ارتفاع أسعار الذهب في مصر اليوم    «الزراعة»: منظومة تكويد المزارع التصديرية تضمن إنتاج سلع زراعية بجودة عالية    وزير قطاع الأعمال يبحث إنشاء مجمع إنشاء مجمع متكامل لصناعة الحديد والصلب    إزالة تعديات بحوض برنجى وكينجى مريوط بمحافظة الإسكندرية    استلام 179 ألف طن قمح بالشون والصوامع في كفر الشيخ    محافظ بني سويف يستقبل السفيرة سها الجندي وزيرة الهجرة    الرئاسة الفلسطينية: واشنطن الوحيدة القادرة على وقف اجتياح رفح وستتحمل المسؤولية عنه    سفيرة مصر لدى البحرين: القمة العربية بالمنامة محورية وتعقد في توقيت حرج    الرئيس البولندي: روسيا ستغزو دولا أخرى إذا انتصرت في حرب أوكرانيا    دبابات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل تجاه وسط رفح    رغم الخسارة.. مدرب سوسيداد يشيد بأداء برشلونة ويمدح تشافي    تعليم الجيزة: إلغاء امتحان طالب بسبب الغش بالمحمول في امتحانات اليوم    عاجل.. مصدر يكشف مصير الأجانب المقيمين بالبلاد المعفيين من تراخيص الإقامة    متاحف وزارة الثقافة تفتح أبوابها للجمهور مجانا احتفاء باليوم العالمي للمتاحف    خارج مصر .. طرح فيلم "بنقدر ظروفك" يوم 23 مايو    بعد تحذيرات هيئة الدواء المصرية.. إليك خطوات لضمان تفعيل السلامة الشخصية    جامعة القاهرة تقرر زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين    محافظ القاهرة يوزع 13 «كرسي متحرك» على عدد من ذوي الهمم    مصر تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في محافظة صلاح الدين بالعراق    الكرملين يكشف عن موعد زيارة بوتين إلى الصين    القومي لحقوق الإنسان: ضرورة تكافؤ الفرص بين الأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم    «مُحبط وفاكر نفسه الجوهري».. 4 نجوم يفتحون النار على حسام حسن    رابطة الأندية تُعلن عقوبات الجولة ال 22 من الدوري المصري    جلسات نفسية للاعبي الأهلي استعدادًا لنهائي أفريقيا أمام الترجي    جيسوس يحسم مستقبله مع الهلال السعودي    الأنبا يواقيم يرأس صلوات قداس عيد استشهاد الأم دولاجي وأولادها الأربعة بالأقصر (صور)    الأحد المقبل.. بدء تسليم الأراضي السكنية بمشروع 263 فدانًا بمدينة حدائق أكتوبر    ضبط قضايا إتجار بالعملات الأجنبية بقيمة 50 مليون جنيه خلال 24 ساعة    تسريب صور امتحان الصفين الأول والثاني الثانوي عبر تطبيق التليجرام    دفاع «طبيبة التجمع»: «المتهم حاول الهرب بعد دهس الضحية»    ارتفاع معدل التضخم في إسبانيا إلى 3.3% خلال أبريل الماضي    اللجان النوعية بالنواب تواصل اجتماعاتها لمناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة.. اليوم    فريدة سيف النصر: اتعقدت من الرجالة بسبب خيانة زوجي    5 أبراج تتميز بالجمال والجاذبية.. هل برجك من بينها؟    في ذكرى رحيله.. محطات في حياة فتى الشاشة الأول أنور وجدي    يوسف زيدان يهدد: سأنسحب من عضوية "تكوين" حال مناظرة إسلام بحيري ل عبد الله رشدي    مفتي الجمهورية يتوجَّه إلى البرتغال للمشاركة في منتدى «كايسيد» للحوار العالمي    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية الهندسة    انطلاق أعمال القافلة الطبية المجانية حياه كريمة بقرى الزيات في الوادي الجديد    طريقة تحضير الحنيذ: وجبة تقليدية لذيذة لعائلتك    المندوه يتحدث عن التحكيم قبل نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    ختام امتحانات النقل الإعدادي بالقاهرة والجيزة اليوم    نائب رئيس جامعة الأزهر يفتتح ندوة «مواجهة الابتزاز الإلكتروني» لتوعية الطالبات    سويلم يتابع إجراءات وخطة تطوير منظومة إدارة وتوزيع المياه في مصر    الحكومة التايلندية توافق على زيادة الحد الأدنى الأجور إلى 400 باهت يوميا    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 14-5-2024    «يهدد بحرب أوسع».. ضابط استخبارات أمريكي يستقيل احتجاجا على دعم بلاده لإسرائيل.. عاجل    حكم الشرع في زيارة الأضرحة وهل الأمر بدعة.. أزهري يجيب    غرفة صناعة الدواء: نقص الأدوية بالسوق سينتهي خلال 3 أسابيع    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. دار الإفتاء تجيب    هل يجوز للزوجة الحج حتى لو زوجها رافض؟ الإفتاء تجيب    إجازة كبيرة للموظفين.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى المبارك في مصر بعد ضم وقفة عرفات    لطفي لبيب: عادل إمام لن يتكرر مرة أخرى    إبراهيم حسن يكشف حقيقة تصريحات شقيقه بأن الدوري لايوجد به لاعب يصلح للمنتخب    سلوى محمد علي تكشف نتائج تقديمها شخصية الخالة خيرية ب«عالم سمسم»    طارق الشناوي: بكاء شيرين في حفل الكويت أقل خروج عن النص فعلته    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك يوماً يتجلى فيه لطفك ويتسع فيه رزقك وتمتد فيه عافيتك    ارتفاع درجات الحرارة.. الأرصاد تحذر من طقس الثلاثاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيتركونكم تحاسَبون وحدكم
نشر في المصري اليوم يوم 08 - 05 - 2014


(1)
«صدقنى، بالطريقة دى إنتم أول ناس هتحتاجوا الاتفاقية دى، وهتندموا ع اللى بتعملوه ده»، قالها منفعلاً أحد الحقوقيين لأحد قيادات الإخوان أمام غرفة لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس الشعب المنحل، فما كان من القيادى الإخوانى إلا أن انصرف مبتسمًا ابتسامة صفراء متمتمًا بصوت لا يكاد يسمع: «ربنا يسهل».
كانت هذه المحادثة، بعد جلسة طويلة من سلسلة جلسات حاول خلالها عدد من نواب القوى المدنية والحقوقيين، إقناع قادة الإخوان الذين يملكون أغلبية أصوات مجلس الشعب بالتصديق على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية. وكان قد تم التوقيع عليها إبان حكم مبارك، بينما لم يتم التصديق عليها لتصبح جزءا من القانون الداخلى وهى الحيلة التى كان يستخدمها نظام مبارك لتجميل وجهه، كنظام ملتزم بالتوقيع على الاتفاقيات الدولية التى تحمى حقوق الإنسان، بينما لا تصبح تلك الاتفاقيات جزءًا من القانون الداخلى إلا بالتصديق عليها من البرلمان نفس هذا الحوار تكرر مع قيادات إخوانية بمجلس الشورى وكان ردهم بالمثل!
(2)
هل يعلم شباب الإخوان، أن قادتهم يوهمونهم بأن القضية التى تم رفعها أمام المحكمة الجنائية الدولية ستقتص لهم، بينما يعرف القادة جيدًا أن هذا لن يحدث، فمصر لم تصدق على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية! والطريق القانونى الوحيد الآن هو أن تطلب الحكومة المصرية بنفسها إحالة الملف أو أن يتم إحالة الملف من خلال مجلس الأمن! وهو ما لن يحدث، فلن تغامر الدول المسيطرة الآن على مجلس الأمن بعلاقتها بنظام قائم أيًا كان من أجل تنظيم لن يعود إلى السلطة أبدًا، بعد ما ناله من ضربات على يد النظام القائم، وكره شعبى بسبب أدائه خلال فترة حكمه!
هل يعلم شباب الإخوان، أن القضية لن تقبل، بسبب رفض قادتهم التصديق على اتفاقية خشية أن تستخدم ضدهم فى المستقبل! لأنهم كانوا يظنون أنهم سيظلون فى الحكم أبد الدهر؟
(3)
القانون يشرع عادة لحماية الأطراف الأضعف، فالأطراف الأقوى قادرة على الحصول على ما تريد، من دون القانون. وتكمن المشكلة دائمًا فى أن الأطراف الأقوى تظن أنها ستظل كذلك على الدوام، فتصوغ القواعد لصالحها، ولا تفيق إلا بعد فوات الأوان! وهو ما كان يفكر فيه قادة الجماعة، عندما رفضوا التصديق على الاتفاقية لأنهم ظنوا أن الحكم قد دام لهم، فقرروا حماية حلفائهم فى المجلس العسكرى خلال الفترة الانتقالية الأولى، من تطبيق الاتفاقية عليهم، مقابل الوصول إلى الرئاسة! ووصلوا بالفعل إلى الرئاسة ومنها إلى المحكمة التى ترفض دعواهم الآن، لأنهم اختاروا إقرار القواعد لصالح الجماعة وحلفائها لا لصالح العدالة.
واليوم أجد كثيرين ممن يهللون لما هو حادث، لا يخفون سعادتهم لانهيار قواعد المحاكمات العادلة، وضرب منظومة العدالة بالكامل؛ بحيث صار من الطبيعى اتهام أى مواطن يختلف مع أى مسؤول باتهامات تلقى به لسنوات فى السجون. ويصبح طبيعيا أن يكون الحكم ضد من تظاهروا حتى أسقطوا مرسى، أكبر من الحكم ضد قناص العيون! ويظن هؤلاء كما ظن سابقوهم أن الأمر سيستقر لهم. ويبقى الخطير فى الأمر، إحساس الناس بأن منظومة العدالة قد تظلمهم، وتضيع حقوقهم، وهو ما قد يدفعهم لانتزاع حقوقهم بأنفسهم! وحينها أخشى أنكم لن تجدوا وقتًا للندم! وستتركون لنا الحزن بسبب ما أوصلتم بلادنا وشعبنا له! وسوف ننفق أعوامًا نخبر الناس عنكم وعن مصيركم، لنبنى مستقبلا أكثر عدالة لنا ولأولادنا وأولادكم بينما لن يبقى منكم سوى ذكرى لعبرة لكل من يصوغ القواعد على هواه!
تعتقدون أن من يحميكم الآن، سيظل يحميكم؟ لا تطمئنوا كثيرًا، وتذكروا أين كان قادة الحزب الوطنى بعد 28 يناير! هربوا خارج البلاد وتركوا أمثالكم يواجهون مصيرهم وحدهم. واجهوا حقيقتكم، إنهم لا يهتمون لأمركم، وسيتركونكم تحاسبون وحدكم على أخطائهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.