بعد إنهائه امتحانات الثانوية العامة، ترقب الشاب وأسرته موعد إعلان النتيجة، التي أظهرت أن مجموعه يمنحه الالتحاق بكلية الفنون الجميلة في جامعة الإسكندرية، فيفرح لأنه سيصبح مهندس ديكور، لكن والدته تمنت أن تراه ضابطًا، فقرر على الفور تلبية رغبتها ودخل الكلية الحربية ليتخرج فيها، عام 1991. الشاب «الوسيم» أو «الحليوة»، كما تراه قطاعات واسعة من الفتيات، اسمه أحمد محمد علي، ورتبته عقيد أركان حرب، وظهوره الأول في المشهد السياسي المصري جاء بعد 27 يومًا من تولي عبدالفتاح السيسي، منصب وزير الدفاع، إبان حكم الرئيس المعزول، محمد مرسي. وقتها قدم «علي» نفسه للمصريين كأول متحدث عسكري للجيش، عقب ثورة 25 يناير، في مهمة هدفها «تحقيق رسالة إعلامية فعالة وهادفة، هدفها الأخير إلمام الشعب المصري بكل ما يهمه، بخصوص مؤسسته العسكرية». ظهور «علي» في سبتمبر 2012، يراه مراقبون للمشهد السياسي الراهن خطوة نحو ضخ دماء جديدة في عروق المؤسسة العسكرية المصرية، خاصة بعد «حالة من التآكل أو الغبار في علاقة القوات المسلحة بالشعب»، كما يحكي المتحدث العسكري، الذي يضيف أن الهدف من استحداث منصبه هو رؤية السيسي لضرورة «إعادة تقديم المؤسسة العسكرية بشكل جديد». وبداية معرفة المصريين بالمتحدث العسكري تعود فصولها وقت حديثه عن العملية «نسر» واستعراض المهام القتالية للجيش ضد العناصر «الإرهابية» في سيناء، موضحًا تفاصيل المشهد بنبرات هادئة دون تهديد أو وعيد سبق للمصريين رؤيته في حديث أحد قادة المجلس العسكري، اللواء محسن الفنجري، بعدما أدى تحية عسكرية بكل اعنزاز لشهداء ثورة 25 يناير. المؤهلات، التي منحت «علي» منصب المتحدث العسكري تمثلت في مقومات عدة كما يحكي عن نفسه، وكان من أبرزها إجادته اللغة الإنجليزية ودراسته في الكلية الحربية، التي تخرج فيها عام 1991، بالإضافة إلى الكاريزما والحضور والقبول، خاتمًا بقوله: «هذا كله فيه توفيق من عند ربنا». وسيرته الذاتية تشير إلى أنه تدرج في دراسته، حيث حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، بالإضافة إلى ماجستير علوم وفنون عسكرية من كلية «SAMS»، من الولاياتالمتحدةالأمريكية، فضلًا عن اجتيازه لدورة كلية القادة والأركان البرية بالولاياتالمتحدة، ودورة كبار القادة في كلية دفاع حلف الناتو بروما، كما حصل على فرقة صاعقة راقية، وفرقة مظلات أساسية بمصر، ناهيك عن كونه أحد أعضاء هيئة التدريب في الكلية الحربية وكلية القادة والأركان. ونال «علي» نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى والثانية، كما حصل على نوط التدريب من الطبقة الأولى والثانية، فضلًا عن حصوله على نوط «بروناي» من الأكاديمية العسكري البريطانية، وهو ما يعني أنه يتدرج بسرعة في المناصب، فضلًا عن المهارات، التي يكتسبها مثل قائده السيسي. وسامة المتحدث العسكري جعلت ردود الفعل متباينة بين مستحسن للأمر ورافض له، لكن كفته رجحت لدى السيسي، الذي رأى أنه «جاذب جدًا للستات». عقب إعلان السيسي ترشحه للرئاسة، وخوضه السباق، الذي تشير نتائج مؤشراته الأولية إلى جلوسه على عرش مصر، خرجت تقارير صحفية تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي تتحدث عن أن الفريق الرئاسي للمشير سيضم «علي» لكي يكون ناطقًا باسمه في رئاسة الجمهورية. ولم يخرج المتحدث العسكري ببيان يوضح صحة الأمر من عدمه، مثلما كان ينفي أكثر من مرة ترشح السيسي للرئاسة إلى أن حسم «المشير» مصيره. وفي أحد لقاءاته الإذاعية أثناء الاحتفال بمرور 40 عامًا على انتصار مصر في حرب أكتوبر، عبر «علي» عن فخره بأدائه دور المتحدث العسكري، لكنه استدرك بقوله: «سيكون في توقيت ما هناك آخرون يقومون بهذه المهمة»، الأمر، الذي يفتح الباب أمام توقعات للبعض ترى أن مهمته مستمرة، بينما يرى غيرهم أن المفاجأة ربما تحدث ويخلع بدلته العسكرية مثل قائده ليبدأ رحلة مدنية مع السيسي في القصر الرئاسي، وهو ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.