تواصل سلسلة الجوائز التى تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب وترأس تحريرها د.سهير المصادفة نشر أعمال الأديب البرتغالى جوزيه ساراماجو بترجمة روايته «مسيرة الفيل»، التى تعد من آخر كتابات حائز نوبل للآداب (1988) قبل رحيله. يستوحى ساراماجو فى هذه الرواية التى ترجمها أحمد عبداللطيف، واقعة مشهورة تاريخياً حدثت فى القرن السادس عشر عندما قام ملك البرتغال عام 1561 بإهداء صهر الإمبراطور «شارل كوينت» أرشيدوق النمسا فيلاً ضخماً يدعى «سالمون». فبدأ بخرطومه الضخم الذى يمتد على ظهره رحلة طويلة ماراً بأرض لم تطأها أقدام بشر. ليظل «سالمون» هو البطل الحقيقى لهذه الرواية، ويصير بمسيرته تلك رمزا حياً لأوروبا، التى كانت فريسة للصراعات، وانتشار محاكم التفتيش، وعن هذا العمل قالت مجلة «لير» الفرنسية إن ساراماجو يستدعى فيها أوجاع البشرية، التى لا تتقيد بزمن، وقال عنها الناقد الفرنسى.. إن الكاتب يدعونا عبرها إلى التفكير فيما يهدد التعايش بين البشر. سلسلة الجوائز نشرت حديثاً أيضاً أول أعمال الأديب الفرنسى دانيال بناك، الذى يصدر فى العربية ويحمل عنوان «حزن مدرسى»، وهى الرواية الحائزة على جائزة رونودو الفرنسية المرموقة (عام 2007). الترجمة أنجزها عاطف محمد عبدالمجيد، وهى تحكى حسبما نقرأ على غلافها الأخير عن دانيال بناك «ذلك التلميذ البليد الكسول الفاشل»، وهو هنا يفتح جرحه هذا حتى منهاه ليطل على جميع الأطراف المشاركة فيه مثل المدرسين والعملية التعليمية برمتها، وعلى الأطراف المتألمة من هذا الفشل مثل أسرته وعلى وجه الخصوص أمه. وصفت مجلة «لونوفيل أوبزرفاتور» الفرنسية، حين صدورها فى فرنسا، مؤلفها بأنه سار نوعاً ما على خطى الروائى الفرنسى الشهير «مارسيل بروست»، صاحب رواية «البحث عن الزمن المفقود»، فبناك تأمل مثله حقيقة الوجود والزمن الذى انقضى، وهكذا أصبح ما كتبه عبر الطفل، الذى كان ثم المراهق كمثل «اكتئاب مُعلن». دايال بناك مولود فى المغرب عام 1944، وهو من أشهر كتاب الأدب الموجه للأطفال فى فرنسا بخلاف إنجازه فى مجال الرواية، وله دراسة مهمة عن «القراءة».