أعرب مقرر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، أحمد عبدالحكيم حمزة، عن قلقه الشديد حيال تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين والمهجرين داخل وخارج ليبيا بعد فبراير 2011. وأشار «حمزة» إلى تفاقم مؤشرات الأوضاع الإنسانية للنازحين والمهجرين الفارين من مناطق النزاع جراء أحداث العنف التي اندلعت أواخر عام 2014 بالعاصمة طرابلس ومناطق ورشفانة، وككلة، وبئر الغنم، والرابطة بغرب البلاد، إضافة إلى مناطق براك الشاطئ، وأوباري بجنوب البلاد، وبنغازي بشرق البلاد، واصفاً أوضاع النازحين ب«المأساوية والخطيرة». وكشف «حمزة» عن أن أعداد المهجرين داخلياً جراء أحداث العنف الأخيرة يقدر بحوالي 519 ألف نسمة، بينما بلغت نسبة المهجرين الكلية بعد أحداث فبراير 2011 مليونا و256 ألفًا، وأشار إلى أنها موزعة كالتالي: 70% بنغازي، و30% ورشفانة، و12% أوباري وبراك الشاطئ، و10% المشاشية، و10% جرمانة والطوارق بغدامس، و8% تاورغاء، و6% ككلة، و5% النوفلية بن جواد، و3% القواليش. وحذّر من مغبّة وقوع كارثة إنسانية للنازحين واللاجئين داخلياً نتيجة لعدم التدخل العاجل وإهمال هيئات الأممالمتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة للجانب الإنساني والإغاثي لهذه الفئات المتضررة بليبيا. ودعا الأممالمتحدة إلى الوفاء بالتزاماتها الإنسانية حيال معاناة المدنيين والمهجرين الليبيين بالداخل والخارج، وذلك بموجب ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي الإنساني. ووصف قرار مجلس النواب الليبي بطبرق بشأن عودة المهجرين والنازحين داخلياً إلى مدنهم ومناطقهم بأنه «مشبوه وأعرج»، لأنه لم يتضمن تعهدات واضحة بتقديم المسؤولين عن جرائم التهجير القسري للمدنيين والعبث بممتلكاتهم ومنازلهم التي هجّروا منها. واعتبر القرار تكريساً لثقافة الإفلات من العقاب لمن تورطوا في هذه الجرائم والانتهاكات والخروقات، والتي تعد جرائم حرب واضحة ومتكاملة الأركان، قائلًا إن «هذه الجرائم وفقًا لما نص عليه القانون الدولي الإنساني ومعاهدة جنيف بشأن حماية المدنيين في أوقات النزاعات والحروب المسلحة وملاحقة مرتكبيها تقع في إطار اختصاص محكمة الجنايات الدولية وفقًا لتفويضات الأممية لها من خلال القرارات الأممية لها 2174 / 2014- 1970- 1973». يذكر أن أحدث تقرير صادر عن جمعية الهلال الأحمر الليبي في إبريل الجاري بيّن أن أكثر من نصف مليون شخص نزحوا إلى مناطق داخل البلاد جراء الاشتباكات المسلحة منذ منتصف مايو الماضي وحتى مطلع الشهر الجاري.