كفر الشيخ.. الأقفاص السمكية مصايد للموت والتلوث

تحولت الأقفاص السمكية التى تنتشر فى محافظتى كفرالشيخ والبحيرة، على فرع رشيد، المطل على المحافظتين، إلى مصايد للموت والتلوث بعد نفوق آلاف الأطنان من الأسماك، وتلوث مآخذ مياه الشرب، ورغم اتفاق المحافظتين على القيام بحملات مكبرة لإزالة تلك الأقفاص فإنها ما زالت موجودة حتى الآن.
وأكدت مصادر أن أكثر من مليون قفص لتربية الأسماك تنتشر فى المنطقة وتتم تربية الأسماك بها على مخلفات مزارع الدواجن النافقة وروث الحيوانات، ومخلفات المجازر، وتتواجد الأقفاص بكثافة أمام مراكز ومدن دسوق وفوة ومطوبس، المطلة على فرع رشيد، إضافة لمدن محافظة البحيرة من الجانب الغربى لفرع رشيد، حيث يعمل بالمهنة كل من ليس لديه مهنة، لأنها تضمن لأصحابها الربح الوفير، كما أنها تمثل مصدر رزق لآلاف الأسر، خاصة فى ظل انتشار البطالة وقلة الأسماك ببحيرة البرلس والبحر المتوسط، مشيرة إلى أنها تتسبب، بما تحويه من مخلفات، فى تلويث كامل لمياه فرع رشيد، الذى يعتبر المصدر الرئيسى لمآخذ محطات مياه الشرب بالمحافظتين. وحذر سامح السيسى، من أبناء مركز مطوبس، من ظاهرة الأقفاص السمكية وانتشارها بصورة غير طبيعية فى ظل البطالة التى تشهدها البلاد، مشيراً إلى أن تلك الأسماك تعتمد على مخلفات مزارع الدواجن والمجازر وروث المواشى وكل القاذورات والبيض الفاسد، حتى مخلفات الإنسان من خلال «طرنشات» المراحيض بعد كسحها، وهى ملوثة بصورة خطيرة للمياه، ومع ذلك- يقول- فإن أصحاب تلك الأقفاص لا يهمهم سوى تحقيق الربح الوفير.
وأضاف: المشكلة أن المسؤولين يعلمون ذلك ولا يتحركون، لأن بعض أصحاب تلك الأقفاص من الكبار ذوى النفوذ والمحسوبية، مشيراً إلى أن التحاليل المعملية أكدت ارتفاع نسبة الأمونيا الضارة بمياه فرع رشيد؛ بسبب تلك الأقفاص التى تمتلكها شخصيات ذات نفوذ، وحينما تأتى حملات لإزالتها يكون عند أصحابها علم بموعد الحملة، فيقومون بتغطيسها فى المياه، لحين مرور الحملة، بعدها يقومون بتعويمها مرة أخرى.
وأكد أن عدداً من أصحاب الأقفاص لديهم حراس بأسلحة نارية، يطلقون النيران فى الهواء لإرهاب المسؤولين حتى لا يقتربوا منهم، أما الشباب الصغار فهم الضحايا؛ حيث تتم إزالة أقفاصهم. وقال أسامة صقر، من أبناء مدينة دسوق، إن الأقفاص انتشرت بصورة غير مسبوقة أثناء وبعد ثورة 25 يناير، بسبب الغياب الأمنى، وهى السبب الرئيسى فى إصابة الآلاف من أبناء المحافظة بالفشل الكلوى، وهى متواجدة بفرع رشيد أمام دسوق وفوة ومطوبس، ولا يعتمد أصحابها فى تغذية الأسماك على الأعلاف فقط، بسبب ارتفاع أسعارها، ولكنهم يعتمدون بشكل أساسى فى تغذيتها على الحيوانات النافقة بكل أنواعها، كذلك الدواجن النافقة ومخلفات الحيوانات والمزارع الداجنة، إضافة لمخلفات المجازر من أحشاء الذبائح وخلافه، حتى مخلفات البشر يعتمدون عليها بعد الحصول عليها من خلال صناديق سيارات معدة لذلك، وينقلونها لتلك الأقفاص. وأضاف: لذلك تلك الأقفاص مأوى للميكروبات والجراثيم الضارة، وناقلة للأمراض وملوثة لمياه فرع رشيد المتواجد به مآخذ محطات مياه الشرب بمحافظتى كفرالشيخ والبحيرة.
قالت الدكتورة فريدة عبده إن المشكلة تظهر أكثر وتتفاقم فى موسم السدة الشتوية من كل عام، لأن المياه تكون متوقفة، وطالبت المسؤولين بسرعة إزالتها.
وقال أحمد عبده نصار، نقيب الصيادين بالمحافظة، إن هناك أكثر من مليون قفص سمكى بفرع رشيد تعتمد فى غذاء الأسماك بها على الحيوانات النافقة والبيض الفاسد، ومخلفات المنازل، وتكثر تلك الأقفاص أمام مركز مطوبس، وتتزايد الخطورة فى المنطقة من مطوبس حتى قرية برنبال، حيث المياه العذبة، ويتسبب ذلك فى ارتفاع نسبة الأمونيا بالمياه.
وأضاف: إن سبب تفشى الظاهرة هو البطالة واختفاء الأسماك وهجرتها من السواحل المصرية، وإن تكلفة القفص السمكى تتراوح من 10آلاف جنيه إلى 20 ألف جنيه، ولابد من بديل لإعالة أسر أصحاب تلك الأقفاص قبل إزالتها؛ لأنها مصدر رزق وحيد لآلاف المواطنين.
وطالب الجهات المسؤولة مثل البيئة والصحة بمراقبة تلك الأقفاص، وأخذ عينات يومية منها وتحليلها، للتأكد من عدم تلويثها للنيل، مؤكداً انعدام الرقابة من تلك الجهات وغيرها، خاصة مسؤولى حماية النيل.
وقال اللواء سيد سعيد، رئيس مركز ومدينة مطوبس، إنه تم مؤخراً شن حملة شارك فيها رجال الشرطة، لإزالة كميات هائلة من الأقفاص التى تشكل خطورة على المياه العذبة.
وأكد اللواء أحمد بسيونى زيد، رئيس مركز ومدينة دسوق، أنه يتابع بنفسه أى أقفاص جديدة بفرع رشيد مقابل مركز دسوق، وتتم إزالتها فوراً فى بداية الشروع فى نصبها، بعدما تبينت خطورتها وتلويثها لمياه النيل.
من جانبه، قال محمد أبوغنيمة، رئيس مركز ومدينة فوة، إنه ترأس حملة موسعة من مسؤولى حماية النيل وشرطة المسطحات، وتمت إزالة أكثر من 100 قفص سمكى بفرع رشيد قبالة مركز فوة، وأضاف أن محافظ البحيرة أعلن أنه ستتم إزالة الأقفاص بحدودها، إلا أنه قال إن أصحاب الأقفاص لم يعارضوا أثناء الإزالة، لأن الأسماك كلها كانت نافقة بسبب تلوث فرع النيل فى الفتره الأخيرة، وأضاف أن محافظ البحيرة أعلن أنه ستتم إزالة الأقفاص بحدودها.