يعرف جميع مشجعي كرة القدم في إنجلترا أن جماهير مانشستر يونايتد -الذين يذهبون لمشاهدة فريقهم بانتظام داخل الملعب- هو فئة كبيرة وصبورة للغاية حتى انهم تغنوا باسم مويس في آخر أيامه كمدرب لهم، هم ليدهم أسباب كثيرة للصبر خاصة لأنهم شهدوا نجاحات لا تحصى خلال الفترة التي عاشوها مع الشياطين الحمر. لكن مباراة الأمس كانت إشارة تحمل الشرارة التي قد يبدأ منها كل شيء، مانشستر لعب مباراة فقيرة للغاية ضد كريستال بالاس وانتهت بنتيجة 0-0، لكن ظهر الحضور غاضبا للغاية من أسلوب لعب اليونايتد تحت إمرة لويس فان جال. وقبل اللقاء انتقد أسطورة الشياطين الحمر بول سكولز طريقة لعب المان يونايتد مع فان جال وذلك وجد تأييدا من شريحة كبيرة من جماهير اليونايتد التي ترغب برؤية نتائج الصفقات العديدة التي عقدها الفريق. فكيف بدأ كل شيء؟ خلال المباراة تغنت جماهير مانشستر يونايتد باسم سكولز خلال اللقاء، هذا دليل على التمرد والغضب لا أكثر منذ متى كانت تتغني الجماهير باسم لاعب سابق في الفريق؟ بالإضافة إلى التغني بجملة: الهجوم الهجوم الهجوم إنها جملة شهيرة تشير إلى الملل من تناقل الكرة والتباطؤ في ترك الخصم يستحوذ وربما يباغت الفريق المكبل بأغلال اللعب بطريقة ليست له. وتغنت الجماهير أيضا خلال اللقاء قائلة: أين ألمان يونايتد، نريد الهجوم، تلك إشارة تامة على التمرد والثورة الغاضبة ضد طريقة فان جال الذي يبدو متوحدا وعنيدا للغاية ولا يريد التخلي عن عناده ولو لمرة أسلوب دفاعي غريب واللعب من أجل الاستحواذ وليس الفوز وافتقار اليونايتد للاختراقات والتسديدات ومباغتة الخصم. لماذا كان فان جال نفسه السبب في زيادة حدة الغضب؟ المدرب الهولندي خرج بتصريحات مستفزة للغاية مثل أنه على الجماهير أن تتغني دوما لأنه حقهم دائما لكن اليونايتد كان الطرف الأسوأ في مباراة وحيدة وهي أرسنال هذا الموسم، لكن في مباراة كريستال بالاس كان اداء الشياطين الحمر مخيبا أيضا وهو مالم يعترف به فان جال. ما يعاني منه الجماهير حاليا هي ثورة ثقافية ضد مدرسة الصبر والإستحواذ الخاصة بفان جال، ومن الممكن التغاضي عن أسلوب اللعب إن كانت النتائج أعلى من مستوى النقد لكن حتى الآن تعادل الشياطين الحمر في 3 مباريات متتاليات. سكولز تسبب بالعديد من الجدل حينما أكد أن اليونايتد ليس الفريق الذي تتمنى أن تلعب ضده أو معه حاليا، ومع استثناء الفوز ضد إيفرتون الخادع مانشستر يونايتد لم يكن الفريق المميز طوال شهر أكتوبر، لقد كان الاداء مملا ولم يلعب الفريق كرة هجومية كما يجب. طريقة اللعب هناك مشكلة كبيرة جدا تواجه خطة لعب فان جال وهي واين روني الذي لا يخلق مساحات للفريق أو يستخدم الكرة الإستخدام الأمثل حينما تصل إليه اللاعب مشتت تماما ولا يعرف ما يجب عمله كما أنه يشعر في قرارة نفسه بالخطر تجاه الفريق والجماهير. هو ليس وحده في الفريق الذي يؤدي بتلك الطريقة لكنه أولهم فيما يقدمه سواء في إستخدام الفرص الهجومية أو الإقتحام داخل منطقة الجزاء أو صنع الفارق للفريق ولكن طريقة اللعب ليست كلها سيئة فلقد تحسن الدفاع كثيرا عما كان عليه في الموسم السابق أو ما قبله حتى. وهناك نقاط جيدة مثل أنتوني مارسيال الذي يبدو ممتازا حينما يستحوذ فريقه على الكرة وهدفه في سيسكا موسكو كان ممتازا وهو آخر هدف سجله مانشستر يونايتد بالمناسبة كان أكثر من رائع. أين تكمن المشكلة؟ المشكلة الحقيقية هي في تباعد المسافات بين الخطوط سواء معنويا أو ماديا، في سيلهرست بارك ظهر اليونايتد متباعدا مفككا للغاية مثلما كان الحال عليه في المباراتين اللتين سبقت مباراة كريستال بالاس وانتهت بنفس النتيجة أو مباراة ارسنال. ما الحل؟ على فان جال ان يحدد مشاكله بسرعة شديدة إذا ما أراد ان يحتفظ بحب الجماهير وهو أهم للغاية من أي شئ في الوقت الحالي العودة لمسار الفوز واستعادة ثقة الجماهير ومنها سيستمد اللاعبون الثقة المطلوبة ويعود الفريق للمنافسة مجددا. في النهاية، ومنذ الفوز على إيفرتون كنت قد حذرت بشدة من أن الفوز على التوفيز سيخدع اليونايتد وقد كان، فتعادل الفريق في كل مباريته بعد تلك المباراة، على فان جال أن يحدد أولوياته ومشاكله إذا ما اراد المنافسة حقا في هذا الموسم فالجماهير لن تصبر خاصة وانه لا يوجد سوى سير اليكس فيرجسون واحد.
