اعتبر وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أن «الحوار القائم بين تركياوإيران هو الأفضل في المنطقة، في فترة تشهد نوعًا من الصراعات المذهبية». جاء ذلك في الكلمة، التي ألقاها الوزير التركي في معهد الشرق الأوسط للأبحاث الاستراتيجية في العاصمة الإيرانيةطهران، التي يزورها حاليا للمشاركة في الاجتماع الوزارى ال21 لمجلس الوزراء الخاص بمنظمة التعاون الاقتصادي، والتي أعرب فيها عن سعادته للاتفاق الأخير، الذي تم التوصل إليه بين إيران ومجموعة «5+1» بخصوص الملف النووي لطهران. وقدم الوزير التركي في كلمته التهنئة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف على هذه الاتفاق، متمنيًا أن تسفر الفترة المقبلة عن توصل جميع الأطراف إلى اتفاق نهائي وشامل ينهى أزمة النووي الإيراني، حسب قوله. وأوضح «أوغلو» أن بلاده على مدار 6 أو 7 سنوات «سعت للمساهمة في إيجاد حل لتلك الأزمة»، مضيفًا: «إنني مازلت أتذكر حتى الآن المفاوضات، التي أجريناها هنا في طهران على مدرا 15 ساعة متواصلة دون انقطاع». وأضاف أن «النتائج، التي تم الحصول عليها من جولة المفاوضات الأخيرة ستعود بالنفع على السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها، وليس على إيران أو الدول المعنية بالمفاوضات وحدها». وشدد «أوغلو» على أن بلاده «لا ترغب في وجود أي أسلحة نووية في منطقتها»، معربا عن أمله في تطهير المنطقة من جميع الأسلحة النووية، وأوضح أن مجرد التفكير في استخدام تلك الأسلحة «يعتبر جريمة في حق الإنسانية». وذكر أنهم لا يرغبون على الإطلاق في فرض قيود على امتلاك الطاقة النووية لأغراض سليمة، مؤكدا أن هذا النوع من الطاقة حق للجميع حرية امتلاكه. من ناحية أخرى، أوضح أن «التوتر في منطقة الشرق الأوسط بدأ يظهر حينما سلك قادتها طرقا غير سلمية لحل المشاكل، التي تواجههم مع شعوبهم»، مضيفا: «هذه المنطقة ملكا لنا جميعا، ولابد من حوار شامل لحل جميع مشاكلها حتى لا تأخذ أبعادا لا يمكن معها السيطرة عليها». وأضاف أنه في حالة عدم حل تلك المشاكل الأمنية الإقليمية، فإن الصراعات ستظل «مستمرة» بين جميع الأطراف، مؤكدًا على ضرورة أن «يكون هناك تعاون إقليمي للتغلب على كافة المشاكل، والبحث عن سبل لحلها»، وذكر أنه «إذا حدث تعاون تركي إيراني فإنهما سيشكلان معا عمودا فقريا للمنطقة برمتها». وأوضح أن تركياوإيران دولتان لهما ثقلهما في المنطقة ويعرفان بعضهما البعض جيدا بحكم الأواصر والعلاقات التاريخية التي تربط بينهما، مشيرًا إلى أنه «لو كانت هناك بعض النقاط الخلافية بينهما فهما في نهاية الأمر يفهمان بعضهما جيدًا». وعن الخلاف في وجهات النظر بين تركياوإيران بخصوص الأزمة السورية، قال «أوغلو»: «في بداية الأزمة دعونا الأسد لإجراء انتخابات رئاسية، والقيام بإصلاحات»، مشيرا إلى ان النقطة التي وصلت إليها العلاقات التركية السورية لم تكن خيارا تركيا. وأكد أن العلاقات «بدأت تتدهور تماما لما بدأ الأسد يقتل في شعبه بدم بارد»، وتابع قائلًا: «لو كانت لتركيا أي نية في التدخل في سوريا كما يروج البعض، أو لو كان لديها أي نوايا سيئة في هذا الشأن، لماذ لم تقم بذلك في الأعوام 2004، و2005، و2005 حينما كانت هناك عزلة دولية مفروضة على سوريا؟، ولماذا لم تقم بتعاون في ذلك مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ضد الأسد». ومضى قائلاً: «لماذا ستقوم بذلك الآن مع أن الحكومة الحالية هي هي التي كانت موجودة من قبل؟ فالنظام السوري هو الذي تغير، وليس نحن، فلتسألوا ضمائركم علها تجيبكم عن هذه الأسئلة». وأوضح أن «تركيا تعرف سوريا جيدا»، منددا قيام القوات التابعة للنظام السوري بقصف مدنها تحت غطاء «محاربة الإرهاب»، وأكد أن «هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق». ورفض الوزير التركي الاتهامات التي توجه لبلاده برعايتها ل«الجماعات المتطرفة» ودعمها، فقال: «نحن لم ندعم أي جماعات إرهابية على الإطلاق، لا القاعدة ولا الجماعات التابعة لها، فنحن نرفض الظلم أيا كان مصدره، فالقاعدة بالنسبة لنا خطر شأنها في ذلك شأن الأسد». وأضاف الوزير التركي: «إذا كنا سنعارض وجود القوات الأجنبية في سوريا، فعلينا أن نعارض وجود أي عناصر أجنبية في سوريا من أي مكان».