يواجه السويسري جاني إنفانتينو، تحديات صعبة خلال المرحلة المقبلة بعد فوزه برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، خلفاً لمواطنه سيب جوزيف بلاتر، الذي تمت إقالته في شهر يونيو الماضي على خلفية قضايا فساد كثيرة متورط فيها خاصة فيما يتعلق بإسناد تنظيم بطولتي كأس العالم 2018 و2022 إلى روسيا وقطر على الترتيب. ونجح إنفانتينو، مساء الجمعة، في حسم المنافسة مع البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم على رئاسة الفيفا بفارق 27 صوتاً في الجولة الثانية، بعد أن كان الفارق بينهما 3 أصوات فقط في الجولة الأولى، ولكن أصوات الأمير علي بن الحسين الذي حصد 27 صوتاً في الجولة الأولى كان لها دورها الكبير في ترجيح كفة السويسري خاصة أن الأمير علي حصد 4 أصوات فقط في جولة الإعادة. وترصد «المصري اليوم» في هذا التقرير هذه التحديات الستة الصعبة: 1- القضاء على الفساد وسيصطدم إنفانتينو في بداية مهمته بتركة ثقيلة تركها لها بلاتر، متمثلة في الصورة السلبية التي صارت مرتبطة ب«فيفا» من حيث أنها منظمة فاسدة ومليئة بالمرتشين ، وتسند تنظيم البطولات إلى بعض الدول بناء على ما تدفعه هذه الدول بشكل خفي لمسؤولي هذه المنظمة. ووعد إنفانتينو، بأنه سيقوم بحملة إصلاحات واسعة وتطهير من أجل إعادة الشفافية والنزاهة لدولة كرة القدم العالمية، وبدء تطبيق حزمة الإصلاحات التي أقرها الاتحاد الدولي للعبة في جمعيته العمومية «كونجراس فيفا» الذي سبق الإنتخابات. وتتضمن هذه الإصلاحات التي تهدف لإعادة القوة لكرة القدم وضع قيود على استمرار كبار المسؤولين في «فيفا» بمناصبهم لفترة تتجاوز 12 عاما «ثلاث فترات» والكشف عن تفاصيل رواتبهم ومكاسبهم المالية ومنح النساء فرص أفضل. ووفقاً لعدد من التقارير العالمية فإن إنفانتينو سيقدم إقرار الذمة المالية الخاص به خلال الأسبوع الجاري قبل بدء مهمته رسمياً مع «فيفا». 2- توفير المليارات أما ثاني المشكلات التي ستواجه إنفانتينو فستتمثل في تنمية موارد الإتحاد الدولي من أجل تنفيذ وعد المنحة الذي فرضه على نفسه خلال حملته الإنتخابية واجتماعاته مع الدول الأعضاء في «فيفا». وكان انفانتينو قد وعد بمنح كل اتحاد مبلغ 5 ملايين دولار مع منح كل اتحاد قاري 40 مليوناً كذلك من أجل تطوير كرة القدم ، وهو ما يعني حاجته فوراً لأكثر من ملياري دولاراً سيكون مطالباً بسدادها. ورد المرشح السويسري بأن هذه النقطة ليست مشكلة، وقال: «اذا كان الفيفا يدر عائدات تقدر بخمسة مليارات، لا يعقل أن يقدم مليارين لمساعدة الاتحادات، فأموال الفيفا هي أموال الاتحادات الوطنية، والفيفا يجب أن يعمل على تطوير كرة القدم من هذه الأموال، وعندها العالم يجب أن يكون ممتنا لنا». ولكن إنفانتينو سيصطدم بحقيقة تراجع عائدات دخل «فيفا» في آخر عامين بسبب قضايا الفساد وهو ما دفع عددا من الرعاة للانسحاب من رعاية الاتحاد والخروج من الصورة. 3- تمكين المرأة والشباب كما سيكون إنفانتينو مطالباً بتنفيذ برنامجه الانتخابي الخاص بتطوير اللعبة وتغيير قيادات "فيفا" ، وتعيين مزيج من النساء والشباب وغير الأوروبيين في المنظمة الدولية الغارقة في الفساد، وكذلك تعيين أمين عام لفيفا من خارج القارة الأوروبية. 4- مونديالا روسيا وقطر كذلك يواجه إنفانتينو تحدي كيفية التعامل مع ملف مونديالي روسيا 2018 وقطر 2022 مع كل شُبَه الفساد المفترضة التي أحاطت بهما وهل ستظهر مستجدات وضغوطات جديدة. وحتى لو لم تضطر الظروف إنفانتينو للتعامل مع شبهات الفساد المفترضة بخصوص ملفي البلدين، فإن هنالك نقاطا شائكة أخرى ستكون بانتظاره تتعلق بتنظيم البطولتين والانتهاء من كافة الترتيبات في موعدها خاصة بالنسبة لروسيا وما تعانيه من مشكلات على الصعيدين الاقتصادي والأمني، من حيث نزاعها مع أوكرانيا ومدى تأمين البطولة في ظل هذه المعطيات. 5- الكرة الذهبية كما سيكون إنفانتينو مطالباً بإنهاء الأزمة والإنتقادات حول آلية منح جائزة الكرة الذهبية منذ تم دمجها مع جائزة «فرانس فوتبول» لأفضل لاعب في العالم ، وعدم وجود معايير محددة للاختيار فضلاً عن الاتهامات بشأن التلاعب في التصويت للاعب على حساب آخر في السنوات الماضية. وكانت تقارير عالمية قد أكدت مؤخراً أن الجائزة لم تعد تهتم بالمستوى الفني، بل صارت عبارة عن جائزة يديرها التسويق والرعاة والدعاية وغيرها. 6- وصمة «ابن النظام» وآخر المشكلات التي ستواجه إنفانتينو وقد تكون أهمها هى التخلص من صفة «ابن النظام» التي سيكون مطالباً بمحوها تماماً خاصة أن المساعد والتلميذ النجيب لبلاتيني أحد أكبر المتورطين بالفساد، كما عمل لفترة طويلة مع الثعلب العجوز بلاتر أيضاً وهو سويسري مثله ويرى البعض أنه عاصر فساد «فيفا» وعلى دراية كبيرة به .