محمد حسن سليمان.. «المحافظ» على «ما تبقى من حرمة الجامعة» (بروفايل)

في نهاية القرن العشرين، كان الدكتور محمد حسن إسماعيل، يبدأ عمله معيدًا في كلية الهندسة جامعة عين شمس، خاتمًا سنوات البكالوريوس بحصوله على لقب الطالب المثالي على مستوى الكلية عام 1999.
تمر السنوات، ويصبح جزءًا من جريمة قتل الطالب إسلام عطيتو، وكان آخر ما فعله هو حضور امتحان نهاية العام في مادة «إنسانيات- 4 ك ق»، التي يدرسها إسماعيل منذ حصوله على الدكتوراه في الهندسة الكهربية «تخصص التحكم في شبكات توزيع الكهرباء».
يتفرق دم الطالب المقتول بين عدة أطراف، كليته التي كان يفصله عن التخرج منها شهور معدودة، تخلي مسؤوليتها من القبض عليه داخل حرمها، مكتفية بتقديم واجب العزاء في مقتله لأهله في بيان رسمي، معلنة خروجه بعد انتهاء الإمتحان بصحبة زملائه.
في حين يؤكد زملائه واتحاد طلبة الكلية، اختطاف زميلهم عقب أدائه الامتحان، بصحبة مجهول كان في انتظاره أمام باب لجنة الامتحان، بينما تتبنى وزارة الداخلية رواية مختلفة عن تمكن جهود أجهزتها من تصفية أحد المتورطين في اغتيال العقيد وائل طاحون، الضابط بمصلحة الأمن العام، بعد مبادلته إطلاق الأعيرة النارية وضبط السلاح الآلى الذي كان يستخدمه، وتصفه ب«الإخوانى/ إسلام صلاح الدين أبوالحمد عطيتو».
يتعجب عضو مجلس إدارة نادى أعضاء هيئة التدريس جامعة عين شمس، من «طالب يحضر امتحانه النهائى ويتم التحقق من هويته في اللجنة، ثم توجد جثته مقتولاً في الصحراء وبيان للداخلية يعلن العثور عليه مختبئاً فى وكر!!»، معلنًا: «لم يعد هناك مجال للحديث عن رواية كاذبة أو تجاوز للأدوار.. لكن فقط كى يبقى لنا شىء من ماء الوجه فعلى إدارة الكلية والجامعة أن تبرئ ذمتها من المشاركة فيما حدث، وأن تفتح تحقيقاً حاسماً لكشف المسؤول عن تتبع الطلبة داخل الحرم الجامعى، وهذا إن إردنا أن نحفظ له ما تبقى من حرمته !».
وسط كل هذه الروايات، يجد الدكتورعضو المكتب السياسي لحزب مصر القوية، نفسه، وسط دائرة تحقيقات تجريها النيابة العامة، فيعلن مشاركته بتسليمه أوراق امتحان مادة «إنسانيات- 4 ك ق»«61 ورقة» لإثبات حضور الطالب المقتول للامتحان، واستكمال النيابة استعراض أشرطة كاميرات المراقبة، واستدعاء كافة الأطراف المتصلة بالواقعة.