الموسم الماضى لفورميولا-1 حاصرته الكثير من علامات الاستفهام والشكوك. كان الموسم متقلبا بشكل مثير للريبة، نفر بعض المشاهدين من متابعة البطولة ككل. وكما كتب أحمد بهاء الدين فى مقالة الأسبوعى العدد الماضى، بدى وكأن فوز السائقين يحدد بمبدأ «عشان أخوك مايزعلش» وكأنها محاولة لإرضاء الخواطر أكثر منها إظهار القدرات. ولكن بالطبع هذا لا يمنع أنه مهما تدخلت السياسات الخفية فى الرياضة، ستبقى الموهبة هى الهالة الأسطع حول أى من السائقين. وتنافسية روزبرج تعكس موهبته الجيدة فى القيادة. قد يجادل البعض فى استحقاق هاميلتون لبطولة العام الماضى، خاصة مشجعى زميله فى الفريق، نيكو روزبرج. هذا الموسم لم نسمع منهم أية تعليقات سوى تهليل على مواقع التواصل الإجتماعى بفوز السائق الألمانى -أخيرا- بلقب بطولة العالم. وقبل أن يتمكن الجميع من الاحتفال فعليا بفوز الألمانى المخضرم، صدم روزبرج وسط السباقات بأكمله بإعلانه قرار اعتزاله سلسلة فورميولا-1 كليا. وكأنه كان صامدا ليحقق فوزا واحدا ويثبت للعالم أن معدنه من معادن الأبطال. تلقى الخبر ردود فعل مختلفة لا شك، ولكن الألمانى تحدث للصحافة قائلا أن قراره جاء بعد الكثير من التفكير والمناقشات مع أقرب الأشخاص لحياته الشخصية، وأكثرهم تأثيرا فيها مثل عائلته وولف رئيس الفريق. الأمر الذى وجدناه غريبا بعض الشئ، خاصة أن من الطبيعى أن يحاول رئيس الفريق التمسك بالأبطال لأطول فترة ممكنة، وإقران اسمهم باسم الفريق طالما مازال لديهم المزيد لتقديمه، وروزبرج -نتوقع أنه- مازال لديه المزيد. التفسير الوحيد لمثل هذا القرار قد يكون له علاقة بالسلسلة الجديدة نسبيا، فورميولا-e. فنرى أن حركة السائقين، وانتقال جانب كبير من السائقين الجدد، أو المخضرمين من فورميولا-1 لفورميولا-e الكهربائية مثل سينا وبروست وفيزيكيلا والكثير من الأسماء الكبيرة الأخرى هى تطور طبيعى للرياضة التى من شأنها تشكيل صناعة السيارات فى الفترة القادمة. ولن نلوم الإدارات التى تحاول جذب انتباه المتابعين لما سيصب فى مصلحتهم فى النهاية حين يروا التكنولوجيا المستخدمة فى هذه السباقات حاليا فى سياراتهم خلال العقود القليلة القادمة. وفى تصريحه ذكر روزبرج أنه يشعر أن قرار انسحابه صحيح قائلا: «25 عاما فى السباقات، كان هدفى الوحيد أن أصبح بطل للعالم فى فورميولا-1. كل العمل الشاق والتضحيات التى قدمتها فى حياتى لخدمة هذا الهدف. لقد صعدت الجبل لقمته، أقوى ما أشعر به الآن هو أننى ممنون لكل من ساهم فى تحقيق هذا الهدف». اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة