قيادي إخواني بالأردن: «الجنس الفموي» يسبب السرطان

نشر عبد الحميد القضاة، نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن سابقًا والمدير التنفيذي لمشروع وقاية الشباب من الأمراض الجنسية والإيدز، مقالًا عن «ممارسة الجنس الفموي بين الحرام والحلال»، لافتًا إلى أنه يسبب «فيروس مسبب للسرطان ينتقل عبر الممارسة».
مقال «القضاة» جاء باللغة العربية ونشر في موقع CNN، ونوه الموقع في افتتاحية المقال أن «هذه المقالة كتبها، الدكتور عبد الحميد القضاة، خبير الأمراض المنقولة جنسيًا والايدز، والمدير التنفيذي لبرنامج وقاية الشباب منها، في الاتحاد العالمي للجميعات الطبية الإسلامية. وهي تعبر عن رأيه ولا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.
وبرر القيادي الإخواني رأيه، بقوله: «لقد كانت الدوافع للبحث في هذا الموضوع كثرة الاستفسارات حوله، خاصة من قبل الشباب، والحاجة لمعرفة الحكم الشرعي في مثل هذه الممارسات، فقد اختلفت آراء الفقهاء في ذلك، وتباينت من الإباحة بحجة جواز استمتاع كل من الزوجين بزوجه بأي وجه كان، باستثناء ما استُثني بالنص (الجماع في فترة الحيض، والإيلاج في الدبر)، وما ثبت ضررة بشهادة أهل الاختصاص، إلى التحريم لهذه الممارسات من قبيل أنه يفسد الفطرة، ويقضي على النسل، أو مظنة النجاسة، وعدم إمكانية التحرز منها».
وأضاف: «بين التحريم والاباحة فتاوى تفصيلية تفيد الكراهة، وفي ظننا أن سبب التباين هذا يعود لعدم توفر المعلومات الكافية والموثوقة لدى الفقهاء حول الضرر المترتب على هذه الممارسات، وكذلك لخطورة ما ثبت من نتائج مخيفة ومرعبة، من خلال دراسات ميدانية يعضُد بعضها بعضًا، في مختلف أنحاء العالم، من سرطانات جديدة وأمراض جنسية مختلفة، مثل مرض السفلس والسيلان والقرحة الرخوة والهربس الجنسي ....إلخ، كنتائج مباشرة للجنس الفموي في الغرب، ولذلك كان لا بد من بحث هذا الموضوع من الناحية العلمية الطبية المجردة، وبسط الحقائق كما هي، لنضع كلًا أمام مسؤولياته».
وتحدث القيادي الإخواني عن «الجنس الفموي وسبب انتشاره»، مشيرًا إلى أنه «نشاط جنسي، يُمارس عن طريق الفم، يتم فيه مداعبة واستثارة الأعضاء التناسلية للطرف الآخر، باستعمال الفم واللسان في العملية الجنسية، مما يؤدي للقذف أحيانا عند الرجل، ووصول المرأة للنشوة (الإرجاز)»، لافتًا إلى «شيوع هذا النوع من الممارسات الجنسية على مستوى العالم بشكل غير مسبوق».
وأرجع السبب في انتشار هذه الممارسات إلى «النهم الجنسي والبحث عن مزيد من المتعة، والخوف من آفات الزنا والشذوذ، ظنًا منهم أن يجدوا في هذه الممارسات بغيتهم من الحصول على المزيد من المتعة، والسلامة من الآفات والأمراض المنقولة جنسيا، ولكن هيهات»، حسب قوله.
وتطرق للحديث عن «سرطانات الفم والحلق»، قائلًا: «سرطانات الفم هي مجموعة من السرطانات، تصيب مناطق مختلفة من الفم تشمل الشفاه، وقاعدة اللسان، وأعلى الحلق، واللوزتين، والحنجرة. ومع بدايات القرن الحالي كشفت الدراسات عن تزايد مقلق وغير مبرر لمعدلات انتشار هذه الأمراض، وظهورها في فئات عمرية جديدة لم تكن تظهر فيها من قبل بهذا الحجم، على الرغم من تناقص عوامل الخطورة المعتادة كالتدخين وتناول الكحول».
وتابع: «رغم أن هذه الدراسات قد أجريت في بلدان مختلفة، مثل بريطانيا وأمريكا والسويد، إلا أنها التقت على نفس النتائج، وكشفت عن أنماط متشابهة لمعدلات الانتشار وعوامل الخطورة».
وكشف أن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) «من الفيروسات، التي تنتقل بالاتصال الجنسي سواءً التناسلي أو الفموي»، موضحًا: «تنتشر العدوى بشتى أنواعها على نطاق واسع في جميع أرجاء العالم، ولا يمكن فعل الكثير للحد من انتشار هذا الفيروس، ذلك أن الغالب الأعم من حالات العدوى لا يظهر لها أي علامات أو أعراض، كما لم يتم التوصل إلى علاج لهذا الفيروس حتى هذه اللحظة».
ولفت إلى أنه «ثبت في الآونة الأخيرة لدى المختصين علاقة فيروس الورم الحليمي (HPV) بالسرطانات الفموية سالفة الذكر، إذ تدخل الفيروسات إلى الخلايا الظهارية، (المبطنة للفم)، وتبدأ بصناعة مواد تمكن الخلية من النمو خارج السيطرة، تنتهي إلى الورم السرطاني»، كاشفًا أن «هذه العملية قد تستغرق زمنا طويلاً يصل من 10 إلى 20 سنة من تاريخ الإصابة بالعدوى».
واستطرد: «تزامن الارتفاع الصاروخي لمعدلات انتشار هذه السرطانات، التي يسببها فيروس الورم الحليمي (HPV) مع شيوع الجنس الفموي وصرعاته، وبذلك يكون هذا الفيروس هو المسبب لهذه السرطانات من خلال ممارسة الجنس الفموي».
ولفت القيادي الإخواني إلى أن «سرطان الفم واحدًا من السرطانات الأكثر ارتفاعًا في بريطانيا»، مشيرًا إلى تزايد معدلاته بين الشباب بصورة «مقلقة»، لافتًا إلى أن الإصابة «ناجمة في غالبيتها عن الإصابة بفيروس HPV، ووسيلة انتقاله الرئيسية هي الجنس الفموي».
واستند إلى تحذيرات أَطلقتها الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان، التي أشارت إلى «الارتفاع الحاد في عدد المصابين بسرطانات الفم، التي أصبحت تحتل المركز السابع بين السرطانات الأكثر شيوعًا لدى الرجال في أمريكا (وبعضها قد ارتفع بنسبة 500% بين الشباب)، بسبب تغير الممارسات الجنسية، التي تنقل هذا الفيروس إلى الفم».
وقال: «لوحظ في السويد زيادة مشابهة في معدلات الإصابة بسرطان اللوزتين، ويعتقد الخبراء أن هذه الممارسات سوف تسبب في المستقبل سرطانات الحلق لدى الرجال أكثر مما يسببه التدخين».
وفي آخر سطور مقاله، كتب: «تثبت حصيلة الدراسات، التي أجريت في مختلف أنحاء العالم، أن ممارسة الجنس الفموي تنقل فيرس الورم الحليمي البشري (HPV)، الذي يسبب سرطانات الفم المختلفة بنسب مخيفة ومقلقة، وعليه فإنها ليست من الممارسات الجنسية الآمنة، كما يتوهم البعض، ونوصي بالإعلان عن ذلك وبيانه في برامج التثقيف للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا، المحلية والدولية رسميًا وعالميًا».
واختتم: «كما نرى أن الفتوى الشرعية في هذا الأمر المستحدث، بحاجة إلى إعادة النظر على ضوء هذه المستجدات، من أبحاث وما أثبتته من أضرار»، موصيًا «الجهات المعنية في الدول العربية والإسلامية بإجراء المزيد من الأبحاث المحلية حول الموضوع، ودعمها بشكل كافٍ، لكشف حجم المشكلة في هذه المناطق، والعمل على معالجتها بالطريقة المناسبة».