صباحاً، لاحظ «أحمد إسماعيل» أن علبة سجائره الأخيرة أوشكت على النفاد، لم تعد تلك بالمشكلة الهينة، فالرجل- الذى يعمل محاسبًا بأحد البنوك- يضطر للسفر لأكثر من 30 كيلومترا لجلب سجائره الأجنبية المفضلة من أحد المحال الكبرى الموجودة بفرع محطة بنزين شهيرة على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوى. لأكثر من شهر، ضربت أزمة حادة سوق السجائر، وغابت عن محلات بيعها عدة أصناف شهيرة منها، بسبب حديث الحكومة عن مشروع القيمة المضافة التى سترفع أسعار بعض السلع، ما دفع التجار لشراء كميات كبيرة من السجائر وتخزينها تمهيدًا لبيعها بعد رفع السعر، وبحسب محمد عثمان، رئيس الشركة الشرقية للدخان، فإن عمليات الشراء أدت إلى تآكل الأرصدة الاستراتيجية من السجائر، بسبب الفجوة التى صنعتها بين الإنتاج والمبيعات، وبينما يؤكد «عثمان» أن التجار يبيعون السجائر بزيادة 20 إلى 30%، وصلت الزيادات الفعلية فى الأسواق إلى أكثر من 40%. «المصرى اليوم» رصدت أسعار السجائر فى الأسواق خلال جولة قامت بها على مدار يوم كامل، لتجد أن أسعار سجائر «ميريت» المستوردة وصلت إلى 32 جنيهًا للعلبة الواحدة فى أكشاك السوق السوداء، رغم أن سعرها الرسمى 23 جنيها، بزيادة قدرها 9 جنيهات، بنسبة حوالى 39%، فيما ارتفع سعر علبة سجائر ملبورو الأحمر إلى 36 جنيهًا للعلبة الواحدة، بزيادة قدرها 14 جنيها– حوالى 60%- أما عن السجائر المحلية فوصل سعر علبة الكليوباترا البوكس إلى 12 جنيها مقابل 11 جنيها والكليوباترا سجل إلى 11 جنيهًا مقابل 10 جنيهات. إبراهيم إمبابى، رئيس شعبة الدخان التابعة لغرفة الصناعات الغذائية، قال إن الشركات لم ترفع أسعار بيع السجائر حتى الآن، إلا أن غريب محمد، صاحب أحد الأكشاك، يقول ل«المصرى اليوم» إن المندوبين الرسميين المسؤولين عن بيع السجائر لتجار الجملة يرفعون سعرها، ويضيف: «وده بيخلى التاجر يرفع السعر عليا، وأنا برفع السعر على الزبون». تظهر إحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد المدخنين فى مصر يبلغ 14 مليونا و600 ألف مدخن، ويمثلون نحو 17% من إجمالى أعداد المصريين الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر، وتقدر حجم تجارة منتجات التبغ ب13 مليارا و200 مليون جنيه سنويا. محمد إسماعيل لجأ إلى السجائر المهربة: «أرخص من المحلى ب4 جنيهات.. وأهم حاجة إنى بلاقيها وقت ما بحتاج». أزمة المُهرب فى كونه غير خاضع للرقابة، حسب رئيس شعبة الدخان، الذى قال إن خسائر الدولة تصل ل 20 مليون جنيه يوميًا بسبب تخزين السجائر وعدم بيعها بالسعر الرسمى.
