شنّت وزارة البيئة حملة نظافة واسعة بجزيرة مجاويش، وهى إحدى الجزر المعلنة كمحمية طبيعية بالبحر الأحمر، والتى تشهد خلال الأيام المقبلة عمليات تعشيش للطيور البحرية المهاجرة من أنواع النوارس. وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن هذه الحملة تأتى فى إطار استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر التنوع البيولوجى، فى نوفمبر المقبل، وهى استكمال لمبادرة محميات البحر الأحمر، تحت عنوان: «جزر البحر الأحمر خالية من البلاستيك»، وذلك لما تمثله المخلفات البلاستيكية من مخاطر تهدد الموارد الطبيعية من شعاب مرجانية وكائنات بحرية وأشجار مانجروف، وذلك للتوعية بأهمية المحميات ودورها فى الحفاظ على الثروات الطبيعية والتنوع البيولوجى، بتفعيل مبدأ الإدارة التشاركية للموارد الطبيعية بين المحميات والمجتمع المحلى. وكشفت الوزيرة أن مصر تستهلك سنوياً 12 مليار «كيس بلاستيك»، وأن هذه الأكياس تتسبب فى نفوق ملايين من الكائنات البحرية، وأبرزها الدولفين والسلاحف البحرية، وتكون أيضاً سبباً رئيسياً فى تدمير البيئة ونفوق أعداد كبيرة من الطيور، كما أنها تسد خياشيم التنفس لدى الأسماك، وتتسبب فى حدوث فيضانات فى عدد من الدول الآسيوية لسدها المصارف الطبيعية للمياه، لافتة إلى أنها تغيّر لون الشُّعب المرجانية، وتساعد على موتها بسبب حجب ضوء الشمس والغذاء والأكسجين عنها، إلى جانب غرق عدد من الطرق بالإسكندرية بسبب التخلص الخاطئ من مخلفات البلاستيك فى شبكات الصرف. وقال الدكتور أحمد غلاب، مدير محميات البحر الأحمر، إن شواطئ «مجاويش» تتعرض للتيارات المائية والمد والجزر، التى تُلقى بمخلفات ومقذوفات البحر على شاطئ الجزيرة وعدد من الخلجان بها، بالإضافة إلى الاستعانة بالغطّاسين لجمع أى مخلفات من قاع البحر ومناطق الشعاب المرجانية، منوهاً بأنه تم جمع هذه المخلفات والمقذوفات بالاستعانة بعدد من اللنشات البحرية، بعد جمعها داخل أكياس بلاستيكية ونقلها إلى المدفن البيئى بصحراء الغردقة. وأضاف أن الهدف من الحملة ترسيخ التوعية بأهمية نظافة الشواطئ والقاع بين مختلف فئات المجتمع، مشدداً على أهمية الحفاظ على البيئة البحرية والشواطئ ومناطق الشعاب المرجانية وأماكن الغوص. وشارك فى الحملة ما يقرب من 120 فرداً من محميات البحر الأحمر وإدارة البيئة بالمحافظة وجمعية الحفاظ على البيئة «هيبكا» ومتطوعون من شباب مدينة الغردقة، حيث تم نقل المشاركين بمراكب إلى جزيرة مجاويش، وتجميع ما يقرب من 300 جوال من المخلّفات الصلبة، ونقلها إلى مقلب مدينة الغردقة العمومى، بالإضافة إلى مشاركة عدد كبير من مراكز الغوص فى تنظيف قاع البحر حول الجزيرة. من جانبها، وجّهت «هيبكا»، التى تضم فى عضويتها سياحاً أجانب، دعوة إلى سكان الغردقة وعائلاتهم وأصدقائهم زيادة على الوافدين إليها للانضمام إلى مبادرة تنظيف الجزيرة، وعرضت نقل المتطوعين بالمراكب من مارينا بالغردقة الجديدة إليها ذهاباً وعودة، على أن يقوموا بتوفير أحذية لارتدائها على الشاطئ وقبعات لحماية الرؤوس من الشمس وقفازات ومناشف وطعام.
