يعد حادث اغتيال الرئيس الأمريكى جون كيندى من أكثر حوادث الاغتيال التباسا وغموضا وبخاصة حول المدبر الرئيسى لهذا الحادث وصاحب المصلحة الرئيسية من ورائه ولعل ما يعزز هذا الالتباس أن قاتله تم اغتياله أثناء محاكمته ثم لاحقا مات الرجل الذى اغتال قاتل كيندى. وكان كيندى فى يوم الاغتيال فى 22 نوفمبر 1963 قد وصل لمدينة دالاس وكان يستقل سيارة مكشوفة وأثناء عبوره لمنطقة الديلى بلازا فى المدينة تعرض لإطلاق نار من قناص محترف وأصابته رصاصتان وفارق الحياة بعد أقل من نصف ساعة من وصوله لأقرب مستشفى، وبعد أقل من ساعة وربع تم اعتقال المشتبه به الأول فى عملية الاغتيال ويدعى لى هارفى أوزوالد بعد أن تمكن من قتل شرطى وإصابة آخر بجروح. حدثت عملية اغتيال جون كينيدى أمام أعين الآلاف الذين وقفوا على جانبى الطريق لمتابعة أول زيارة لرئيس أمريكى لمدينتهم، وقد سجل العشرات منهم الحدث بكاميرات أحضروها لتسجيل الزيارة التاريخية لكن لم يكن ببالهم أنهم سيسجلون أشهر عملية اغتيال سياسى فى العصر الحديث، وعلى هذه الفيديوهات الشخصية التى جمعها المحققون فيما بعد بينت معظم التحليلات التى قادت إلى التمثيل الحقيقى لما حدث، فيما باع بعض أصحاب هذه الأفلام ما صوروه بكاميراتهم لمحطات تليفزيونية وجنوا آلاف الدولارات لقاء ذلك. ولدى إلقاء القبض على أوزوالد عشية يوم الاغتيال نفى علاقته بالحادث، ووصف نفسه بأنه قد غُرر به وبينما يصوره التليفزيون على الهواء فى داخل السجن، فى 24 نوفمبر 1963، قام جاك روبى باغتيال أوزوالد وصار معروفا وحديث الناس حين أطلق النار على «أوزوالد»، وقد تمت إدانة جاك روبى فى 14 مارس 1964 وصدر بحقه حكم بالإعدام لكنه لم يعدم فى 3 يناير 1967 فى دالاس ومات بعد وقت قصير من إعادة فتح قضيته، مما يثير الشكوك حول الجهة التى وقفت وراء عملية الاغتيال، حيث تعددت الدوافع لدى أطراف كثيرة للتخلص من الرئيس الذى مثل مبعث قلق لكثيرين فى الداخل والخارج الأمريكى، وكانت المخابرات الأمريكية قد سجلت مكالمة لضابطين فى المخابرات الكوبية يتحدثان عن تدريب منفذ اغتيال كينيدى هارفى أوزوالد، وأنه أصبح قناصا ماهرا وقاتلا محترفا. ومن الجهات التى حومت حولها شبهات التورط فى الاغتيال إسرائيل بعدما أشارت إحدى الوثائق السرية المنشورة إلى زيارة قاتل المتهم الرئيسى فى عملية الاغتيال إلى إسرائيل فى الفترة من 17 مايو وحتى 7 يونيو 1962 بصحبة زوجته. ويعمق الكثير من الوثائق السرية عن اغتيال الرئيس الأمريكىالأسبق لنظريات المؤامرة، التى برزت على مدى الأعوام، ومنها تلك التى وجهت اتهامات إلى إسرائيل، لمعارضة كينيدى للمشروع النووى الإسرائيلى، أطراف كثيرة وعديدة كانت لها مصلحة فى اغتيال كينيدى.