أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، أن مصر ستعود إلى مقرها الطبيعي بالاتحاد الأفريقي، بعد نجاح انتخابات الرئاسة، واختيار المصريين رئيسا جديدا بإرادتهم الحرة، فضلا عن احتفالاتهم المستمرة فى الشوارع المصرية منذ الخميس الماضي. وقال محلب، خلال لقائه أعضاء اتحاد مقاولي التشييد والبناء الأفريقي بحضور سفير بورندي بالقاهرة ووزراء ا«لإسكان والشباب والرياضة والاتصالات والبترول»، مساء السبت، إن المصريين تألموا من عدم وصول هدف ورسالة ثورة «30 يونيو» إلى أشقائه الأفارقة، حتى جاءت الانتخابات الرئاسية لتعزز هذه الثورة الشعبية. وأضاف رئيس الوزراء أن «عانت الكثير على مدار السنوات القليلة الماضية، ولكنها ظلت قلب أفريقيا النابض، والتي انطلقت منها كل حركات التحرير الأفريقية بدعم من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، حتى تحررت أفريقيا، بعدها تقلص الدور المصري في أعقاب حرب 1967 بسبب الأزمات الاقتصادية، ولكن لم يبعد القلب عن الجسد». وتابع: «أفريقيا ظُلمت كثيرا ونهبت أكثر، وحان وقت التكامل بيننا وبين أشقائنا في الدول الأفريقية، ومصر تعتز بقارتها وعازمة على التواصل مع دول القارة السمراء خلال المرحلة المقبلة، من خلال تنفيذ المشروعات التنموية هناك». وأوضح محلب أن «التكامل مع الدول الأفريقية ضروري للغاية، خاصة في قطاع المقاولات، والذي يعد التنمية الحقيقية للقارة السمراء»، مضيفا: «عندما أسترجع كتاب الزعيم الغاني كوامى نكروما، الاستعمار الجديد، أجده توقع ما يحدث الآن، حيث أكد أنه لا يوجد استعمار عسكري ولكن يوجد استعمار اقتصادي ينهب ويدير ثروات أفريقيا وهو الاستعمار الاقتصادي، ولا نجد بديلا لذلك إلا بتعاون جنوبي-جنوبي». وتابع: «يجب تنشيط الاتحاد الأفريقي للمقاولات، من خلال عمل شراكات ناجحة، مع الحصول على نصيب من المشروعات التنموية فى أفريقيا»، مؤكدا أن ممثلي قطاع المقاولات في أفريقيا حضروا إلى مصر الآن في لحظة فارقة، تتمثل في انتخاب رئيس للجمهورية يمثل الشرعية الحقيقية باسم مصر. وخاطب رئيس الوزراء ممثلى مقاولي أفريقيا قائلا: «عندما كنت رئيسا لشركة المقاولون العرب ولهذا الاتحاد، ذهبت لجميع الدول الأفريقية، وعندما توليت مهام وزارة الإسكان وبعدها رئاسة الوزراء، لم أمتنع عن تلك الزيارات، ولهذا أطالبكم بأن يكون الاتحاد فعالا وليس حبرا على ورق، فأنتم تمثلون قطاعا مهما للغاية في أفريقيا ويجب استغلاله، مع وجود شبكة معلومات قوية للمشروعات حتى يكون هناك ما نطلق عليه الجنوب الجديد، فمصر ستساعد بالقطاع الهندسى والتدريب والشراكة الهندسية في جميع دول أفريقيا». وأضاف: «إذا كان الماضي قد ضاع من أفريقيا، فيجب أن نكون حذرين لنحافظ على مستقبلنا»، مؤكدا أن «حضور 5 وزراء من الحكومة المصرية الاجتماع دليل قاطع على الاهتمام بقارتنا السمراء والتأكيد على سبل التعاون المختلفة». وأجمع الحضور الأفريقي على اعتزازه وفرحته بما وصلت إليه مصر بعد الانتخابات الرئاسية، مؤكدين أنه باستقرار مصر أمنيا وسياسيا واقتصاديا ستستقر جميع الدول الأفريقية والعربية، وطالبوا بدعم مصر لهم اقتصاديا من خلال قطاع المقاولات.