التقى وزراء البحث العلمي بالدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط في مالطة، لبحث تعزيز التعاون الإقليمي في المنطقة الأورومتوسطية، من خلال البحث والابتكار. وناقش الاجتماع دور البحث والابتكار في التصدي للأسباب الجذرية للهجرة، وتشجيع الوظائف والنمو في منطقة البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن برنامج الشراكة من أجل البحث والابتكار في المنطقة «PRIMA». وشدد الوزراء على الدور المحوري الذي يلعبه البحث والابتكار في التوصل إلى فهم الأسباب الجذرية للهجرة، مشجعين اتباع نهج منسق يشمل المنطقة لزيادة تنقل الباحثين والطلاب وإنشاء منصات مشتركة لجمع البيانات وتحليلها مع تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الأدوات الحالية. ودعا الوزراء إلى التعرف على حلول مبتكرة لإيجاد مزيد من الفرص للشباب، وبالتالي المساعدة على التصدي للتحديات الملحة الراهنة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مرحبين بالمبادرات الإقليمية النموذجية العديدة، وعلى رأسها الشراكة من أجل البحث والابتكار في منطقة البحر الأبيض المتوسط «PRIMA»، حيث ستساهم هذه المبادرة المتكاملة الجديدة في تجميع الموارد المعرفية والمالية لدى الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء المشاركة، بغية تعزيز الحلول الرائدة في مجال التوفير والإدارة المستدامين لإمدادات المياه والإنتاج المستدام للغذاء في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأعرب الوزراء عن دعمهم لإطلاق الدعوات الأولية لتقديم مقترحات في إطار «PRIMA»، في مستهل عام 2018، بعد الاعتماد الرسمي للقرار من قبل البرلمان الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي. كما تشمل المبادرات «بلوميد» المعنية بالبحث والابتكار من أجل الوظائف الزرقاء والنمو الأزرق في منطقة البحر الأبيض المتوسط، واشتمال بلدان الاتحاد من أجل المتوسط الأخرى في تنفيذها، وذلك على النحو المنصوص عليه في الإعلان الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط بشأن الاقتصاد الأزرق. وتوفر مبادرة «بلوميد» إطارا استراتيجيا مشتركا للعمل نحو جعل البحر الأبيض المتوسط مثمرا وقادرا على الصمود، تعرفه شعوبه حق المعرفة وتقدّره حق قدره، فهي مصممة على الاستفادة من الإمكانيات الكاملة للقطاعات البحرية والقطاعات المرتبطة بها من خلال هيكلة التعاون العابر للحدود الوطنية، بغية إيجاد فرص العمل الزرقاء وتشجيع وتحسين الرفاه الاجتماعي والازدهار المستدام والوضع البيئي في المنطقة والمناطق المحيطة بها. وقال فتح الله السجلماسي، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، إن التعليم العالي والبحث والابتكار يحتل صميم خارطة الطريق من أجل العمل للاتحاد من أجل المتوسط، التي اعتمدها وزراء الخارجية في يناير 2017، واكتسب تبادل المعرفة والتعاون العلمي ونقل التكنولوجيا أهمية أكبر من أي وقت مضى على الإطلاق في تعزيز التنمية البشرية وإيجاد فرص العمل والنمو الشامل للجميع والاستقرار في منطقتنا. ورحَّب الوزراء بانخراط الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط في المبادرات المقبلة، وحضوا على تشجيع أوجه التكامل بين جميع البلدان وأصحاب المصلحة، وتشمل المشاريع الرئيسية للاتحاد من أجل المتوسط في مجال التعليم العالي والبحث العلمي الجامعة الأورومتوسطية بفاس كمركز إقليمي جديد، يساهم في تنشيط التبادل العلمي والتعاون، فضلا عن تنقل الطلاب والأساتذة والباحثين ورواد الأعمال في المنطقة. ويرتكز الإعلان الوزاري الذي أُقر في فاليتا على الكثير من الالتزامات في مجالي البحث والابتكار التي تم تبنيها في مؤتمرات الاتحاد من أجل المتوسط الوزارية التي عقدت مؤخرا، ومن ضمنها المؤتمرات المعنية بالعمل والعمال، والبيئة وتغير المناخ، والمياه، والاقتصاد الأزرق. كما يعكس الإعلان أيضا الكثير من القضايا التي تناولها إعلان تونس الذي وقّع عليه الوزراء المسؤولون عن البحث والابتكار والتعليم العالي في بلدان «حوار 5+5» في 31 مارس 2017، الذين اعتمدوا برنامج عمل مجددا لتعزيز تعاونهم في هذه القطاعات في 2017-2018.