«عائلة الكيلاني» الفلسطينية.. الموت أمامكم.. والموت من خلفكم

رصدت الأناضول آلام ومعاناة عائلة الكيلاني عندما سمعت «ياسمين»، (6 أعوام) تصرخ :«بابا لا أريد أن أموت..دعنا نرحل من هنا»، ليكرر ذات النداء شقيقها «ياسر» (8 أعوام).
وفور سماعه هذه الكلمات، حمل إبراهيم الكيلاني (53 عاما) أطفاله، وأسرته (زوجته و5 من الأبناء)، من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ليتجنب حمم القصف المدفعي العشوائي الذي يحيل الأجساد إلى أشلاء وجثث متفحمّة.
وتوجهت عائلة الكيلاني، إلى حي الشجاعية شرق غزة، دون أن تعلم أنها فرت من الموت إلى الموت مع اتساع دائرة العدوان الإسرائيلي، وتدفق القذائف المدفعية المميتة التي أودت بحياة 72 شهيدا فلسطينيا.
وصرخ أطفال «الكيلانى» مجددا أمام رائحة الدم، والجثث المتناثرة في حي الشجاعية، ليهرب بهم بعيدا إلى حي الرمال وسط مدينة غزة، حيث المكان الذي يصفه الغزيون بأنّه الأكثر هدوءا وأمنا.
وتجلس عائلة الكيلاني، وأسرته في شقة استأجرتها في برجٍ سكني وسط غزة، فيهدأ صراخ الأطفال، وتعد الزوجة «تغريد» (45 عاما) طعام الإفطار وهي تبتسم، بعد أيام من الخوف والقلق.
وكان هذا هو الإفطار الأخير عندما جلست الأسرة الفلسطينية على المائدة، يتناولون طعامهم بفرح، وفجأة وقبل أن تنتهي العائلة من إفطارها، باغتتهم صواريخ الطائرات الحربيّة، وأحالت أجسادهم إلى أشلاء متناثرة بعد أن امتزج الطعام بالدم.
وتحولت عائلة الكيلانى إلى رقم جديد في العائلات المستهدفة بفعل الطائرات الحربية الإسرائيلية، التي تبيد شظايا موتها الأسر بكامل أفرادها.
وشن الجيش الإسرائيلى خلال الأيام الثلاثة الماضية، الكثير من الغارات دون تحذير سكانها، مما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات، بينهم أطفال ونساء.
وقتل الجيش الإسرائيلي، فجر الاثنين 9 من أفراد عائلة صيام في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، من بينهم 5 أطفال.
كما قصف منزلا يعود لعائلة أبوجامع شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 25 مدنيا.
وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (منظمة حقوق إنسان أوروبية شرق أوسطية، مركزها جنيف بسويسرا)، في بيان صحفي، الثلاثاء، أن القوات الإسرائيلية صعدت من استهدافها للعائلات الفلسطينية في غزة بوحشية.
وأوضح المرصد أن نحو 50 عائلة فلسطينية استُهدفت واستشهد كل أو معظم أفرادها منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة، في 7 يوليو الجاري، وبلغ عدد الضحايا جراء استهداف هذه العائلات 213 شهيدا.