انطلاق قمة العشرين ب«هانجتشو».. وترحيب صيني بمشاركة مصر

شهدت مدينة هانجتشو الصينية، اليوم الأحد، انطلاق قمة مجموعة العشرين، بحضور 26 رئيس دولة وحكومة يمثلون كبرى الدول الاقتصادية على مستوى العالم.
وتشارك مصر، اليوم، في الدورة الحادية عشرة لمجموعة العشرين لأول مرة في تاريخها، بدعوة من رئيس الصيني، شي جين بينج.
وتهدف قمم مجموعة العشرين إلى تنسيق السياسات الاقتصادية العالمية بين أقوى 20 دولة حول العالم، بجانب حضور كل من مصر وسنغافورة وإندونيسيا كضيوف شرف.
واحتفى الرئيس الصيني بمشاركة الرئيس السيسى، أثناء الاستقبال الرسمي قبل الجلسة الافتتاحية، وأثناء التقاط الصور الثنائية، كما حرص «بينج» على الاحتفاء بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث سارا سوياً خلال توجههما إلى قاعة القمة ودار بينهما حديث جانبي.
وشهدت لقاءات ما قبل القمة موقفاً طريفاً بين الرئيس الصيني والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عندما تبادل كل منهما الحديث بلغته دون مترجم لفترة طويلة نسبيًا أمام كاميرات التليفزيون، ما أدى إلى تعالي الضحكات داخل القاعة، واضطر الزعيمان إلى تبادل الابتسامات في النهاية.
وفي السياق نفسه، تبادلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، الحديث خلال توجههما إلى قاعة القمة، وحرص الرئيس الأمريكى براك أوباما التوجه إلى مقعد محمد بن سلمان، ولي ولي عهد المملكة، لمصافحته والتحدث إليه في أذنه.
وشهدت أروقة القمة زيادة حدة الخلاف بين الجانبين الصيني والأمريكي بعد الاستقبال الذي وصفه مكتب أوباما بأنه «سيئ، ولا يليق بالرئيس الأمريكي»، حيث لم تستقبل السلطات الصينية الرئيس أوباما عبر السلالم الرئيسية في مطار هانجتشو، ولم تضع سجادة حمراء ليسير عليها، كما هو متعارف عليه بروتوكولياً.
وشهدت القمة مشاجرة بين مسؤول صيني رفيع المستوى والوفد الأمريكي المرافق لأوباما، على القمة، بعد أن صرخ المسؤول الصيني في وفد البيت الأبيض والصحفيين المرافقين لأوباما قائلًا: «تراجعوا إلى الوراء.. هذه أرضنا وهذا مطارنا».
واحتجز المسؤول الصينى أعضاء وفد البيت الأبيض لفترة قصيرة، ومن بينهم سوزان رايس، مستشار أوباما لشؤون الأمن القومي، ونائبها بن رودس، واستمرت الخلافات بين الطرفين، حتى صباح اليوم، بشأن عدد المسؤولين والصحفيين الأمريكيين الذين سوف يُسمح لهم بالاشتراك في اجتماعات قمة العشرين.
من جانبها، أصدرت الخارجية الصينية بيانًا، عبر وكالة «شينخوا» الرسمية، رفضت فيه تصريحات الرئيس الأمريكي ضد الصين قبل انطلاق القمة بتعمد إظهار عضلاتها، وقوتها في المنطقة.
وافتتحت قمة العشرين أعمالها بكلمة الرئيس الصيني، الذي أكد أن الاقتصاد العالمى وصل إلى منعطف دقيق، موضحا أن المجتمع الدولى له توقعات بالنسبة لقمة مجموعة العشرين ويضع الآمال الكبيرة على القمة.
وأشار إلى أن العالم يريد من القمة توفير الحلول التي تعالج المظاهر والأسباب الجذرية للمشاكل الاقتصادية العالمية، داعيا القمة إلى التوصل لتنمية اقتصادية شاملة متوازنة ومستدامة.
وتعقد القمة الحادية عشرة لمجموعة العشرين تحت عنوان «نحو بناء اقتصاد عالمى إبداعي ونشط ومترابط وشامل»، ويتضمن جدول أعمالها العديد من القضايا المهمة من ضمنها رسم مسارات جديدة للنمو والحوكمة العالمية الاقتصادية والمالية الفعالة، ودعم التجارة والاستثمار الدوليين، وتحقيق التنمية العالمية الشاملة والمتوازنة.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، إمكانية عقد لقاء سريع بين الرئيسين الروسي ونظيره الأمريكي، على هامش قمة العشرين، موضحا أنه ليس من المقرر عقد اجتماع كامل ومنفصل بين بوتين وأوباما، ولكن يمكن الافتراض مع احتمال كبير أن يتبادل الرئيسان الحديث واقفين بشكل خاطف، مشيرا إلى أن تبادل وجهات النظر يفترض أن يحصل سواء كان بشكل معمق أو غيره، متوقعا أن يناقشا الوضع في سوريا حال عقدا لقاء بينهما.
وشهدت القمة عدة لقاءات ثنائية بارزة، أبرزها لقاء رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، التى تُعد القمة أول مشاركة خارجية لها مع الرئيس الروسى، حيث سيطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى على اللقاء، وأشارت «ماي» إلى أن بلادها تواجه بعد مغادرتها الاتحاد الأوروبي العديد من التحديات، وأنها ستبذل كل ما بوسعها لمواجهتها.
وقال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، إن الدول تحتاج إلى السلام والتنمية والوقوف جنبًا إلى جنب، والأمم المتحدة تدعم الجميع، وستواصل دعمها إلى جميع الدول العربية لحين تحقيق السلام.
وأضاف في مؤتمر صحفى، اليوم، أن الدول يجب أن تعمل سويًا لحل المشاكل التي يشكلها الفقر، وتقف جميعًا في مواجهة الصراع في ليبيا ولبنان وسوريا والسودان وحل مشاكل الفقر بها، مؤكدًا أنه يجب هزيمة الفقر والتغلب على هذه الصراعات بعد ترك المواطنين وهجرتهم من منازلهم.