كريس هوتون وتوني بلوم.. صانعا معجزة برايتون «تقرير»

نجح نادي برايتون أند هوف ألبيون في التأهل للدوري الإنجليزي الممتاز، لأول مرة في عهد المسابقة، بعدما ضمن الفريق احتلال أحد المركزين الأول أو الثاني في دوري الدرجة الأولى، قبل نهاية المسابقة ب3 جولات، وهما المركزين اللذين يضمنان لصاحبيهما التأهل مباشرة إلى «البريميرليج» الموسم المقبل.
برايتون سيتواجد في الدوري الإنجليزي لأول مرة منذ 34 عامًا، حيث كان أخر تواجد للفريق في موسم 1983، ووقتها كانت الدرجة الممتازة تعرف بالدرجة الأولى.
ويعتبر المدرب الأيرلندي كريس هوتون، نجم نادي توتنهام الإنجليزي السابق والذي عمل أيضًا كمدرب مساعد للفريق لفترة طويلة، هو العقل المدبر لهذا الإنجاز.
«هوتون» تولى قيادة برايتون في ديسمبر 2014، وقام بالعديد من التعديلات في صفوف الفريق، سواء بتعديل طريقة اللعب، بالإضافة للتعاقد مع لاعبين حسنوا كثيرًا من شكل وأسلوب لعب الفريق، الذي تحول سريعًا إلى أحد الفرق المنافسة على التأهل إلى «البريميرليج»، فالفريق احتل المركز الثالث في نسخة العام الماضية من دوري الدرجة الأولى، بعد تساويه في النقاط مع نادي ميدلسبره، حيث حقق الفريق 89 نقطة، لكنه سقط في فارق الأهداف أمام ميدلسبره، وفشل في التأهل مباشرة ل«البريميرليج»، بعدما خسر دورة الترقي ضد نادي شيفيلد وينزداي، إلا أن ذلك لم يحطم أو يضعف معنويات الفريق، بل قررت إدارة النادي منح المدرب الأيرلندي عقد جديد لمدة 4 سنوات.
وأثبت «هوتون» أن عمله في الفريق بالفعل قد بدأ يجني ثماره، وهذا ما تم في الموسم الحالي، فعلى الرغم من تواجد الكثير من الفرق القوية صاحبة الخلفية التاريخية والإمكانيات المادية الكبيرة، مثل نيوكاسل وأستون فيلا، علاوة على قدوم مُلاك جدد أثروا العديد من الفرق الأخرى في المسابقة، مثل وولفرهمبتون ونوتنجهام فورست، إلا أن كل ذلك لم يمنع «هوتون» من قيادة الفريق لتخطي كل هؤلاء وضمان الوصول ل«البريميرليج» في الموسم القادم، المناسبة التي ستجعل الفريق رقم 48 الذي يشارك في البطولة، التي بدأ عهدها منذ موسم «1992-1993».
إلا أن «هوتون» لم يكن الملهم الوحيد لهذا النادي، فهناك أيضًا مالك النادي توني بلوم، الرجل الذي أعاد تأسيس الفريق، الذي كان قريب من التصفية في عام 1997، نتيجة الإفلاس والديون المتراكمة.
إلا أن «بلوم»، رجل الأعمال المحلي وإبن المدينة ومشجع كبير للنادي، قام بشراء النادي منذ 8 سنوات، وخلال هذه المدة أنفق ما يقارب من 250 مليون جنيه استرليني، أنشأ، من خلالها، ملعب الفريق الجديد «أميكس ستاديوم» «والذي يعرف أيضًا بملعب فالمر»، بالإضافة لمراكز تدريب وإعداد بدني، ليتحول الفريق، في 20 عامًا، من فريق قريب من النهاية إلى فريق ضمن أقوى وأكثر مسابقات الدوريات الأوروبية والعالم إثارة.. «البريميرليج».
أيضًا، يعود جزء كبير في تحقيق إنجاز برايتون إلى الحفاظ على قوام الفريق، وبالأخص بعد خيبة الموسم الماضي وتحطم أمال الفريق في الوصول ل«البريميرليج»، فوقتها أراد نجوم الفريق المغادرة، حيث تلقى المدافع لويس دونك عدة عروض من أندية الدوري الإنجليزي، كما حصل لاعب الوسط دالي ستيفنز على 6 عروض من نادي بيرنلي، المنافس بالدوري الإنجليزي الممتاز، للانضمام له، كما كان نجم الفريق وأفضل لاعب في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي هذا الموسم، الفرنسي أنطوني نوكيرت، هدفًا ثابتًا للعملاق نيوكاسل يونايتد، والذي ينافس أيضًا على العودة إلى «البريميرليج»، إلا ان إدارة النادي وشخصية المدرب المقنعة نجحت في الإبقاء على كل هؤلاء النجوم.
ولن «هوتون» يكون غريبًا عن «البريميرليج»، فبجانب عمله كمساعد مدرب في توتنهام، فقد سبق للأيرلندي وأن قاد نيوكاسل للفوز بلقب دوري الدرجة الأولى، ولعب معهم في «البريميرليج» «موسم (2010-2011)»، قبل أن تقرر إدارة النادي، مع بداية الموسم، انتداب المدرب ألان باردو.
كذلك عين «هوتون» كمدرب لنورويتش سيتي، وأمضى مع الفريق قرابة الموسمين «من صيف 2012 لإبريل 2014»، وتمكن في الموسم الأول من الإبقاء على الفريق وتحقيق نتائج جيدة أمام فرق عملاقة، مثل الفوز على ناديي أرسنال ومانشستر يونايتد، إلا أنه تعرض للإقالة في ثاني مواسمه مع الفريق.
«هوتون» تطور كثيرًا كمدرب بشهادة الكثير المحللين والمتابعين، وتجربته الناجحة مع برايتون، من انتشال الفريق من وضع سيء بجدول الترتيب لتخطي فشل وألم السقوط في المرحلة الأخيرة في الموسم الماضي إلى النجاح في الوصول إلى «البريميرليج»، تشهد على ذلك، ومع وجود رئيس محب للنادي ويسعى لتطوره بشكل كبير، فربما نشهد أداءً رائعًا من برايتون في أول مواسمه بالدوري الإنجليزي الممتاز.