شارك أكثر من 70 شابا وفتاة من مختلف محافظات الصعيد في الورش التدريبية التي نظمها مهرجان الصعيد المسرحي الثالث في أسيوط بمقر قصر ثقافة أسيوط، مساء الخميس. وقال المخرج أسامة عبدالرؤوف، المنسق العام للمهرجان، أثناء افتتاحه الورش إن الورش تضمنت ورشا في فنون التمثيل والإخراج المسرحي وورشة التأليف والكتابة للمسرح. وأضاف الأديب شعبان المنفلوطي أن الورش كانت ناجحة في تحقيق أهدافها، وشهدت تفاعل كبير بين المتدربين والمدربين حتى اللحظة الأخيرة مما يؤكد مدى التفاؤل والحماس والإرادة لدى الشباب، مشيرًا إلى أن تنمية مهارات شباب المبدعين سيحقق الكثير من المكاسب للمجتمع والوطن، هذا لأن الثقافة هي المؤثر الأخطر على مختلف القضايا. وقالت نوران فايد، مدير عام جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين الثقافية، المنظمة للمهرجان بالتعاون مع وزارة الثقافة وبرعاية المحافظة إن ورشة التأليف المسرحي التي قدمها الكاتب والمخرج حسام عبدالعزيز تناولت العديد من الموضوعات ومنها كيفية توظيف مصادر التأليف الستة للكاتب إلى جانب عناصر الكتابة وكيفيتها المعاصرة، فضلاً عن أسباب تواجد آلاف النصوص المسرحية المكتوبة ولكنها لا تصلح للإنتاج على خشبة المسرح. وتناولت الورشة أيضًا أنواع المسرح وأساليب الكتابة المتنوعة وتعددها داخل كل مجال كمسرح الطفل أو الدراما، بينما اختتمت بشرح كيفية تفعيل عناصر العمل المسرحي الثلاث (الحوار، الشخصيات، العقدة والحبكة)، وكيفية علاج الخلل بين المفهوم والتطبيق، حيث تم عرض نماذج متعددة وتحليلها بهدف إكساب المتدربين مهارات وقدرات خاصة في الكتابة المسرحية وتعريفهم بأطرها المتعددة. وأشار أحمد راشد البطل مسؤول اللجان التنظيمية إلى ورشة الاخراج والتمثيل المسرحي التي قام بها المخرج عادل بركات وتناولت تاريخ الدراما وتطورها فضلاً عن كيفية تجسيد الصراع برؤى مغايرة، كما تضمنت محددات الممثل والمخرج الجيد وكيفية تعاملهم مع تقسيمات المسرح والنصوص العالمية والمحلية والمحددات الفنية، كذلك تناول المخرج رؤيته الابداعية في كيفية تناول الموضوعات المختلفة والتأثير على الجمهور المتلقي بشكل احترافي، فضلاً تناولت الورشة تجسيدًا ومعالجة مسرحية لمفهوم الدولة العميقة والفرق بينها وبين النظام وبين الإرث، إلى جانب تناول مسرحية «عرس الدم» وهي نص اسباني يقترب من ثقافة الجنوب في علاقته بالثأر. وانتقد عادل بركات خلال الورشة ندرة النصوص التي تعالج القضايا الحالية للمجتمع المصري خصوصًا وأن هذا الجيل لديه كم غير عادي من القضايا التي تصلح لإنتاج آلاف النصوص المسرحية الجيدة والمدهشة في الوقت ذاته، واختتم راشد قائلاً إن اللجنة كانت سعيدة للغاية بالتفاعل الكبير الذي تم بين المتدربين والمدربين في ورش التأليف والاخراج والتمثيل، إلى درجة أن جميع الورش لم يتركها شخص واحد من لحظتها الأولى إلى الأخيرة، متقدمًا بالشكر لجهود وإخلاص القائمين على التدريب وإعداد المادة العلمية وتقديمها بشكل مبتكر وجذاب ومتعدد الأوجه.
