حتى تختفى مشاهد الفوضى والعشوائية

الزميل والصديق العزيز زياد أحمد فؤاد له فكرة رأيتها جميلة ورائعة وضرورية أيضا.. لا أكتب عنها هنا الآن من باب المجاملة أو الهرب من عناء البحث عن أفكار وكلمات جديدة.. إنما أكتب عن فكرة زياد التى تأتى فى أوانها ووقتها.. فكرة تتمثل فى استخراج بطاقات ممغنطة للصحفيين أصحاب الحق فى حضور مباريات الكرة التى بدون جمهور.. حيث كل بطاقة تتضمن كل المعلومات الأساسية عن صاحبها، ولا يمكن بدون هذه البطاقة عبور البوابات الإلكترونية التى سيجرى تزويد الملاعب بها.. وأستأذن زياد فى أن أضيف إلى الصحفيين كل أعضاء مجالس إدارات ومسؤولى الأندية المشاركة فى مسابقة الدورى وكل مسؤولى ومراقبى اتحاد كرة القدم وأعضاء مجلس إدارته.. ولأن احتمال عودة الجماهير للملاعب لايزال أمرا مؤجلا نتيجة الظروف الأمنية والارتباك الاجتماعى والإعلامى والأخلاقى.. ولأن الموسم الجديد سيبدأ على الأرجح تماما كما انتهى الموسم الماضى.. فإننا بفكرة هذه البطاقات نملك فرصة رائعة لبروفة أخيرة قبل عودة الجماهير للملاعب.. فنحن لدينا عدد قليل ممن سيحملون هذه البطاقات.. وهؤلاء إما مسؤولون أو صحفيون لا ينوون إثارة الشغب أو ممارسة العنف فى الملاعب.. يأخذ كل منهم بطاقته ويدخل بها أى ملعب كرة من تلك التى تستضيف مباريات الدورى الممتاز بشرط مروره من البوابات الإلكترونية التى يجرى وضعها فى كل الملاعب، تمهيدا لعودة الجمهور لاحقا.. وسيصبح ذلك هو أول خطوة لإعادة الانضباط الحقيقى والنظام الصارم إلى ملاعبنا.. فعند تطبيق هذا الاقتراح، بشكل جدى وحقيقى وصحيح، سيختفى أولا هذا التناقض الفاضح الذى نشهده فى كل مباراة رسمية فى الدورى مفترض أنها بدون جماهير، ورغم ذلك نرى الجماهير فى المدرجات بهتافاتها وأعلامها.. ستتوقف أيضا كل المجاملات الصارخة وولع المسؤولين ورجال الأمن بدعوة أصدقائهم وأقاربهم للفرجة على المباريات فى ملاعب ممنوعة من استقبال أى جماهير.. وطيلة الفترة التى ستبقى خلالها مباريات الدورى الممتاز بدون جمهور ستكون لدينا الفرصة للتجربة والمحاولة وإجبار كل الأطراف على الالتزام.. فلا أحد سيدخل أو يتواجد فى أى ملعب بدون وجه حق أو مبرر.. ولا ضابط شرطة أو حتى ضابط جيش سيملك وقتها الحق فى فتح أى باب لمن يريد مجاملته أو الاستعراض أمامه بما يملكه من سلطة ونفوذ ووجاهة.. ولا صحفى أو إعلامى سيصرخ وقتها مطالبا بالدخول وهو لا يملك بطاقة باعتبار أن الإعلام فى بلادنا غالبا فوق القانون.. وبعد الاطمئنان والتأكد من نجاح هذه التجربة فى مرحلتها الأولى يمكننا البدء فى المرحلة الثانية، وهى مباريات المنتخب والأندية المشاركة أفريقياً بأعداد محددة مسبقا لدخول الملاعب.. ووقتها يمكن أيضا إصدار تذاكر ممغنطة لهذه الجماهير وبيعها إلكترونيا لتختفى بذلك كل المشاهد القديمة المتكررة قبل كل مباراة مهمة من زحام وتدافع وشجار ووساطات ومجاملات وسوق سوداء.. مشاهد تبقى طوال الوقت تفضح عجزنا وعشوائيتنا وفوضويتنا، لأن الحكاية ليست مجرد لعب الكرة والفرجة عليها.. إنما هى قدرتنا على تنظيم أى حدث واحترامنا لكل قانون ونظام.
مقالات متعلقة
* عفواً معالى وزير الرياضة
* الرياضة.. وحديث الرئيس
شاهد أخبار الدوريات في يوم .. اشترك الآن