نهائي كارديف: «هيجواين» في مهمة ثأرية أمام «بيريز» و«بنزيمة».. (تقرير)

يلتقي ريال مدريد الإسباني مع نادي يوفنتوس الإيطالي، السبت، في مباراة مرتقبة ومثيرة لنهائي دوري أبطال أوروبا.
ويسعى ريال مدريد خلال المباراة لضرب عصفورين بحجر واحد، حيث يسعى للتتويج بلقبه ال12 في تاريخ مشاركاته بالبطولة، ومواصلة توسيع الفارق بينه وبين أقرب ملاحقيه نادي ميلان الإيطالي، صاحب الألقاب السبعة، والمتعثر خلال الفترة الأخيرة، سواء محليًا أو قاريًا.
أما العصفور الآخر، فيتمثل في رغبة ريال مدريد في الفوز بدوري أبطال أوروبا للموسم الثاني على التوالي، ليكون أول فريق ينجح في الفوز بالبطولة مرتين متتاليتين، منذ ظهورها بشكلها الجديد في 1993.
على الجانب الآخر، يسعى يوفنتوس لكسر عقدته في النهائيات الأوروبية، والفوز بلقبه الثالث في تاريخ مشاركاته بالبطولة.
ولم يفز يوفنتوس سوى بلقبين فقط، على الرغم من وضوله للنهائي في 8 مناسبات مختلفة، فيما فاز ريال مدريد ب11 لقب من أصل وصوله ل14 نهائي.
ومن المنتظر أن تشهد المباراة الكثير من المواجهات الفردية بين الكثير من اللاعبين داخل أرضية ملعب «ميلينيوم»، بالعاصمة الويلزية كارديف، إلا أنه من المنتظر أن تكون المواجهة بين الفرنسي كريم بنزيمة والأرجنتيني جونزالو هيجواين، مهاجمي ريال مدريد ويوفنتوس على الترتيب، هي الأبرز على الإطلاق.
ومن المنتظر أن تحمل هذه المواجهة طابعًا ثأريًا من نوع خاص ل«هيجواين»، الذي قد يتذكر حصول «بنزيمة» على المكان الأساسي في تشكيلة ريال مدريد منه، ما عجل برحيله سريعًا إلى نادي نابولي الإيطالي، في صيف 2013.
وكان «بنزيمة» قد انضم لريال مدريد في صيف 2009، قادمًا من نادي ليون الفرنسي، ضمن مخطط من فلورنتينو بيريز لعمل «جلاكتيكوس» جديد داخل النادي الملكي لإعادة الألقاب الغائبة عن الفريق وأهمها الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا العاشر في تاريخ النادي، حيث كان قد تعاقد أيضًا مع البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي ريكاردو كاكا، أفضل لاعبي العالم في 2008 و2007 على الترتيب.
وحينما انتقل «بنزيمة» إلى قلعة سانتياجو برنابيو، كان «هيجواين» قد بدأ ينصب نفسه ملكًا جديدًا عليها، رغم صغر سنه وقتها، حيث كان هدافًا لريال مدريد في موسم «2008-2009»، بتسجيله 24هدف وصناعته 12 أخريين في 44 مباراة شارك بها بجميع المسابقات ذاك الموسم.
في الموسم الذي تلاه، وتحت قيادة التشيلي مانويل بليجريني، واصل «هيجواين» تألقه على حساب «بنزيمة»، الذي بدا وأنه لم يتأقلم بعد على أجزاء الكرة الإسبانية وعلى أجواء اللعب في نادي كبير مثل ريال مدريد، حيث سجل 9 أهداف فقط في 33 مباراة، مقابل 29 هدف ل«هيجواين» في 40 مباراة، توجته هدافًا للنادي الملكي في الدوري الإسباني ذاك الموسم.
ولكن مع قدوم موسم «2010-2011»، أول مواسم البرتغالي جوزيه مورينيو مع ريال مدريد، بدا أن الأمور قد انقلبت رأسًا على عقب للثنائي، حيث تعرض «هيجواين» للإصابة على مستوى أسفل الظهر، كلفته الغياب عن ريال مدريد ل3 أشهر ونصف، استغلهم «بنزيمة» بشكل رائع ليهدم المعبد على رأس زميله الأرجنتيني ويتألق بشكل بارز ذاك الموسم.
وحتى مع عودة «هيجواين» في نهاية مارس 2011، كان الأوان قد فات بالنسبة له للحصول على مكان في تشكيلة ريال مدريد، على حساب «بنزيمة»، الذي شارك 48 مباراة ذاك الموسم، سجل خلالهم 26 هدف وصنع 9 أخريين لزملاءه، مقابل 25 مباراة فقط ل«هيجواين»، سجل خلالهم 14 هدف وصنع 6 أخريين لزملاءه.
مع قدوم الصيف، أدرك «هيجواين» أن تألق «بنزيمة» يهدد مسيرته مع ريال مدريد، فيما يبدو أن «بنزيمة» كان يعرف جيدًا أن عودة «هيجواين» من الإصابة وعودته لمستواه التهديفي المعهود عنه، قد يُفشل سعيه للبقاء داخل جنة الريال، وبالتالي فقد كان صيف 2011 بمثابة الفترة المناسبة للاستعداد لمعركة تهديفية بين الثنائي، هدفها البقاء مع ريال مدريد.
وأدرك «مورينيو» هذا الأمر بالفعل، وسعى لاستغلال ذلك جيدًا، في ظل سعيه لانتزاع لقب الدوري الإسباني من نادي برشلونة.
وبالفعل، شهد موسم «2011-2012» تألقًا كبيرًا من «بنزيمة» و«هيجواين»، حيث شارك الأول في 52 مباراة، سجل خلالهم 32 هدف وصنع 19 أخريين لزملاءه، فيما شارك الثاني في 54 مباراة، سجل خلالهم 26 هدف وصنع 13 أخريين لزملاءه.
ومع تألق «رونالدو»، تمكن ريال مدريد من حصد لقب الدوري الإسباني ال32 في تاريخه، بعدما أصبح أول فريق يتمكن من حصد 100 نقطة، ليفوز باللقب عن جدارة.
كان موسم «2012-2013» هو موسم الفصل في مسيرة الثنائي مع ريال مدريد، ففي ذاك الموسم، انخفض مستوى الثنائي تهديفيًا إلى حد كبير، حيث سجل «هيجواين» 18 هدفًا فقط في 44 مباراة، بينما سجل «بنزيمة» 21 هدفًا في 50 مباراة، فيما تفوق النجم الفرنسي إلى حد كبير على مستوى صناعة الأهداف، حيث صنع 21 هدف لزملاءه، مقابل 9 فقط ل«هيجواين».
ومع إنهاء التعاقد مع «مورينيو»، إثر فشل ريال مدريد في الفوز بأي لقب خلال ذاك الموسم، بدا أن «بيريز» يسعى أيضًا لتجديد الدماء داخل النادي الملكي، حيث قرر بيع «هيجواين» بشكل نهائي، إلى نادي نابولي الإيطالي، بعدما فضل الإبقاء على «بنزيمة» عليه، ليبدأ كلا اللاعبين مرحلة جديدة في مسيرتهما الكروية.
فبرحيل «هيجواين»، أصبح الطريق ممهدًا ل«بنزيمة» لاحتكار مركز رأس الحربة في تشكيلة ريال مدريد، فلم ينجح الإسباني الشاب ألفارو موراتا أو المكسيكي خافيير هيرنانديز «تشيتشاريتو»، في منافسته على مكانه في ريال مدريد، طوال المواسم الثلاثة الماضية.
وحتى مع عودة «موراتا»، عقب انتقاله إلى نادي يوفنتوس الإيطالي بحثًا عن المشاركة أساسيًا في صيف 2014، في الصيف الماضي، فضل الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني الحالي لريال مدريد، «بنزيمة» عليه، رغم الانخفاض الحاد في مستوى «بنزيمة» خلال الموسم الحالي.
وشارك «بنزيمة» خلال الموسم الحالي في 47 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالهم 19 هدف فقط، وصنع 9 أخريين لزملاءه، مقابل 20 هدف ل«موراتا»، في نصف عدد دقائق المشاركات التي شارك بها «بنزيمة» خلال الموسم الحالي.
على الجانب الآخر، عاش «هيجواين» قصة كفاح كبيرة مع نابولي، على مدار 3 مواسم، نجح خلالهم في إبراز قدراته التهديفية الكبيرة، حيث شارك مع فريق الجنوب الإيطالي في 147 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالهم 92 هدف وصنع 26 أخريين لزملاءه، ليقودهم للفوز بلقب كأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي.
وتجلت عظمة «هيجواين» مع نابولي خلال الموسم الماضي، الذي تمكن خلاله من تسجيل 36 هدف في الدوري الإيطالي فقط، ليسكر رقم السويدي جونار نوردال القياسي، كأكثر لاعب يسجل أهدافًا في موسم واحد بالدوري الإيطالي.
ومع رغبته في حصد المزيد من الألقاب، انتقل «هيجواين» إلى نادي يوفنتوس، في الصيف الماضي، في صفقة تاريخية بلغت قيمتها 90 مليون يورو، ليكون النجم الأرجنتيني بذلك هو أغلى صفقة شراء تقوم بها الأندية الإيطالية عبر التاريخ.
وواصل «هيجواين» تألقه مع يوفنتوس، حيث شارك في 54 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالهم 32 هدف وصنع 4 أخريين لزملاءه، ليساهم في فوز اليوفي بالثنائية المحلية، للموسم الثالث على التوالي، بالإضافة إلى التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا.
والآن، مع المواجهة الأولى التي ستجمعه مع ريال مدريد و«بنزيمة»، قد يسعى «هيجواين» أكثر من أي وقت مضى لإثبات الخطأ الذي وقع فيه «بيريز»، عندما تخلى عن خدماته، بالإضافة لإثبات نفسه كرأس حربة أفضل من المهاجم الفرنسي.