لقب بأسد الصحراء وشيخ الشهداء وشيخ المجاهدين، وهو مولود في قرية جنزور الشرقية بمنطقة بئرالأشهب شرق طبرق ليبيا في 20 أغسطس 1861تربى يتيما وكفله حسين الغريانى، عم الشريف الغريانى، وتلقى تعليمه الأول في زاوية جنزور، ثم سافر إلى الجغبوب، للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية، واستحوذ على رعاية أستاذه المهدى السنوسى فولاه شيخا على زاوية القصوربالجبل الأخضروعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا فى 29سبتمبر1911 بدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبى، وكان الشيخ مقيما فى«جالو» بعد عودته من «الكفرة» فسارع إلى مراكز تجمع المجاهدين، حيث ساهم في تأسيس حركة الجهاد. فلما انسحب الأتراك من ليبيا سنة 1912، وحصلت إيطاليا على ليبيا، دارت أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبى، منها معركة درنة في مايو 1913 ومعركة بوشمال عند عين ماره في أكتوبر 1913، وأم شخنب وشليظيمة وفى فبراير 1914 وبعد الانقلاب الفاشى في إيطاليا في أكتوبر 1922، وبعد انتصار الحلف الذي تنتمى له إيطاليا تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على محمد إدريس السنوسى، فترك البلاد عاهداً بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار الذي قصد مصر عام 1923 للتشاور مع السيد إدريس في الأمر، وعاد لينظم المجاهدين. وأرادت إيطاليا أن تمنع طريق الإمداد على المجاهدين فاحتلت الجغبوب لكن توالت انتصارات المجاهدين، مما دفع موسولينى لتعيين بادوليو حاكماً عسكرياً لليبيا في يناير 1929وتظاهر بادوليو برغبته في التفاوض مع المختار واستجاب الشيخ، لكنه اكتشف أن الإيطاليين يريدون كسب الوقت فواصل الجهاد ودفعت انتصاراته إيطاليا لدراسة الموقف من جديد وعين موسولينى جراتسيانى أكثر جنرالات الجيش دموية. وفى 1931 سقطت «الكفرة» وفى 11سبتمبر 1931وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في الجبل الأخضر مع بعض رجاله، علمت الحاميات الإيطالية بذلك فأرسلت قواتها واشتبك الفريقان في وادى بوطاقة وقُتلت فرسه وسقطت على يده، فحاصروه وأسروه ونقلوه لسجن سيدى أخريبيش ببغازى، وقطع جراتسيانى عطلته وعاد على طائرة إلى بنغازى، وطلب رؤيته بعينه، وأعلن عن انعقاد المحكمة الخاصة يوم 15سبتمبر 1931، وكانت محكمة صورية في بنغازى مساء 15 سبتمبر 1931وبعد ساعة صدر الحكم بالإعدام شنقاً، و«زي النهارده» في صباح 16 سبتمبر 1931 تم تنفيذ الحكم.