إذا أردنا - باختصار شديد - أن نبحث بموضوعية تامة عن الأسباب التى تدعو لدعم المشير عبدالفتاح السيسى رئيساً لمصر يمكننا أن نعدد على الأقل خمسة عشر سبباً لذلك، أولها أن السيسى هو الذى تقدم بشجاعة منقطعة النظير، واضعاً رأسه على كفه، ومخاطراً بالنجاح أو الفشل، لتثبيت ثورة الملايين العارمة ضد حكم الإخوان فى 30 يونيو، وثانيها أنك لو أدرت عينيك فى الأفق كله لتبحث عمن يمكنه تمكين مصر الوطن والشعب والدولة الآن ضد الإرهاب لتحقيق الأمن والأمان والنهوض الاقتصادى فلن تقع على سواه المؤهل إطلاقاً لهذه المهمة، وثالثها أنه يبرز حقاً كمدعو وحيد الآن لإقرار الانضباط للوطن كله فى مواجهة الفوضى، واستعادة الهيبة والاعتبار للدولة، ورابعها أنه مع محاولة طمس الرموز الوطنية الكبرى حالياً يأتى عبدالفتاح السيسى كرمز وطنى شامخ ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه، قائداً عسكرياً مرموقاً له تاريخه المشرف وتأهيله القيادى العالى، وخامسها أنه من أولئك القادة العسكريين القلائل الذين تكللوا بحب جنودهم واحترام وحفاوة جميع أفرع الجيش تحت قيادته، مما يمنحه دعم كبرى المؤسسات التى حفظت للدولة كيانها حتى الآن، ورمز قوتها وعزتها. وسادسها أن السيسى يأتى من جوف الوطنية المصرية الخالصة لا محسوباً على فئة أو مجموعة أو شخص مهما كان، وسابعها أنه الرجل الذى يحسب له إنقاذ مصر من حرب أهلية مؤكدة، وثامنها ثقته الهائلة فى مصر الأرض والشعب والدولة والتاريخ، وإيمانه ببلده وحفاوته الغالبة بالوطن المصرى، وتاسعها أنه الرجل الذى أمكنه حتى الآن أن يضع حداً للمؤامرات الدولية والإقليمية والداخلية التى حيكت - ولاتزال تحاك - للإيقاع بمصر وتفكيكها وتضييع وجودها إلى الأبد، ولا يزال يخوض هذه الحرب ببسالة، وعاشرها صفاته الشخصية الطيبة التى تؤهله للقيادة وما ظهر منها حتى الآن من انضباط وشجاعة وإقدام وجدية واحترام للشعب، وإنسانية فى الشعور تجلت فى إحساسه بالمواطن البسيط، وحادى عشر الأمل الذى صارت تعلقه عليه الفئات المهضومة حقوقها، والأقليات التاريخية التى طالما عانت من الغبن والتمييز، وثانى عشر توحد السلطة والقوة فى شخصه كرئيس (حين انتخابه)، وكقائد أعلى للقوات المسلحة، مما يسقط ازدواجية السلطة، وثالث عشر وجوده على قمة السلطة فى مصر سيذلل كثيراً من وضعية عدم امتثال الظروف الراهنة لتقبل رجل لا علاقة له بالجيش قائداً أعلى للجيش، حال اقتراب مرشح آخر لمنصب الرئيس، ورابع عشر إذا ما أدرت رأسك فى كل الوجوه المطروحة على الساحة حالياً للمنافسة على منصب الرئيس فستجدها بلا استثناء بعيدة أشد البعد عن سمات رجل الدولة أو القائد أو الرئيس، وخامس عشر يتلبس صالح مصر الآن - دون انحياز أو مبالغة - فى دعم المشير السيسى رئيساً لها، بينما يأتى ذلك مخالفاً ومعاكساً لصالحه هو شخصياً الذى استقر به قائداً للجيش وبطلاً قومياً دخل التاريخ من أوسع أبوابه ولا يعوزه شىء غير ذلك ألبتة. وعلى ذلك تتطلع أمانى الوطنيين المصريين فى الرئيس السيسى إليه رجلاً من طراز الرؤساء العظام الذين قادوا بلادهم لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة مواكبة للعصر. تتطلع إليه منزهاً عن العلاقات المغرضة مع أية فئات قد تعزله عن شعبه كالشلل السياسية ورجال الأعمال الفاسدين ومراكز القوى. وتنعقد الثقة فى أن تكون أمانى الوطنيين المصريين هذه فى المشير عبدالفتاح السيسى رائدة لسلوك مسار التقدم الذى سلكته الأمم الناهضة فى عالم اليوم، فيحدث هذه النقلة الحضارية الكبرى التى تنتظرها مصر على أحر من الجمر، وليحفر المصريون اسمه الكريم فى أفئدتهم بكل الحب والعزة والفخار.