فى كل عام، تقوم مجلة «تايم» الأمريكية، باختيار أفضل الابتكارات الجديدة التى تجعل العالم مكانا أفضل، وأذكى، وربما أكثر متعة، ولتحديد القائمة النهائية، طلبت المجلة من محرريها ومراسليها حول العالم تقديم مجموعة من الاقتراحات فى الفئات المختلفة، بالإضافة إلى ترشيحات القراء عبر الإنترنت. بعد ذلك قام فريق الجائزة بتقييم هذه الاقتراحات استنادا إلى عوامل رئيسية، بما فى ذلك الأصالة والإبداع والتأثير والطموح والفعالية. لتأتى النتيجة النهائية بمجموعة من الاختراعات الرائدة التى تغير الطريقة التى نعيش بها ونعمل ونلعب ونفكر فيما هو ممكن، وفى السطور المقبلة نستعرض بعض هذه المبتكرات. إنهاء معاناة المشردين بالطباعة ثلاثية الأبعاد فى بداية عام 2018 أدارت شركة ICON من ولاية تكساس الأمريكية، الرؤوس عندما نجحت فى بناء مسكن على مساحة 350 مترا مربعا خلال 48 ساعة من البداية إلى النهاية، وذلك باستخدام سلاحها غير السرى، الطابعة ثلاثية الأبعاد موديل Vulcan، وهى آلة رائدة تقوم ببناء البنية الأساسية للمنزل من الخرسانة، طبقة وراء أخرى، بتكاليف أقل بكثير من تكلفة المواد والعمالة بالطريقة التقليدية. شركة ICON التى قضت تسعة أشهر فى تطوير الطابعة Vulcan استطاعت جمع 9 ملايين دولار لتطوير وظائف هذه الآلة وذلك بهدف استخدامها فى إنشاء منزل بمساحة 2000 قدم مربع خلال 24 ساعة فقط. وتتعاون ICON أيضا مع منظمة New Story وهى منظمة سكنية غير ربحية تركز أعمالها على أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، لتوفير حلول إسكان رخيصة ودائمة. ويتصور «جيسون بالارد» المدير التنفيذى للشركة المستقبل القريب بالقول «إنه وقت يمكن لأى شخص فيه بناء مسكنه الشخصى بالطريقة التى تلائمه.. وهذا ليس خيالا علميا». علاج جديد للصداع النصفى يعانى الملايين حول العالم من الصداع النصفى الذى يؤثر على أداء الإنسان فى العمل والحياة بشكل عام، ويساهم أيضا فى زيادة معدلات القلق والتوتر والكثير من المشاكل التى تؤثر على الصحة العقلية. ورغم توافر العديد من الأدوية لمعالجة الصداع النصفى إلا أن هناك الكثير من الجدل حول مدى فعاليتها، لكن الأمر على وشك التغير بعد إقرار دواء Aimovig الذى يمكن اعتباره أول دواء تعتمده إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA ويهدف للوقاية من الصداع النصفى وليس فقط علاجه. يتم الحصول على هذا الدواء من خلال حقنة شهرية، تعمل على منع مستقبل البروتين فى الدماغ، الأمر الذى يمنع الببتيد المؤدى للصداع النصفى من الارتباط بالهدف. وخلال مرحلة التجارب، انخفضت عدد أيام الصداع النصفى للمرضى الذين خضعوا للتجارب إلى النصف تقريبا، وتقول سين شو رئيس قطاع طب الأعصاب فى الشركة المنتجة إنها تلقت ردودا إيجابية من أكثر من 52 ألف شخص قاموا بتجربة العلاج، وبطبيعة الحال فإن ثمن العلاج مرتفع للغاية– مثله مثل الأدوية الجديدة- حيث يبلغ السعر التقديرى للجرعة الواحدة 575 دولارا أمريكيا. أساور لمكافحة العادات السيئة لمدة عشرين عاما، ظلت أنيلا إدنانى تحاول مكافحة العادات السيئة التى اكتسبتها وهى شد شعرها عندما تتعرض للضغوط العصبية، تقول السيدة: «كنت أعتقد أنى وحدى من أمارس هذه العادة، وكنت أحاول السيطرة عليها دون جدوى»، ولكن بعد سنوات من البحث مع زوجها على طريقة للتحكم فى هذه العادة والعادات السيئة الأخرى دون جدوى، قاما بتأسيس شركة Habit Aware لإنتاج وسيلة للتخلص من العادات السيئة. استطاعت الشركة إنتاج سوار أنيق بسعر 150 دولارا أمريكيا حمل اسم Keen، ويقوم المستخدم ببرمجة السوار لالتقاط الحركات المتكررة مثل جذب الشعر أو حك الجلد أو قرض الأظافر وغيرها. ويقوم السوار بالاهتزاز عندما يمارس المستخدم إحدى هذه العادات السيئة. هذا النوع من العمليات الإجبارية لبناء الوعى، كما يقول الخبراء، ضرورى لتغيير العادات السيئة، السوار الذكى فى طريقه لتحقيق مبيعات تقدر بنحو مليون دولار هذا العام، كما حصلت الشركة على منحة قدرها 300 ألف دولار من المعهد الوطنى للصحة العقلية الأمريكى لتعزيز أبحاثها فى كسر العادات السيئة. «شباشب» تساعد فى إنقاذ العالم تمتلك صناعة الشباشب فى العالم بصمة كربونية ضخمة، ويعود هذا السبب بشكل جزئى إلى أن العديد من القطع التى تشكل الشبشب– بما فى ذلك النعال البلاستيكية، والشعارات، والأحزمة- مصنوعة من المواد البترولية، ولهذه الأسباب بدأت شركة Allbirds الناشئة باختيار مواد بديلة صديقة للبيئة لصناعة الشباشب أطلقت عليها اسم SweetFoam وهذه المادة جديدة ومصنعة من أجزاء من ألياف نبات قصب السكر. أطلقت الشركة مادة SweatFoam هذا العام عبر خط إنتاج الشباشب الخفيفة، وتخطط الشركة للتوسع واستخدام تلك المادة عبر خط إنتاجها بالكامل قريبا بما فى ذلك أحذية الرياضة الخفيفة التى تنتجها الشركة، والتى باعت منها أكثر من مليون زوج منذ إطلاقها عام 2016. وفى محاولة لأن تجعل الآخرين يسيرون فى نفس الاتجاه صديق البيئة، أعلنت الشركة أنها ستتيح المعرفة التقنية الخاصة بإنتاج تلك المادة «لأى شخص يريدها دون تردد». ملابس تتكيف مع الجسد فى المستقبل القريب سوف تتكيف الملابس مع أجساد البشر وليس العكس كما يحدث حاليا، وهذا هو الوعد الذى تقدمه شركة ZOZO اليابانية من خلال منتجها الجديد «ملابس زوزو»، تستخدم الشركة فكرة مبتكرة من خلال سراويل سوداء مطاطية مغطاة ببقع بيضاء، والتى تسمح لأى شخص بإجراء مسح ثلاثى الأبعاد على جسده بأريحية كاملة داخل منزله وذلك من خلال تطبيق يعمل على الهاتف المحمول. وبعد ذلك يمكن للشخص أن يطلب الملابس التى يريدها من الشركة والتى تتراوح بين بناطيل الجينز والتيشيرتات المختلفة، ليتم تصنيعها وتوريدها وفقا لمقاييس الجسد الدقيقة، وذلك بأسعار تنافسية. ويقول يوساكوا مازياوا مؤسس الشركة اليابانية: «هذه حقبة جديدة» مشيرا إلى فكرته المبتكرة والتى تتعلق بالتخلص من المقاسات القياسية للملابس المستخدمة حاليا، والتى تستثنى فى الغالب العديد من أنواع الجسد المختلفة للبشر. ومنذ إطلاق هذه المنتجات فى إبريل الماضى، تمكنت الشركة من بيع أكثر من مليون قطعة من منتجاتها، وهى تخطط لتوسيع نطاق تكنولوجيا التخصيص لتشمل الأحذية أيضا. راوتر لا يعرف الحدود يعرف جميع مستخدمى أجهزة الراوتر للاتصال بشبكة الإنترنت، الصعوبات الكبيرة التى تظهر من ناحية قوة الإشارة، والتى يمكن أن تختلف بطريقة كبيرة من غرفة إلى أخرى. لكن هذا الأمر يختفى مع راوتر Orbi المبتكر والذى يستخدم تقنية تسمى mesh لضمان جودة التغطية فى جميع أنحاء المنزل. يوجه الراوتر الرئيسى إشارة الإنترنت إلى جهاز واحد أو عدة أجهزة فضائية يضعها المستخدمون حول المنزل، ثم تتصل الأجهزة المنزلية بأى إشارة أقوى فى أى بقعة معينة بما يضمن سرعة الاتصال الفائقة فى أى وقت. أما أحدث هذه الأجهزة الفضائية Orbi Voice فلا يعمل فقط كراوتر ولكنه أيضا يقدم خدمات المساعدة الصوتية مثل جهاز Alexa مما يتيح للمستخدم تشغيل الموسيقى والتحكم فى الأجهزة الذكية المتوافقة عن طريق الأوامر الصوتية. ذراع آلية متطورة نحن نعيش فى قلب ثورة الإنسان الآلى «الروبوتات»، ولكن الآلات الأكثر تطورا وقدرة على الإنجاز تتوافر بشكل عام للشركات الثرية، ولكن شركة فرانكا إيميكا الألمانية على وشك تغيير هذا المفهوم، بتقديم «باندا» وهو ذراع روبوت متطورة سهلة الاستخدام ومصممة لإنجاز الأعمال الصغيرة، وسعرها متوسط مقارنة بمثيلاتها من الأجهزة المتطورة. وتستطيع هذه الذراع أن تتحرك على سبعة محاور مختلفة ومصممة بحس ذكى لعملية اللمس، ويمكن أن تساعد هذه الذراع الروبوتية فى إجراء التجارب العلمية، أو بناء الدوائر الإلكترونية الدقيقة أو اختبار المعدات فى مراحلها الأولى. وعلى الرغم من أن هذه اليد غير مصممة للاستخدام الشخصى، إلا أن شيئا مماثلا لها يمكن أن يتحول للاستخدام المنزلى، أو تقطيع الخضروات فى المطبخ، أو مساعدة كبار السن فى أداء مهامهم اليومية. ويقول سيمون حدادين الرئيس التنفيذى للشركة: «نحن نعتقد أن الروبوتات ستحقق نفس قصة نجاح أجهزة الكمبيوتر الشخصية خلال سنوات قليلة». يد لإمساك العناصر فى «الواقع التخيلى» امتلاك «يد» رقمية تخيلية فى الواقع الافتراضى يمكن أن تكون تغييرا ملموسا لمحترفى الأعمال الإبداعية، الأمر الذى يمنحهم القدرة على اضفاء الحيوية على تصميماتهم فى فضاء «الواقع التخيلى». شركة «بى بوب سينسورز» الأمريكية تحول هذا الخيال إلى حقيقة واقعة من خلال تصميم قفازات لاسلكية تسمح للمستخدمين بإمساك وتحريك العناصر «الخيالية» داخل «الواقع الافتراضى» وكأنها أشياء حقيقية ملموسة، ويعود هذا الأمر فى الأساس إلى أجهزة الاستشعار المرنة المدمجة فى تصميم القفاز. وبعيدا عن ألعاب «الواقع الافتراضى» الترفيهية، فإن هذا الابتكار يساعد المهندسين المعماريين على سبيل المثال على تصميم المبانى بطريقة ثلاثية الأبعاد، وتجميع تلك النماذج فى بيئة «واقع افتراضى» وتحريكها بشكل يحاكى الواقع الحقيقى، وبالتالى الحصول على أفضل تصور لوضع هذه المبانى عند تنفيذها.
