أعلنت الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب، اليوم الثلاثاء، أنه تم طرح جهاز في مصر يحمل تكنولوجيا متطورة لحقن دواء مرضى «التصلب المتعدد» لضمان تناوله بانتظام وبشكل آمن. وقال الدكتور فاروق طلعت، أستاذ أمراض المخ والأعصاب كلية طب جامعة الاسكندرية وأمين عام الجمعية المصرية للتصلب العصبي المتعدد، إنه سيتم صرف الجهاز الجديد لحقن مرضى «أم أس» مجاناً بالتأمين الصحي وعلى نفقة الدولة قريباً. ويقدم الجهاز، الذي سيتم توزيعه لكل مريض من المرضى، تقرير للطبيب المعالج عن أوقات الحقن واكتمال الجرعة مما يسهل على الطبيب اتخاذ قرار بإجراءات أو فحوصات لازمة لرعاية طبية أدق، ويتم ضبط الجهاز طبقا لإحتياجات كل مريض على حدة، حيث يمكنه التحكم في سرعة وعمق الحقن، كما يقوم الجهاز بتنبيه المريض بأيام وأوقات الحقن. جاء ذلك خلال اليوم العلمي الطبي الذي اقيم اليوم الثلاثاء، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لاكتشاف مرض التصلب المتعدد، وقد أظهرت نتائج دراسة حديثة شملت ألف مريض تصلب متعدد استخدموا الجهاز أن 97% من المرضى أتموا جدول الحقن الخاص بهم، وترتب على ذلك تأثير مهم جداً على التحكم في المرض والسيطرة عليه مما يجنبهم الإصابة بالعجز في المستقبل القريب. ويقول الدكتور هاني عارف أستاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية طب جامعة عين شمس وسكرتير عام شعبة التصلب المتعدد بالجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب إن الدراسات أثبتت أن 50% من مرضى التصلب المتعدد- البالغ عددهم نحو 300 ألف مريض- يتناولون الدواء بإنتظام، لأسباب مختلفة من بينها النسيان، أو عدم الرغبة في الحقن نظرا لأن معظم أدوية المستوى الأول لعلاج مرض أم اس تعتمد على الحقن، وغالبا المرضى لا يرغبوا في الحقن. وأوضح أن عدم تناول الدواء بإنتظام يحرم المريض من تحقيق الغرض المرجو من العلاج وهو تجنب الإصابة بعجز جزئي أو كلي بعد عدة سنوات، كما أن المعلومات الدقيقة عن المريض وانتظام علاجه مهم بالنسبة للطبيب لاتخاذ القرار الصحيح في مدى فاعلية الدواء، وما أذا كان يحتاج إلى تغييره أو الاستمرار عليه. وقال إنه نظرا لأهمية انتظام تناول الأدوية في مرض التصلب العصبي المتعدد تم ابتكار جهاز يشمل العلاج لمدة أسبوع في خرطوشة واحدة ويتم وضعها بداخله، ويقوم المريض بحمله، ويحتوي الجهاز على كمبيوتر صغير لتسجيل توقيت تناول الدواء من عدمه، وفي نفس الوقت يسهل عليه طريقة الحقن لأن الأبرة صغيرة جدا وموضوعة في تجويف غير مرئي للمريض حتى لا تسبب له أزعاج، ويمكنه التحكم في قوتها وعمقها، وفي نفس الوقت نظرا للتكنولوجيا الذكية يمكن للجهاز بتذكير المريض بالجرعة الدوائية وتسجيل موعد تناولها بدقة، وتوصيل تلك المعلومات للطبيب المعالج بحيث يقوم بتسجيل المعلومات الخاصة بكل مريض، لاتخاذ قراراته الصحيحة لصالح المريض. وأضاف بأن الدراسات أثبتت أن التغير والتطور الطبيعي للمرض بدون علاج، يترتب عليه استعمال المريض عكاز بعد 5 سنوات تقريبا، وبعد 15 سنة غالبا يحتاج إلى كرسي متحرك، وبعد اكتشاف علاجات المرض أصبح معظم المرضى يتعايشون مع المرض 15 و20 سنة ولا يصلوا إلى مرحلة استخدام العكاز، وبالتالي يوفر الجهاز وسيلة سهلة تضمن تناول المريض للدواء.. حتى لا تحدث إعاقة بعد 15 أو 20 سنة. من جانبه، يقول الدكتور فاروق طلعت، أستاذ أمراض المخ والأعصاب كلية طب جامعة الاسكندرية وأمين عام الجمعية المصرية للتصلب العصبي المتعدد، إن مرض التصلب العصبي المتعدد يحصل على اهتمام كبير عالميا ومحليا لأنه وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية يصيب 30 شخصاً من كل 100 ألف ما بين سن العشرين والأربعين عاما، وهي الفترة الإنتاجية في حياة الإنسان، وفي حالة عدم تشخيص وعلاج المرض بشكل صحيح غالبا يؤدي إلى نسبة عجز قد تصل إلى استخدام كرسي متحرك بعد عدد من السنوات. وأوضح أن مرض التصلب المتعدد يأتي على شكل نوبات ويؤثّر على النظام العصبي المركزي، ويمكن أن يتسبّب في العديد من الأعراض إذا أهمل المريض العلاج، من بينها، اضطرابات بصرية، ضعف في العضلات، صعوبات في التوافق العصبي والقدرة على الكلام، وكذلك يسبب أيضا ضعف في الحركة، وقد يؤدي إلى عجز كامل عن الحركة في الحالات الأكثر حدة. وأضاف أن هناك تطورا كبيرا في علاج مرض التصلب المتعدد- الذي يصيب الإنسان في الفترة العمرية ما بين 20- 40 عاما- وأشار إلى أن الدولة ممثلة في التأمين الصحي ونفقة الدولة أصبحت تقوم بصرف العقاقير باهظة التكلفة للمرضى مجانا، لافتا إلى أنه سيتم صرف الجهاز الجديد لحقن مرضى «إم إس» مجانا بالتامين الصحي ونفقة الدولة قريبا.
