أعادت BMW للجمهور مرة أخرى طرازا حسب الكثير أنه قد تم طيه فى مدونة النسيان. طرازا حين أطلقه الصانع الباڤارى للمرة الأولى بدا وكأنها فى طريقها للمنافسة فى فئة السيارات الرياضية الخارقة. ليس فقط لمحركها القوى الذى بلغ حجمه 12 أسطوانة، ولكن لكونها أول سيارة من BMW بمحرك بهذا الحجم مرفق بعلبة تروس من 6 نسب. كما أنها كانت واحدة من أولى السيارات على الإطلاق التى تأتى بمسرع إلكترونى أو drive by wire .. قدمت الفئة الثامنة بBMW للمرة الأولى فى معرض فرانكفورت الدولى للسيارات فى 1999، برمز قاعدة مكونات E31 لتمهد لفصل جديد من الأداء الرياضى من BMW، واليوم تضيف الشركة طرازا اختباريا جديدا لهذا الفصل الذى يزداد اثارة مع الوقت. الجيل الثانى من الفئة الثامنة والذى منحته الشركة رموز G14/G15/G16 لنسخها المختلفة، الكوبيه (G15) المكشوفة (G14) والجران-كوبيه (G16) كانت قد أعلنت بالفعل على الإنترنت فى 2017 على أن يبدأ الإنتاج فى 2018 بمصنع الشركة الكامن فى مدينة دينجولفينج الألمانية وعرضت النسخة الأولى لها على أرض الواقع أثناء كونكورسو ديليجانزا بفيلا ديستى 2017 ومن ثم نسخة المهرجان ذاته بشاطئ بيبل بيتش الأمريكى. ومن المتوقع أن نرى نسخة أكثر عنفا من الفئة تحمل رمز M فى نوفمبر من العام الجارى. تترأس التشكيلة الجديدة من الجيل الثانى نسخة M850i بمحرك مطور حديثا من BMW، ب8 اسطوانات مزودة بشاحن توربينى يولد 530 حصانا .. تبلغ سعة المحرك 4400 سى سى ويتمتع بتكنولوجيا TwinPower الشهيرة التى تستخدم شاحن مزدوج لتقليل تأخر الشحن. ويتحلى المحرك بجسم خارجى يعكس لغة تصميم فريدة تهدد عرش أكثر السيارات الإيطالية جاذبية. فإذا نظرنا لصور السيارة سنرى شبها كبيرا بينها وبين بعض طرازات مازيراتى، ولكن مع إضافة المزيد من الخطوط الحادة التى تضفى لمسة من العنف والتحفز المناسبان للشخصية التى تهدف BMW لرسمها بذلك الطراز. ومن الظاهر أيضا أن الإهتمام بالتفاصيل لا يخدم الجماليات فقط، بل الخلفية التقنية للتصميم أخذت عناصر مثل الوزن وديناميكيات الهواء، أو انسيابية السيارة فى الإعتبار أيضا. فالمساحة السفلية للسيارة مغطاة بالكامل كما هى الحال فى سيارات السباق لمنع فرص إضطراب الهواء أسفل السيارة، بالإضافة لإستخدام الشركة للكثير من الأنظمة المبتكرة مثل موجهات الهواء التفاعلية وستائر ومنافس الهواء التى تساهم فى تقليل قوة الجر النابعة من الفراغ الخلفى المولد من اختراق جسم السيارة للهواء على السرعات العالية. وقد امتد الاهتمام بالتفاصيل لأدق الأجسام فى السيارة كالمرايات الجانبية التى صممت بحسم نحيف خصيصا للهدف ذاته. أما بالنسبة لطراز M850i فيأتى بكل ذلك إضافة لجانح أمامى لإضعاف قوة الرفع على المحور الأمامى، معززا بذلك تماسك العجلات الأمامية اثناء الإنعطالف والمناورات. الكونتور المميز لمساحة الزجاج الخلفى، والذى يأتى بهيئة الفقاعة المزدوجة أو Double-bubble كما اشتهرت به فى سيارات السباق الكلاسيكية يؤمن سريانا أكثر سلاسة للهواء للجانح الخلفى، مرورا بسقف مصنع من البلاستك المدعّم بألياف الكربون (إختيارى) والذى ينتج عنه مركزا لثقل السيارة أكثر اقترابا من الأرض مؤمنا بذلك قدرا أكبر من الثبات. وبمناسبة البلاستيك المدعّم بألياف الكربون، تمنح الشركة كذلك للعملاء خيار استبدال أغطية المرايا الجانبية ومداخل الهواء والجانح الخلفى ومقسم الهواء أفل الصدام الخلفى بنظيرتها المصنعة من الخامة خفيفة الوزن. أما من الداخل، فحاولت الشركة فرض ثقافة تجريدية تبسيطية للعناصر المدمجة فى المقصورة لتقليل التشتيت عن الهدف الرئيسى للسيارة وهو القيادة الرياضية الديناميكية، حتى تستحق السيارة لقب سيارة للسائقين الجديين. ولهذا نلاحظ أن جميع الخطوط الموجودة فى الداخل موجهة لنقطة الخلوص ذاتها وهى مقدمة السيارة وكأنها تحاول بصورة غير مباشرة أن توجه نظر السائق للوجهة الأهم. وقد استخدم الصانع البافارى مقاعد رياضية مطورة حديثا فى السيارة مغطاة بطبقة أنيقة من الجلد. ولا يقتصر استخدام الجلد على المقاعد فقط، بل تم استخدامه كذلك أعلى الأبواب وحول لوحة العدادات. ولاهداف عملية، يمكن طى المقاعد الخلفية بنسبة 50:50 لزيادة مساحة التخزين الخلفية ل420 ليترا. وإذا كان العميل من محبى الرفاهية، لديه خيار تزويد بعض الإضافات للمقصورة الداخلية مثل الشحن اللاسلكى للهواتف الذكية ونظام تدفئة للمقاعد ونظام صوت ترفيهى عالى الجودة من Bowers&Wilkins بالإضافة لبعض الخيارات الحصرية لكل طراز على حدى.