أكد مجلس الأمن، في بيان بالإجماع، أنه لا يعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان السورية المحتلة، وذلك ردا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، الذي زعم، في منتصف إبريل الجارى، أن «الهضبة ستبقى إلى الأبد تحت سيادة إسرائيل»، خلال اجتماعه بحكومته لأول مرة في الجولان، وهو ما أدانته الجامعة العربية والاتحاد الأوروبى. وأعربت الدول ال15 الأعضاء في المجلس، مساء أمس الأول، عن «قلقها إزاء التصريحات الإسرائيلية، وأكدت أن «وضع الجولان يبقى بدون تغيير»، بحسب رئيس المجلس، السفير الصينى ليو جيى، وأضاف أن قرار إسرائيل فرض قوانينها وولايتها القضائية ونظامها الإدارى على هضبة الجولان السورية المحتلة «باطل ومُلغَى وليس له أي أثر بموجب القانون الدولى»، مشيرا إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولاسيما القرارين 242 و338. وأضاف أن المجلس أكد ضرورة إجراء مفاوضات لإحلال السلام الدائم والعادل والكامل في الشرق الأوسط، وقال إن المجلس يدعم ترتيبا من خلال التفاوض لحسم قضية الجولان، حيث يعيش نحو 23 ألف إسرائيلى مثلهم من الدروز والعرب السوريين. وكان المجلس أصدر القرار 242 في نوفمبر 1967، والذى دعا إلى احترام سيادة الدول على أراضيها وإقرار مبادئ سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، بينما صدر القرار 338 في 22 أكتوبر 1973 ودعا إلى وقف إطلاق النار على جميع جبهات الحرب والبدء فورا في تنفيذ القرار السابق رقم 242 بكل بنوده. من جهته، رفض مندوب إسرائيل الدائم لدى الأممالمتحدة، السفير دانى دانون، بيان المجلس، وقال: «مجرد أن يعقد مجلس الأمن اجتماعا حول الموضوع إنما يتجاهل بذلك الحقائق في منطقة الشرق الأوسط، بينما الآلاف من الناس يذبحون في سوريا والملايين من المواطنين أصبحوا لاجئين، اختار مجلس الأمن التركيز على إسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط»، على حد زعمه، وأضاف: «من المؤسف أن الأطراف المعنية تحاول استخدام المجلس لانتقادات غير عادلة توجهها إلى إسرائيل». وأعربت منظمة التعاون الإسلامى عن إدانتها بأشد العبارات قيام الحكومة الإسرائيلية بعقد جلستها الأسبوعية في الجولان المحتل، وما تلاها من تصريحات لنتنياهو، ودعت المجتمع الدولى إلى تحمل مسؤولياته في إلزام إسرائيل بالانسحاب من الجولان العربية وجميع الأراضى العربية المحتلة، بما فيها الأرض الفلسطينية، ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية. وتوجد بعثة سلام تابعة للأمم المتحدة في الجولان، وتأسست في 1974، وتقوم بمراقبة خط الهدنة الذي يفصل الإسرائيليين والسوريين منذ حرب 1973، واضطرت القوة للانسحاب من عدد من المواقع من الجولان بسبب المعارك بين العناصر المسلحة والحكومة السورية في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 5 أعوام، وأطلق النار على جنودها وتعرضوا للخطف على أيدى متشددين أكثر من مرة.
