ممدوح عبد العليم.. خريج «العلوم السياسية» الزاهد في «سينما البهلوانات»(بروفايل)

من ينسي علي سليم البدري في «ليالي الحلمية»، رفيع سلطان العزايزي في «الضوء الشارد»، حربي في «خالتي صفية والدير»، حمص وزوجته «حلاوة» في «سمع هس»، فتح الله الحسيني، في «المصراوية الجزء الثاني» وجملة «يا بوليس يا شرطة.. مبيعرفش يوجفها»، رامي في «بطل من ورق»، علامات في تاريخ السينما والتليفزيون، ارتبطت دائما باِسم الفنان ممدوح عبد العليم، الذي رحل مساء الثلاثاء، منهيًا مسيرة 40 عامًا من التمثيل.
لمع نجم عبد العليم، المولود 1956، بقرية سنتريس، مركز أشمون، بمحافظة المنوفية، في التليفزيون، منذ طفولته «رضا» في مسلسل «الجنة العذراء» عام 1970، وعمره لم يتجاوز 14 عامًا.
وبرز نجما تليفزيونًا، متجددًا ومتنوعًا في الأدوار التي قدمها على الشاشة الصغيرة، إلا أن حظه السينمائي، لم يكن على نفس مستوى التأثير والنجاح، بحسب النقاد.
يرفض وصف امتناعه عن التمثيل في السينما ب«الفشل»، منذ أخر أعمالة «رومانتيكا» 1996، و«فل الفل» 2000، إذ يقول في أحد حوارته الصحفية: «قدمت عشرة أدوار مهمة، وتاريخ الفنان في السينما قد يبنى على أداء شخصية واحدة، مثل دور محمد أبو سويلم للفنان القدير محمود المليجي في فيلم الأرض للمخرج يوسف شاهين.. ولست مضطرا إلى الابتذال في السينما ولقد أخذت موقفا بمحض إرادتي، وهو أن لا أشارك في أي عمل فيه اسفاف حتى لا تكون هناك نقطة سوداء تحسب عليّ، ولا أجد نفسي إلا بالتلفزيون حاليا لأننا جميعا مسلوبو الإرادة في السينما، ولا أنكر بعض الأفلام الجيدة التي قدمتها من بطولتي للسينما مثل «بطل من ورق» و«سمع هس».
ويضيف «عبدالعليم»، «المشكلة الآن أن السينما أصبحت سلعة وصناعة! والفنان فيها مسعر ويساوي كذا من المال، وأنا لا يمكنني ان أكون مجرد سلعة، ولابد من وضع خطط للتغلب على هذه الأزمة، وإلا لن يكون هناك مستقبل سينمائي جيد لأبناء جيلي أو أي جيل آخر».
لم تمنعه موهبته الفنية المبكرة، من التفوق الدراسي، إذ تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
80 عملًا فنيًا بين الدراما والسينما والمسرح، شارك فيها عبد العليم صاحب ال60 عامًا، منذ بدايته في السبعينات، من «بكر» الابن المدلل للفتوة «سليمان الناجي» المبدد لثروة والده في «الحرافيش»، إلى «حسين وهدان» الجامعي اليساري، صديق المجند أحمد سبع الليل، والذي تؤدي وفاته إلى تحولات جذرية في طريقة تفكير ذلك العسكري البسيط.
الظابط يوسف في كتيبة الإعدام، وحتى إعلانه اعتزال السينما عام 2000، مصرحاً ب«اعتزلت سينما البهلوانات»، حسب وصفه في حوار صحفي.
وفي الدراما ، تبقي «ليالي الحلمية»، عملًا بارزًا في تاريح الأعمال التليفزيونية، ومسيرة «على البدري»، 5 أجزاء في 160 حلقة على مدار 8 سنوات، في ملحمة كتبها أسامة أنور عكاشة، وأخرجها إسماعيل عبد الحافظ، صورت التاريخ المصري الحديث من عصر الملك فاروق حتى مطلع التسعينات، رحل عبدالعليم قبل أن يكمل جزئها السادس، الذي كان من المقرر بدء التحضيرات فيه.
جسد أسامة أنور عكاشة حلم القومية العربية، وانهيارها، في علي البدري الشاب الذي تربى في بيت خالته، تخرج في كلية العلوم التطبيقية، ليصدم في حبيبته زهرة وفي نكسة 67، ثم يسجن فتتحول حياته، يكفر المعتقدات التي كان يؤمن به عن القومية والاشتراكية، بل إنه رفض كل هذه الفترة من ذاكرته، ويتحول في بقية أجزاء المسلسل إلى النقيض،فيصير رجلًا بلا انتماء أو مبدأ وجشعًا لجمع المال.
رحل «علي البدري»، مساء الأربعاء، إثر أزمة قلبية، وترك الأسئلة التي أثارها دوره الشهير، قيد البحث.