«الجاسوس» عودة الترابين: عودة لأحضان «العدو»

أفرجت سلطات الأمن المصرية عن عودة ترابين المحكوم عليه بالتجسس لصالح إسرائيل، الخميس، بعد أن قضي 15 سنة داخل السجون المصرية، بعد سنوات طويلة من رفض طلبات إسرائيلية متكررة منذ القبض عليه عام 2000. وأعلن التلفزيون المصري، الإفراج عن ترابين مقابل الإفراج عن مصريين اثنين، لم يسمهما، من المتواجدين بالسجون الإسرائيلية .
وحكم على ترابين بالسجن 15 عامًا، قضاه في ليمان طره، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، بعد إلقاء القبض عليه فى العريش أثناء زيارته لشقيقته التى تعيش فى القاهرة، بتهمة تهمة التجسس ونقل معلومات عسكرية مصرية للعدو.
وبدأت رحلة مطالبات الإفراج عن ترابين المولد فى يوليو 1981، برفض تام للرئيس مبارك، الذي أفرج عن الجاسوس الإسرائيلي الأشهر عزام عزام عام 2004، في عملية تبادل أسرى بين مصر وإسرائيل، أفرجت الحكومة المصرية بمقتضاها عن المواطن الإسرائيلي الدرزي، عزام عزام، المحكوم عليه بالسجن ل 15 عاما بتهمة التجسس لحساب إسرائيل، مقابل إفراج الحكومة الإسرائيلية عن 6 طلبة مصريين تسللوا إلى إسرائيل لتنفيذ عمليات قتل حسب ادعاءات إسرائيلية.
وتكررت مطالبات محامي ومنظمات إسرائيلية، بعد ثورة 25 يناير.
وفي يناير 2012، طالب يتسحاق ملتسر، محامي الجاسوس الإسرائيلي، المسجون في مصر، عودة ترابين، ، رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، بالضغط على الحكومة المصرية من أجل إطلاق سراح موكله
وطالب «ملتسر»، في رسالته «شديدة اللهجة»، حسب وصف إذاعة الجيش الإسرائيلي، نتانياهو، برفض طلب مصر الخاص بإعادة صياغة اتفاقيات التجارة الحرة بين القاهرة وتل أبيب.
مظاهرات أمام سفارة مصر
وفي فبراير 2012، نظمت شعبة المهمات في «الحركة الكيبوتسية» وأبناء قبيلة عودة ترابين مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، ، للمطالبة بإطلاق سراح ترابين، من السجن المصري، بحسب القناة السابعة الإسرائيلية.
شكوى دولية
وقالت الإذاعة الإسرائيلية، في يونيو2012، إن المجلس الدولي لحقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، أصدر «رأيًا قضائيًا»، يعتبر «اعتقال» مصر للمواطن الإسرائيلي، عودة ترابين، عام 2000، «اعتقالا تعسفيًا»، وأضافت الإذاعة أن قرار المجلس جاء بناء على شكوى قدمتها «المنظمة الدولية للمحامين ورجال القانون اليهود»، اتهمت فيها مصر ب«تعمد خرق حقوق الإنسان خرقًا سافرًا في ما يخص اعتقال عودة ترابين».
ونقلت الإذاعة عن المحامية الإسرائيلية، إيريت كاهان، رئيسة المنظمة قولها إن: «ترابين لم يحظ بحماية قضائية مناسبة، ولم تتوفر أي محاضر قضائية حول محاكمته، ولا يمكن الطعن ضد هذه الإجراءات القضائية التعسفية وغير السليمة التي اتخذت بحقه، كما أنه مثل أمام محكمة عسكرية، على الرغم من أنه لم يكن جنديًا».
مطالبات بالتعويض
وفي يوليو 2012، وذكرت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي أن عودة ترابين، يعتزم إقامة دعوى قضائية ضد الحكومة المصرية، أمام المحكمة الجنائية الدولية، يطالب فيها بإطلاق سراحه والحصول على تعويض قيمته 100 مليون دولار.
رسالة إلى محمد مرسي
كشفت القناة الثانية الإسرائيلية، في بداية حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، عن إرسال فريق الدفاع عن ترابين رسالة إلى الدكتور محمد مرسي يطالب فيها بالإفراج عن الجاسوس عودة ترابين بمناسبة شهر رمضان، أو على الأقل إعادة محاكمته.
وورد في الخطاب الموجه الى الرئيس المصري: «باعتبارك كنت مسجونا خلال فترة الحكم القمعي السابق في عهد مبارك، دون ارتكابك أي إثم، يمكنك أن تتفهم بالطبع مرارة السجن ظلما، فقد تم اعتقال ترابين على يد النظام القمعي السابق بدون أي سبب، ولا نتحدث هنا عن جاسوس، وإنما عن راعي غنم أخطأ بعبور الحدود (من إسرائيل إلى مصر)، ونطالب بأن تعيد فحص ملف ترابين، حتى تكتشف أنه لم يتعرض لمحاكمة عادلة، ولم يتم فحص أقواله وادعاءاته.. إننا نطالب سيادتكم بالإفراج عن ترابين لدواع إنسانية».
وكانت آخر المطالبات الإسرائيلية الرسمية، في يوليو الماضي، حين قال الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين ، إنه طلب من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الإفراج عن إسرائيلي معتقل في السجون المصرية، بتهمة التجسس متوقعا الإفراج عنه نهاية العام الجاري.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة، عن «ريفلين» قوله الثلاثاء في مدينة الطيرة العربية في إسرائيل، إنه يواصل المساعي لضمان الإفراج عن المواطن «عودة الترابين»، المسجون في مصر.
وأضاف «ريفلين» أنه أجرى اتصالات مع الرئيس المصري لهذا الغرض آملًا أن يتم الإفراج عن «الترابين» نهاية العام الحالي.