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ عام 2016، وذلك عندما تغلب على مضيفه، مانشستر يونايتد، بنتيجة 2-0، في ذهاب دور ال16 لدوري أبطال أوروبا. وعلى الرغم من نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي، إلا أن الضيوف دخلوا الشوط الثاني بمنتهى القوة ونجحوا في تسجيل هدفين واضاعة نفس العدد من الفرص مع تألق الحارس الأسباني دافيد دي خيا الذي منع فريقه من التعرض لهزيمة ثقيلة. وأصبح مانشستر يونايتد بحاجة إلى معجزة للتأهل إلى دور الثمانية في دوري الأبطال مع حاجة الفريق للفوز في 6 مارس المقبل بفارق أكثر من هدفين في باريس، أو تسجيل نتيجة اكبر من نتيجة اليوم بنفس الفرق التهديفي. 4 نقاط بارزة من موقعة الأمس نستعرضها في السياق التالي. دي ماريا ينتقم منذ بداية المباراة والجناح الأرجنتيني أنخيل دي ماريا يتعرض لهتافات وصيحات استهجان من قبل جماهير فريقه السابق الذي لعب ضمن صفوفه خلال موسم 2014/2015. وقدم دي ماريا شوط أول جيد لكن الأرجنتيني لم يحالفه الحظ في بعض اللقطات مما اثار صيحات السخرية من قبل جمهور مانشستر يونايتد. وتعرض دي ماريا للقذف بأكثر من زجاجة من جمهور اليونايتد اثناء تنفيذه للضربات الركنية، لكن ذلك لم يؤثر على الأرجنتيني الذي تمكن في الشوط الثاني من التسبب في هدفي فريقه بشكل مباشر بعد ان صنع الهدف الأول والهدف الثاني، ليكون الأرجنتيني السبب الأكبر في فوز باريس سان جيرمان على فريقه السابق. وصنع دي ماريا هدفين في مباراة بدوري الأبطال للمرة الأولى منذ سبتمبر 2013، عندما نجح في صناعة هدفين مع ريال مدريد ضد جالطا سراي. فوز تاريخي فرنسي في أولد ترافورد أصبح باريس سان جيرمان هو أول فريق فرنسي يهزم مانشستر يونايتد في معقله بملعب أولد ترافورد في مواجهة ضمن المسابقات الأوروبية، وبعد 14 محاولة سابقة للفرق الفرنسية في مسرح الأحلام انتهت ب4 تعادلات و10 هزائم قبل مباراة الأمس. ولم يكتفي باريس بهذا الرقم الفرنسي، بل أصبح أول فريق يهزم مانشستر يونايتد في معقله بفرق تهديفي أكثر من هدفين للمرة الأولى في تاريخ مشاركات اليونايتد في المسابقات الأوروبية. مبابي يتألق مجددًا في الأراضي الإنجليزية واصل المهاجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي تألقه وسجل الهدف الثاني في المباراة مساهمًا في فوز فريقه الكبير ليلة الأمس. وسجل مبابي هدفه السابع في تاسع مباراة يلعبها في إقصائيات الأبطال، وهو الرقم الذي لا يتفوق عليه في تاريخ المسابقة من اللاعبين الفرنسيين خلال هذه المراحل سوى ثلاثة لاعبين (زيدان «8»، تييري هنري «12»، وكريم بنزيما «16»). وسجل مبابي بالتخصص هدفًا في الأراضي الإنجليزي في ثالث زيارة له للملاعب الإنجليزية في دوري الأبطال بعد هدفه ضد مانشستر سيتي في ملعب الإتحاد (في عام 2017 بقميص موناكو)، وهدف في مرحلة المجموعات هذا الموسم ضد ليفربول في ملعب أنفيلد. هزيمة أولى واختبار للواقع سلسلة المدرب أولي جونار سولشاير مع اليونايتد انتهت مساء الأمس عند 11 مباراة متتالية بدون هزيمة، متلقيًا هزيمته الأولى كمدرب للفريق بعد 10 إنتصارات وتعادل وحيد في مختلف البطولات، لينهي سلسلته الرائعة مع النادي بتلقي أسوأ خسارة للفريق في معقله في المسابقات الأوروبية. وعانى مانشستر يونايتد تمامًا بالأمس حتى أن الفريق فشل في التسديد على مرمى باريس سان جيرمان طوال الشوط الثاني مكتفيًا بتسديدة وحيدة خلال الشوط الأول محققًا أقل عدد للتسديدات في مباراة على ملعبه في دوري الأبطال منذ عام 2005 (ضد أي سي ميلان، تسديدة واحدة ايضًا). وبات مانشستر يونايتد امام مهمة شبه مستحيلة لا يدعمها تاريخ المباريات السابقة في البطولة، فمن بين 34 فريق خسروا مباراة الذهاب لدور ال16 على ملعبهم في دوري الأبطال بفارق هدفين أو أكثر، لم يسبق لأي فريق منهم ان نجح في قلب النتيجة في مباراة العودة والتأهل للدور التالي.
