شخصيات قرآنية.. العبد الصالح الذي علّم نبي الله موسى

عبدصالح، وهبه الله نعمة عظيمة من العلم، وجرت له قصة مع موسى عليه السلام، كما ورد في سورة الكهف، وبالرغم من أن اسمه لم يرد صراحة في القرآن، إلا أنه عرف في قول جمهور العلماء بالخضر، ويقول السيوطي إن اسمه «بليا»، لكنه سمي بالخضر، لأنه جلس على فروة (قطعة أرض) بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء، كما في الحديث الذي رواه البخاري والترمذي وهو قوله صلى الله عليه وسلم إنما سمي الخضر، لأنه جلس على فروة بيضاء، فإذاهيتهتزتحتهخضراء بحسب ما أوضح موقع «إسلام ويب».
وتختلف أقوال العلماء بشأنه فمنهم من يقول إنه عبدمن عباد الله الصالحين ومنهم من يقول إنه نبي من الأنبياء ولكن الثابت أنه العبدالصالح الذي جرت له قصة مع موسى عليه الصلاة والسلام كما في سورة الكهف.
وبحسب موقع «صيد الفوائد» فقد بدأت حكاية موسى عليه السلام مع الخضر، حينما كان عليه الصلاة والسلام يخطب يوماً في بني إسرائيل، فقام أحدهم سائلاً: هل على وجه الأرض أعلم منك؟ فقال موسى: لا، ظنًا منه أنه لا أحد أعلم منه، فعتب الله عليه في ذلك، وقال له إنَّ لي عبداً أعلم منك وإنَّه في مجمع البحرين، وذكر له أن علامة مكانههيفقدالحوت.
ليأخذ بعدها موسى وفتاه يوشع بن نون حوتاً ويسيرا به ليبدأ الرحلة إلى مجمع البحرين لطلب العلم، وفي هذا قال تعالى «وَإذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ البَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً»، إلا أنهما نسيا الحوت وواصلا طريقهما، ثم تنبها لنسيانه فعادا، ولقي موسى عليه السلام الخضر عند مجمع البحرين، ليعرض موسى على الخضر مرافقته لطلب العلم، فوضع الخضر شرطًا لتعليمه وهو ألا يشأله عن شئ حتى يقول هو له وهذه الآيات توضح النقاش الذي دار بينهما «قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا* قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا* وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا* قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا».
ثم انطلقا وحدثتت 3 مواقف خلال سيرهما ولكن لم يستطع موسى أن يصبر على تأويلهم أو تفسيرهم فراح يسأل الخضر في كل مرة حتى جاء الموقف الثالث الذي توقف فيه الخضر عن تعليم موسى وقال له هذا فراق بيني وبينك وأخذ يقدم له تفسيرًا عن كل ما حدث، وهذه الآيات توضح ما حدث «فانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا* قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا* قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا* فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا* قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا* قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا* فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا* قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِععَّلَيْهِصَبْرًا».
ثم راح الخضر يشرح لموسى عليه السلام تأويل المواقف الثلاثة وهذه الآيات توضح ذلك «أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ».