حقق المنتخب الألباني انتصارًا تاريخيًا على حساب المنتخب الروماني في مباراة قوية مليئة بالفرص والندية من الطرفين، نجح خلالها المنتخب الألباني في انتزاع أول فوز له في تاريخ مشاركاته في مسابقة اليورو، وتشبث بأمل الوصول لدور ال16، في انتظار انتهاء مباريات المجموعات ال5 الأخرى، للوقوف على وضع الفريق النهائي وإمكانية وصوله ضمن أفضل 4 ثوالث في البطولة. وودعت رومانيا البطولة بشكل مخيب، بعد أن قدم الفريق أداءً مميزًا في المباراتين السابقتين، لكن سقوطه في المباراة الأخيرة جاء بشكل مستحق وعادل، كون المنتخب الألباني هو من رغب أكثر في الفوز خلال ال90 دقيقة. أبرز نقاط المباراة نستعرضها معكم في السياق التالي: ساديكو يدخل التاريخ حفر مهاجم منتخب ألبانيا ونادي إف سي فادوز «ليختنشتاين»، أرماندو ساديكو، اسمه بأحرف من ذهب في سماء الكرة الألبانية وتاريخ مسابقات اليورو، كونه أول لاعب يسجل هدفا لمنتخب بلاده في البطولة. هدف ساديكو كان مميزًا، أول هدف في تاريخ ألبانيا في مسابقات اليورو، وهو هدف أول فوز لألبانيا في البطولة، وأيضًا قد يكون هدف التأهل لدور ال16، في حال خدمت نتائج المباريات المقبلة في المجموعات الأخرى المنتخب الألباني، ووضعته من بين أفضل 4 ثوالث وأهلته لدور ال16. هذا الهدف الذي أعطى الفوز لألبانيا على رومانيا، ليكون الأول منذ 68 عامًا، إذ يعود آخر فوز لألبانيا على جارتها في منطقة البلقان إلى سنة 1948. تاتاروسانو يتسبب في هدف آخر تاتاروسانو، حارس مرمى المنتخب الروماني ولاعب نادي فيورنتينا الإيطالي، لم يحظ بأفضل فتراته في يورو 2016، فبعد أن كان الحارس هو السبب في قبول فريقه الهدف الأول في مباراة الافتتاح أمام فرنسا، عاد الحارس وكرر هفوته بارتكاب خطأ ساذج في الخروج من مرماه دون مبرر وقبول هدف من المنتخب الألباني، كان هو هدف المباراة الوحيد ووداع رومانيا للبطولة بشكل رسمي. تاتاروسانو قدم بعض اللمحات الجيدة في المباراة السابقة ضد المنتخب السويسري، وكان سببًا مهمًا في صمود منتخب بلاده وحصولهم على نقطة، لكنه لم يقم بنفس الدور في هذه المباراة المهمة أمام المنتخب الألباني وتسبب خطؤه في إقصاء المنتخب الروماني من البطولة وانتهاء رحلتهم في فرنسا. الكرة تكافئ الشجاعة في مباراتيه السابقتين، نال المنتخب الألباني إشادة الجميع، سواء محللين أو متابعين للبطولة، وذلك بعد أدائه البطولي ب10 لاعبين أمام المنتخب السويسري والهزيمة بهدف يتيم، ثم أدائه الكبير في مباراته ضد فرنسا وصموده للحظات الأخيرة قبل أن يسقط بهدفين، كل ذلك جعل الجميع يشيد بهذا الفريق البطل الذي لا يمتلك إمكانيات أو تجهيزات ولا الخلفية التاريخية مقارنة بباقي فرق المجموعة، لكنه كان الند للجميع في مبارياته بالبطولة، وفي النهاية نال فوزًا مستحقًا أمام منتخب قوي شكّل عقدة بشكل عام للمنتخب الألباني في 68 عامًا سابقًا لم ينجح في تحقيق أي انتصار عليه. ألبانيا قدمت مباراة تكتيكية مميزة بفضل توجيهات المدرب الإيطالي دي بياسي الذي أثرى الفريق فنيًا بشكل واضح بالتزام دفاعي قوي تمكن الفريق من خلاله من استقبال 16 محاولة تسديد من المنتخب الروماني، فقط 3 هم من وصلوا مرمى الحارس بيرشا الذي نجح في التعامل معهم، بينما برعوا هجومياً في تنفيذ الهجمات المرتدة التي من خلالها سجل الفريق هدفه الوحيد وأضاع العديد من الفرص التهديفية المحققة التي وصلت إلى 12 فرصة تهديفية غير الهدف. ألبانيا استحقت فوزها التاريخي، وتنتظر خدمة من باقي فرق المجموعات الأخرى بتقديم نتائج تتيح لها التواجد في دور ال16، بعد أن قدمت أداءً بطوليًا تستحق عليه التواجد في الأدوار القادمة من البطولة.
